يوم للشؤم والفجور أكد الشيخ السلفي كتابة وقولا وعلي امتداد سنوات ان يوم شم النسيم يوم الشؤم والفجور, وحذر من الاحتفال به وطالب المسلمين بتجنب المشاركة في هذا العيد, حفاظا منهم علي دينهم. والسؤال: ما هي مظاهر الفجور في هذا اليوم؟! ومثلا هل يعتبر اكل الفسيخ والرنجة والبصل والملانة فجورا؟ ام ان مثل هذه الوجبات مظهر من مظاهر الشؤم؟ وهل يعد البيض الملون إثما؟ وهل يعد الخروج الي الحدائق والتنزه في نهر النيل من الامور المحرمة شرعا؟ وهل هناك نهي ديني يحرم اكل الفسيخ او الرنجة ام ان اكلها مكروه فقط؟ وهل وصلت للشيخ وامثاله تقارير تفيد بأن رجال مصر ونساءها يسيرون عرايا في هذا اليوم, وبالتالي وصف اليوم بالفجور؟ وربما نظر الشيخ للاختلاط في الحدائق واماكن اللهو البريء ومدن الملاهي والمقاهي والمطاعم والكافتيريات فأفتي بأن اليوم يوم شؤم وفجور؟! ومن المحتمل ان الشيخ وامثاله واتباعه كرهوا ان يجتمع اهل المحروسة من المسلمين والمسيحيين ويجمعوا علي ان عيد شم النسيم عيد لهم جميعا, فكيف للمسلمين والمسيحيين ان يفرحوا معا وان تجمع مشاعر البهجة بينهم؟ وربما يكون الامر مرتبطا بكراهية هؤلاء الناس للفرحة والبهجة وتفضيلهم للجهامة والعبوس؟!! ولما كانت مصر قد عرفت هذا العيد منذ اكثر من خمسة آلاف عام اي قبل بدء عصر الاديان السماوية اليهودية والمسيحية والاسلام, فذلك وحده كاف لرفض الاحتفال به. وهناك اكثر من جماعة متشددة ترفض وتكره العصر الفرعوني, ومن بينها من يطالبون بتدمير الآثار الفرعونية وازالتها من الوجود خاصة التماثيل باعتبارها أوثانا, وربما امتد الرفض ليشمل شم النسيم. وقد يكون مبعث الكراهية والتحريم ان اليوم يوم للاحتفال بالربيع وبما يرتبط به من اخضرار وإنبات وزهور وورود. المهم ان الشيخ وامثاله لم يروا في شم النسيم عيدا جميلا, بل رأوه يوما للشؤم والفجور. والمدهش انهم علي يقين من صواب مثل هذه الفتوي او هذا الرأي!! وبالتالي فإن عليهم الامر وعلينا الطاعة.. وهكذا سيكون الامر دائما اذا سيطروا علي الساحة!! المزيد من أعمدة عبده مباشر