من أهم ما كشفت عنه ثورة الخامس والعشرين من يناير هذا الجيل المستنير من شباب مصر الأوفياء الذين بنوا أنفسهم بالعلم والثقافة والمعرفة واستيعاب تكنولوجيا العصر والاستفادة من معطيات الثورات العلمية الحديثة ووضع ذلك كله في خدمة بلدهم مصر لتصبح واحدة من أهم الدول المتقدمة في المنطقة والمثل الذي تحتذي به الدول العربية الشقيقة للنهوض بمجتمعاتها حتي لا يفوتها ركب التقدم الذي يشهده العالم الآن, وانعكاس ذلك علي الأمة العربية بأثرها لعلها تستيقظ قريبا ومن جديد وتسعي لتحقيق مجدها القديم عندما كانت خير أمة أخرجت للناس. وفي ضوء الأهداف التي قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير في المطالبة بالحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية والتغيرات التي أحدثتها الثورة في فترة وجيزة علي أرض الواقع بدعم قوي ومساندة من قواتنا المسلحة كانت سببا أساسيا في نجاحها يتأتي تبعا لذلك مطلب مهم يجب أن تلتف حوله عقول وقلوب كل العاشقين لتراث هذا الوطن وهو بناء أجيال جديدة بالعلم والمعرفة تتولي مسئولية صنع مستقبل مصر الحديثة كثمرة من ثمار ثورة الخامس والعشرين وهو المطلب الذي ندعو كبار العلماء والمفكرين والمثقفين في بلادنا بأن تتوحد جهودهم لتحقيقه من أجل مصر الاستنارة والتاريخ وصانعة أول حضارة عرفتها الانسانية, واستطيع القول ان بناء هذه الأجيال يحتاج إلي جانب وقفة علمائنا ومفكرينا اسهامات وجهود كل الجهات الحكومية والأهلية المعنية باعادة بناء الانسان وتأسيسه علي ركائز العلم والمعرفة واستيعاب تكنولوجيا العصر التي ستأخذ بأيدينا للحاق ومواكبة العالم المتقدم في زمن تتصارع وتتنافس فيه دول عديدة من أجل ذلك مؤكدة أن العلم هو الطريق الوحيد للوصول بشعوبها إلي بر الأمان, ونعلم أن كثيرا من هذه الدول قد ولدت متأخرة عن بلادنا بآلاف السنين ورغم ذلك سبقتنا في هذا المجال وتفاجئنا بين الحين والحين بانجازات علمية رائعة ومبهرة في مجالات الحياة المختلفة نقف أمامها نحن في موقع المتفرج منذ سنوات إلي ان تحققت لنا هذه الانفراجة المبشرة بمستقبل أفضل لمصر والمتمثلة في شباب الثورة الذين فتحوا كل الأبواب المغلقة أمام اجيال جديدة قادمة تسير علي نفس الدرب وتؤكد للعالم أجمع ان الانسان المصري رغم كل الصعوبات التي تحيط به فهو قادر علي التغيير لأنه يمتلك قدرة التحدي والمنافسة وهو ما أكده شباب ثورة يناير التي كانت مفاجأة للعالم كله واستطاعوا بالعلم والمعرفة ان يضعوا مصر في مكانها الصحيح, ولبناء أجيال قادمة كثمرة من ثمار الثورة تصنع النهضة الشاملة لمصر المستقبل لنا بعض المقترحات الآتية: ان يصدر وزير التربية والتعليم تعليماته بتزويد المدارس بمراحلها الثلاث بالمعامل والأجهزة التكنولوجية الحديثة والتقنية المتطورة التي تساعدهم علي تنمية ميولهم العلمية والمعرفية والكشف المستمر عن اسماء النابغين منهم في هذا الاتجاه. دعم المراكز البحثية ماديا ومعنويا لمواصلة دورها وتأكيد رسالتها العلمية والمعرفية وتشجيع الباحثين من شبابنا وفتح آفاق التقدم أمامهم في هذا التخصص ورصد المتفوقين والنابغين منهم بصفة دورية واجراء تقييم دوري لما يقدمونه من ابحاث علمية بتحقيق اضافة مهمة وجديدة للمجتمع تسهم في تقدمه وازدهاره. الاستفادة الكاملة من المنجزات العديدة التي تحققها نوادي علوم الأهرام والابتكارات العلمية التي انجزها رواد النوادي من الشباب والتي حصل كثير منها علي براءات الاختراع ورصد اسماء النابغين منهم ليكونوا تحت أعين وأيدي المسئولين عن بناء أجيال العلم والمعرفة متي طلب منهم ذلك. اقامة مسابقة كبري تشارك فيها كل هذه الجهات تعرض خلالها كل الابحاث والابتكارات العلمية والمعرفة باسماء اصحابها ودعوة العالم المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل ليوزع الجوائز عليهم وبعد ان تعرض عليه هذه المنجزات العلمية ليختار من بينها العشرة الأوائل الذين يستحقون هذه الجوائز وأن يقترح علي الدولة ارسالهم في بعثات أو منح لاستكمال مهامهم العلمية والبحثية في الدول التي يختارها زويل لهم وتتناسب مع كل فائز بهذه الجوائز حتي يعودوا لمصر بعد ذلك علماء كبار تفخر وتحتفي بهم مصر كما تحتفي الآن بشباب25 يناير الذين بنوا أنفسهم بالعلم والمعرفة, وبذلك نكون قد وضعنا أسس وقواعد بناء الأجيال القادمة الذين سيصنعون بعلمهم المستقبل المشرق الذي تستحقه مصر. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى