كان هذا هو عنوان رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الباحث محمد علي أبو هندي بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة ونالها بمرتبة الشرف الأولي عام2008 م. ونشرت في كتاب بعنوان مشروع النهضة بين الإسلام والعلمانية دراسة في فكر محمد عمارة ومحمد عابد الجابري, يهدف الباحث من خلالها إلي تجديد دور الفكر الإسلامي في معالجة المشكلات الحضارية المتجددة علي المستويات الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية, وتنمية ثقافة المشروع النهضوي في مجال الفكر الإسلامي, من خلال الدراسة المقارنة, وصولا إلي مشروع أكبروهو بلورة نظرية النهضة في الفكر الإسلامي المعاصر. وخطة الكتاب انطلقت من فكرة التصور الفكري لمشروع النهضة, وفي ضوء هذه الفكرة جاءت الدراسة في مدخل تمهيدي وأربعة أبواب علي النحو الآتي: المدخل التمهيدي: وجاء في أربعة مباحث, عالج الباحث في أولها المفاهيم المتعلقة بمشروع النهضية من حيث مفاهيم:( مشروع, نهضة, حضارة), ثم معالجة المفهوم التركي لمشروع النهضة الحضارية, وفي ثانيها: درست ملامح تطور الحياة الثقافية في العالم العربي وأثرها علي مشروعات النهضة وفي ثالثها: درست أثرالتجربة الفكرية لدي محمد عمارة علي مشروعه النهضوي, وفي رابعها: درست أثرالحياة الثقافية لدي محمد عابد الجابري علي مشروعه النهضوي وأردفت ذلك بتعقيب مقارن. الباب الأول: المقومات العقائدية للنهضة وجاء في فصلين: أولهما: دعوي إنكار دور الرسالة القرآنية في تكوين العقل العربي والثاني: دور الرسالة القرآنية في المنهج العلمي والتجربة الحضارية الإسلامية, وموقف الاتجاه الإسلامي من دور القرآن في قيام الحضارة والأبعاد المستقبلية لفقه السنن الالهية ثم التعقيب النقدي التركيبي علي الباب. أما الباب الثاني فهو: المقومات الثقافية للنهضة, وجاءفي ثلاثة فصول: أولها: تطور أسباب التأخر الحضاري في العالم الإسلامي, والثاني: الموقف الحداثي العلماني من خطاب النهضة في الفكر المعاصر لدي: الإسلاميين, والليبراليين والماركسيين, وفي الثالث: درست موقف الاتجاه الإسلامي من خطاب النهضة لدي العلمانيين, ولدي التيارات الإسلامية المعاصرة, ثم التعقيب النقدي التركيبي علي ما جاء في الباب من قضايا. أما البابا الثالث: المقومات الفكرية للنهضة وجاء في فصلين: الأول: فلسفة التجديد الاصولي من حيث: فلسفة المقاصد في الفكر العربي المعاصر, والثاني: فلسفة التحديث الإبداعي الحضاري من حيث دعوي الحداثة العربية وتبيئة المفاهيم والمناهج الماركسية في مشروع النهضة وفي قراءة التراث الإسلامي. وجاء الباب الرابع حول: المقومات الاجتماعية للنهضة( الدولة المدنية), وجاء في فصلين: أولهما: القضايا الخاصة بالمجتمع المدني الإسلامي من حيث قضية العلاقة بين الاسلامي والنظام السياسي وتطور الموقف الحداثي تجاهها, وأثرها في مشروع النهضة وموقف الاتجاه الإسلامي منها, وفلسفة حقوق المواطنة والمرأة في الفكر العربي المعاصر لدي الاتجاه الحداثي, والاتجاه الإسلامي ثم المقارنة بين آراء الاتجاهين في القضايا المرتبطة بهاتين القضيتين, ثم درست موقف الاتجاهين من انعكاس فلسفة العولمة وتطبيقاتها علي المجتمعات الإسلامية مع المقارنة بين موقف الاتجاهين, وفي الفصل الثاني درس الباحث موقف الفكر العربي المعاصر من المتغيرات العالمية في العلاقات الدولية( فلسفة صدام الحضارات وتطبيقاتها) من حيث مفهوم مذهب الصدام الحضاري في الفكر الغربي, وموقف الاتجاهين الحداثي العلماني والإسلامي منه.