سياسة عربية

سلام نيتانياهو

من المؤكد أن ما يشهده العالم العربي من انتفاضات شعبية وثورات سيتغير واقع العالم العربي‏,‏ والذي نرجو من الله أن يكون للأفضل وليس العكس‏,‏ خاصة في ظل الثورات المضادة والتمسك بالحكم ومقاومة فلول الفساد وأعداء الحرية والديمقراطية التي تطالب الشعوب باستردادها بالمظاهرات السلمية التي تحولت بكل أسف إلي دموية.
هذه الدماء الزكية التي تسال يوميا في العديد من الأوطان العربية بحاجة إلي تحرك عربي لوقفها خاصة إذا كان المستفيد من إهدارها أولا وأخيرا إلي جانب أعداء الحق.. إسرائيل, الدولة التي تحاول علي مدي تاريخها توظيف جميع مشكلاتنا لمصلحة تحقيق هدفها الاساسي في السيطرة علي جميع مقدرات المنطقة وأن تكون هي الدولة العظمي الكبري, ولعل ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من عدوان مستمر علي قطاع غزة المحاصر وقتل الابرياء وإغلاق الضفة الغربية وتكثيف قواته بالقدس هو خير دليل علي سلام القوة أو السلام علي الطريقة الإسرائيلية الذي تريد إسرائيل تحقيقه من أجل توسعة أطماعها, وليس أدل علي ذلك مما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو من خطة تحرك مضادة للتحرك الفلسطيني والعربي لإعلان الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل قيام دولة فلسطين وهو ما دفع نيتانياهو إلي الإعلام عن خطة لتحقيق السلام والتي لاتقدم أي جديد عن مطالبه السابقة باشتراط الاعتراف الفلسطيني بيهودية إسرائيل, وهو ما يعني تطبيق الترانسفير علي عرب48وعدم عودة اللاجئين إلي ديارهم إلي جانب التمسك باستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي علي طول الحدود مع الأردن بغور الأردن واعتبار قضية المستوطنات التي تمسك بتجميدها راعي السلام الرئيس أوباما وإعلانه عدم شرعيتها وصفها نيتانياهو بأنها أمر ثانوي وليست هي لب النزاع الذي يعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي متمثلا في عدم الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية وليس بالانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود يونيو1967وعاصمتها القدس الشرقية. هذه المطالب المشروعة التي تتجاهلها إسرائيل وراعي السلام الأمريكي لابد أن تكون أمام القيادات الفلسطينية المتصارعة علي مناصب دولة تحت الطلب لم تقم أصلا, وهو ما يستوجب تحقيق المصالحة بأيديهم قبل أن تزحف إليهم انتفاضات الشباب الفلسطيني الرافضة لاستمرار الانقسام والصراع وانتشار الفساد.
Ameen@ahram.org.eg
المزيد من أعمدة أمين محمد أمين