برغم افتتاحه منذ3 أشهر فإن ميناء البرلس الجديد لم يدخل مرحلة الاستخدام بعد لخوف الصيادين والأهالي من عدم صلاحية الميناء للاستخدام ووجود عيوب به تهدد المراكب والصيادين برغم أنه تكلف65 مليون جنيه ومقام علي مساحة60 فدانا. وبلغ الخوف بالصيادين وأسرهم حدا كبيرا جعل الصيادين يرفضون إجراء التجربة العملية بمراكبهم لاختبار مدي صلاحية الميناء طبقا لما تم الاتفاق عليه بين المحافظة وجمعية أصحاب المراكب الآلية والصيادين من أبناء قرية برج البرلس. واحتشد نحو7 آلاف من أهالي الصيادين من نساء وأطفال عند مدخل الميناء وأطلقوا الصرخات والعويل خوفا من غرق ذويهم في حالة إجراء تجربة الميناء. وأكد أعضاء مجلس إدارة الجمعية أن مدخل الميناء الغربي غير صالح لاستقبال مراكب الصيد الكبيرة خلال النوات, وسوء الأحوال الجوية, وأنه يحتاج إلي مده في عمق البحر200 متر إضافية حتي يكون آمنا لاستقبال المراكب الكبيرة وعدم تعرضها لالشحوط أو اللف, وحماية أرواح الصيادين مع إجراء عمليات تطهير دائمة لقاع الميناء من الاطماء. وقد رفض المحافظ هذا الكلام مؤكدا أن الميناء تم تصميمه وتنفيذه علي أحدث النظم عن طريق الجهاز المركزي للتعمير وشركة الكراكات المصرية, وأنه لا توجد به أي عيوب فنية, وقد سبق مناقشة هذا الأمر خلال اجتماعه مع الصيادين وأصحاب مراكب الصيد الآلية يوم الأربعاء الماضي, وتم الاتفاق علي إجراء تجربة عملية لدخول10 مراكب من الحجم الكبير إلي الميناء بحضور أعضاء لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب وجميع الخبراء والمتخصصين لتحديد مدي سلامة الميناء من عدمه, إلا أن أصحاب المراكب رفضوا أمس دخول مراكبهم إلي الميناء لإجراء هذه التجربة بعد أن أكد حمدي شرابي رئيس مجلس إدارة الجمعية أن البحر اليوم مستقر ولا يصلح لإجراء مثل هذه التجربة, وعلي حد تعبيره فإنه يمكن الكتابة علي سطح الماء بالقلم, وذلك دلالة علي عدم وجود أي أمواج, وأنهم يتمسكون بإجراء تجربةعملية لدخول المراكب إلي الميناء في وقت النوات وخلال سوء الأحوال الجوية. وأكد حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب أنه ليس من حق أحد منع المراكب من دخول الميناء, وسيتم التشغيل التجريبي لمدة شهر للميناء ودخول جميع المراكب من مختلف الأحجام لتحديد مدي سلامته من عدمه, وهنا تدخل محافظ كفر الشيخ أحمد زكي عابدين قائلا: إنه يوافق علي التشغيل التجريبي ليس شهرا واحدا فقط ولكن شهرين فأكثر حيث إنه أكثر الناس حرصا علي سلامة المراكب وأرواح الصيادين, وأنه علي استعداد للحضور يوميا إلي الميناء لحل أي مشكلة تماما, وأنه سيقوم بإصلاح أي مركب تتعرض للتلف عند دخولها إلي الميناء علي نفقته الخاصة مع دفع ثمن المركب كاملا في حالة غرقه. وأوضح حمدي الطحان أنه يستلزم ثلاثة شروط للتشغيل الآمن خلال فترة النوات, وهو أن يتم التنسيق مع إدارة الميناء في حالة وجود نوة والسماح للمركب في هذه الحالة بدخول بوغاز البرلس القديم, وأن يتم التنسيق مع الأرصاد الجوية قبل السماح للمراكب بالخروج خلال فترة النوات, وأن يكون هناك اتصال بين الميناء والمراكب عند دخولها إلي الميناء بفترة كافية لمعرفة مدي سلامة دخولها من عدمه, وقد وافق رئيس مجلس إدارة الجمعية وأصحاب المراكب علي التشغيل التجريبي بعد أن أكد لهم حمدي الطحان ومحافظ كفر الشيخ عدم السماح بخروج أي مركب في رحلة صيد من بوغاز البرلس القديم, وأنه يجب علي الجميع الالتزام بالشرعية والقانون والعمل في إطار القوانين واللوائح التي تحددها الدولة, خاصة أنه قد تم تشكيل مجلس إدارة للميناء يضم شيخ الصيادين ببرج البرلس, و3 من أصحاب المراكب, ورئيس إدارة جمعية المراكب الآلية بالبرلس وعددا من الخبراء والمتخصصين, وأن المحافظة لن تحصل علي أي مليم من إيراد هذا الميناء الذي سيتم تخصيصه لإجراء عمليات التطوير والتحديث الدائمة للميناء, وأن الدولة قد أنفقت ملايين الجنيهات علي إقامة هذا الميناء الحديث لخدمة الصيادين وأصحاب المراكب حيث كان ذلك مطلبا ملحا لهم, وأن أصحاب النفوذ والمصالح الخاصة هم الذين يحاولون إثارة الصيادين وأصحاب المراكب ومنعهم من دخول الميناء حتي تتمكن القلة القليلة غير الملتزمة من تهريب السولار والمخدرات والممنوعات والعمل خارج مظلة القانون والشرعية بشكل عشوائي, مشيرا إلي أن المحافظة قد تمسكت بإدارة هذا الميناء طبقا للامركزية التي يطالب بها الرئيس مبارك, وأن تتولي المحافظة إدارة مواردها ومشروعاتها الاقتصادية, وأنه قد رفض تسليم الميناء إلي هيئة الثروة السمكية لوجود سوابق غير حضارية بالتعاون مع الهيئة التي فشلت في تطوير وإدارة وحماية بحيرة البرلس.