أليس الحنث باليمين الذي أقسم عليه رؤساء مجلس الوزراء والوزراء وجميع المسئولين خيانة للوطن, أليس ضياع الأموال الطائلة بدلا من حمايتها, والتي كانت تقع ضمن مسئوليات الوزراء والمسئولين ورؤسائهم, خيانة للوطن, أليس من خيانة الوطن كل مسئول تسبب في ملايين من الأفواه الجائعة والجهل والتشريد وتدهور الصحة العامة وانتشار الأمراض والأوبئة والعشوائيات وسكان المقابر. وانحطاط مستويات التعليم بالمدارس وانعدام الأمن والثقة والسلبية والانطواء والأمراض النفسية وضياع ملايين الأسر بسبب الفقر وتدني الرواتب وانحطاط الخدمات بالمستشفيات والإدارات الحكومية والخدمية للمواطنين واحتقار الملايين من المصريين, أليس من خيانة الوطن إهدار كرامة المصريين في الداخل وهي تقع علي كاهل الرئيس والحكومة, وفي الخارج مسئوليات وزراء الخارجية السابقين حتي ولو أن هؤلاء الوزراء لم يدانوا بالتربح أو الاستيلاء علي المال العام, فإهدار كرامة المواطن كافية لاتهام وزير الخارجية بخيانة الوطن, أليس من خيانة الوطن ضياع هيبة رجال الشرطة وفقدان الثقة مع المواطنين وضياعها في بئر سحيقة ليس له نهاية وما تعرض له رجال الأمن المصري من جرائم وبلطجة أليست كافية باتهام وزير الداخلية بالخيانة؟ أليس من خيانة الوطن ما جري في مسلسل بيع مصر وأملاك الوطن التي تنفق علي الشعب في كل الخدمات وضياع أموال طائلة من المليارات وبيع الأراضي بملاليم وتضيع علي الوطن أملاكه وهيبته وثرواته, أليس من خيانة الوطن ضياع مليارات الدولارات علي الدولة من تصدير الغاز لإسرائيل بملاليم ليس لمصلحة أحد إلا لعدد ضئيل من الأشخاص المحسوبين علي البلد بأنهم مصريون, أليست الاتفاقات الاستراتيجية المهمة للدولة التي أبرمت خلف الأبواب لحساب عدد محدود وضئيل من الأشخاص وأضاعت مليارات خيانة للوطن, أليس من خيانة الوطن مشروعات أهدرت مليارات الجنيهات عليها مثلما حدث في مشروع ترعة السلام وغيرها الكثير, أليس من خيانة الوطن أنهم اعتبرونا شعبا من الأموات, أليس من خيانة الوطن اطلاق النار العشوائي علي شباب مثل الورود فيقتلوا وتسيل أنهارا من دمائهم ودموعنا علي الشهداء وأحبابنا الذين كتب لهم التاريخ سطورا من نور لتظل ذكراهم مضيئة فوق جبين الوطن لأنهم أحيوا الشعب من جديد, أليست هذه الاتهامات كافية لسجن الوزراء والمسئولين مدي الحياة وحرمانهم من كل شيء كما حرمونا من خير بلدنا وإذا لم تكن الخيانة للوطن هي تغييب الوعي العام للشعب عما جري طوال تلك الحقب من أيادي عبثت وخربت بكل مقدرات الدولة.. إذن فما هي الخيانة؟