عانينا نحن الأطباء كثيرا من أخطاء قليلة فردية لبعض المنتمين إلي المهنة, فكثيرا ما ألقي المصريون جام غضبهم علي ربع مليون طبيب لأن واحدا منهم نسي شيئا في بطن مريض في أثناء جراحة أو وضع بعضهم أكثر من طفل في حضانة واحدة. إن العقل الانساني الذي كرمه الله يعلم جيدا أن التعميم ليس صفة من صفات العقلاء والحكماء.. بل أيضا والعقول البسيطة, فالإنسان السوي البسيط لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون كارها لضباط وجنود الشرطة لأن بعضهم اجرم في حق هذا الشعب العظيم.. وبالتالي فإن الاسراع بمحاسبة المجرم هو الوسيلة المثلي والوحيدة التي تعيد الوفاق بين الشعب والشرطة. إن بشاعة الجريمة هي السبب الرئيسي فيما آلت إليه حال البلاد الآن, فوطن بلا شرطة يعني شعبا بلا انضباطات, ولك أن تتصور نفسك وأولادك وبناتك وأسرتك وممتلكاتك واستثماراتك, ولك أن تتصور هذا التربص العجيب الذي انتهزته قلة من الشعب لممارسة البلطجة في غياب عنصر الأمان الرئيسي للدولة. لا أريد أن أقول ما يردده الفلول من أمن قد فقد ولكن ادعو ربي مخلصا أن تكتمل الفرحة لهذه الثورة العظيمة بعودة الشرطة إلي عملها. يا رجال الشرطة ان الشعب المصري شعب عريق يبعد تماما عن التعميم في الوصف, والوطن في حاجة إليكم فلا تتخلوا عن أداء الواجب في هذا الوقت العصيب بالذات حتي لا يزيد هذا التصرف غضب شعب بأكمله. وأنا علي ثقة تامة بإحساسي الانساني وبما سمعته من بعض الضباط بأن فرحتهم بهذه الثورة لا تقل ان لم تزد علي أي فرد علي أرض الكنانة. إن المعاناة كانت معاناة شعب بأكمله وها قد زاحت الغمة وتنفس الجميع هواء مصر النقي وها قد اختفت روائح طالما ازكمت الأنوف فعودوا فإن الله لا يمكن أن يضيع من أحسن عملا.
د.حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العيني