أجري الحوار: محمد طلبة الشافعي يبدو ملف الإعلام المصري المرئي والمسموع شائكا للغاية الآن, فعقب ثورة25 يناير ومع بزوغ شعاع الحرية الجديدة أولي المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة أهمية خاصة لاجراء حالة تطهير شاملة من العناصر الفاسدة الدكتور سامي الشريف بما يملك من خبرة أكاديمية وعملية استطاع أن يجري حوارا حيا في سبيل صناعة رسالة إعلامية جديدة اعتمادا علي كوادر من داخل مبني ماسبيرو ليعيد لهم الاعتبار في إطار رؤية تنويرية شاملة تأسيسا علي مبادئ ثورة الشباب الطامحة نحو الحرية والعدل والمساواة وهو ما تبدي لنا في شكل الاختيار للكوادر ولائحة الأجور الجديدة في محاولة لرأب الصدع الذي أصاب منظومة مصر الإعلامية في شكلها الرسمي الذي أصبح الآن ملكا للشعب ولسان حاله الذي يعكس صورة مغايرة لما كان عليه من قبل. حول شكل وملامح الرحلة المقبلة كان هذا الحوار مع د. الشريف الذي تطرق إلي مختلف الموضوعات والقضايا حديث الساعة. في البداية كيف تري ملامح العهد الجديد للإعلام المصري في المرحلة الراهنة والقادمة؟! عاش الإعلام المصري فترة طويلة منذ ثورة23يوليو1952وبعد أن كان الإعلام يعبر عن رأي الحكومة في السنوات الأخيرة مما زاد هذا الوضع سوءا لأن لسان حال الإعلام المصري كان يعبر عن شخص واحد ومن ثم فقد مصداقيته لدي الناس, لكن قد فرضت أحداث ثورة25 يناير وضعا جديدا عبر مجالات أرحب وأوسع, وبالتالي جاء الانتقال من الإعلام الحكومي إلي إعلام الشعب بمختلف أطيافه باعتباره صاحب الحق الأصيل في ذلك, لكي نفتح المجال أمام كل الآراء والرؤي والتوجهات والأفكار المختلفة ومن ثم تكون شاشات التليفزيون المصري وإذاعاته الآن اصبحت معبرة عنه بصدق وشفافية وموضوعية. هناك16قناة خاصة جديدة سوف تدخل منظومة الإعلام المصري خلال الأيام المقبلة فماذا أعد التليفزيون المصري من خطط وبرامج للمنافسة؟! أحب أن أوضح هنا أن التليفزيون المصري بتاريخه وبإمكانياته الحالية في تصوري هو قادر إن شاء الله في المرحلة المقبلة علي أن يدخل في حلبة المنافسة, ولكن يجب ألا ينظر للإعلام القومي الذي يمثل الشعب المصري والدولة علي أنه إعلام تجاري, صحيح أنه واجب عليه أن يحقق أرباحا ولكن نحن لدينا مهام أخري غير تحقيق الأرباح, مهام تتعلق بالتنمية وبالتثقيف ونقل التراث وإحداث طفرة تكنولوجية وطفرة أخري في سرعة بث المعلومات واسترجاعها في جزء من الثانية نعم نحن بحاجة إلي طفرة تثقيفية هائلة للنهوض بالمجتمع المصري فكريا وتنمويا. لأن الإعلام المصري المملوك للشعب مهمته الأساسية وطنية قومية من أجل ذلك لا يمكن أن نقارن بقناة خاصة هدفها تحقيق أرباح فهذه مقارنة في غير محلها. البعض ينتقد ترتيب نشرة أخبار التليفزيون ويوجه اتهامه بأن الأخبار المحلية التي تخص الشأن المصري تأتي في مقدمة كل النشرات عكس نشرات أخبار تليفزيونات وإذاعات العالم؟! هذا سؤال في محله, أعلم أن هناك سهاما يتم توجيهها إلي نشرات أخبار التليفزيون المصري من ناحية ترتيب الأخبار والاتهام بأن النشرات لم يتم تطويرها. ومازالت تسير علي الطريقة التقليدية, من حيث أخبار مصر الرسمية ثم الأخبار العالمية والعربية والاقليمية ولكن دعني أقل لك إذا كان زعماء العالم يتحدثون الآن عن الثورة المصرية ويقولون عنها إنها ثورة ملهمة للشعوب وعلي سبيل المثال قال الرئيس باراك أوباما إن الثورة المصرية ثورة25 يناير باتت مصدر لهام للشعب الأمريكي بل ولكل الأحرار في العالم. ويضيف د. سامي الشريف ثم أصبحت ثورة صانعة للاخبار وبعد ذلك يريد البعض نشر أخبارها علي شاشاتنا وإذاعتنا في المرتبة الثانية فهل هذا معقول ومع ذلك إذا ما حدث جديد في العالم من أحداث وأخبار نقوم بعمل تغطية شاملة لها وإذاعتها خلال أهم الأنباء وذلك في التو, فمثلا زلزال اليابان الأخير تصدر نشرات أخبار التليفزيون المصري, وكذا حال الإذاعة المصرية لأنه حدث جلل ولكن لا يمكن ان أقوم بإذاعة أخبار عن الحرب في كمبوديا أو الحرب في ليبيا أو أحداث في مناطق ساخنة أخري عربية وإقليمية مثل اليمن والبحرين أو مشكلة الشرق الأوسط( المشكلة الفلسطينية) قبل إذاعة أخبار مصر الثورة والمشروعات العملاقة التي يعلن عنها كل يوم سواء كانت مشروعات تنموية أو خدمية, وكذا الحال بالنسبة للزيارات التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء د. عصام شرف لعدد من الدول العربية الشقيقة. ويضيف د. سامي الشريف وإذا كانت صحف عالمية كبري تقول إن مصر خلال فترة وجيزة من ثورة25 يناير بدأت تعيد مكانتها السياسية التي فقدتها علي مدار ال30عاما الماضية طيلة حكم الرئيس السابق حسني مبارك, ثم نقوم بعد ذلك بنشر أخبار مصر في المرتبة الثانية فهل هذا معقولا. من هم أعضاء مجلس الأمناء الجدد؟ الأسماء جميعها شخصيات عامة معروفة لدي كل الناس ولها بصمة في المجال الذي تعمل به, ومن بين هؤلاء الشخصيات د. عمرو الحمزاوي وحمدي قنديل وحافظ الميرازي ورئيس الشركة المصرية للاتصالات إلخ.. هل نحن بحاجة إلي ميثاق شرف إعلامي جديد؟ بكل صراحة الوثيقة التي أعدت من خلال جامعة الدول العربية من قبل في عهد وزير الإعلام السابق أنس الفقي, وكانت فقط لتحقيق أغراض للحكومات العربية تتعلق بقمع بعض القنوات الإعلامية المناوئة للسلطات وتحقيق سيطرة حكومية. وماذا عن الأجور الفلكية والمخصصات الجارية؟ نعم في السابق كان هناك أجور فلكية وحوافز وإضافي وأمور أخري أمام جهات التحقيق الآن ولك أن تعرف أن رئيس قطاع في التليفزيون الآن حده الأقصي25ألف جنيه حتي ولو عمل ألف ساعة في اليوم وكذا الحال بالنسبة لرئيس قطاع الأخبار ورئيس قطاع الإذاعة والهندسة والأمن والقطاع الاقتصادي.