الأجواء المشحونة بالاعتصامات والمظاهرات في محافظة قنا, رفضا للمحافظ الجديد, تركت آثارا سلبية متفاقمة في أماكن عديدة, وصاغت حكايات إنسانية لا تخلو من الألم. أبرز تلك السلبيات إصابة حركة القطارات بالشلل, ليس في قنا وحدها وإنما بالقاهرة أيضا, حيث افترش الكثيرون أرصفة المحطات. حديث الأرقام يشير إلي أن الخسائر المبدئية تجاوزت ثلاثة ملايين جنيه, بعد إلغاء نحو90 رحلة قطار خلال الأيام الثلاثة الماضية طاقتها200 ألف راكب. المهندس محمد كمال نائب رئيس هيئة السكك الحديدية وصف الوضع بأنه مأزق حقيقي, مشيرا إلي أن هناك قطارات تقف حاليا بمحطتي الأقصروأسوان, ولا يمكنها العودة إلي القاهرة. أما رصيف رقم11 بمحطة مصر الذي يستخدمه ركاب خط الوجه القبلي فقد بدأ البوح بأسرار وحكايات لا تنتهي للمآسي الإنسانية. فها هي سحر عبدالموجود وأخواتها الثلاث حجزن تذاكر سفر للتعزية في والدهن الذي توفي في أسوان, وتوقفت حركة القطارات, فلم يحضرن جنازة الوالد. مسافر آخر وقف ابنه يحكي حكايته, وكيف أن والده المسن الذي أجري عملية جراحية في القلب لم يجد قطارا للعودة, واضطروا للسفر في الميكروباص, والجميع يعرفون مقدما حجم المعاناة لهذا الرجل المريض. فصول القضية لم تنته, فقد علمت الأهرام أن محسن النعماني وزير التنمية المحلية, واللواء منصور العيسوي وزير الداخلية قد وصلا إلي قنا لحل الأزمة. كما علم الأهرام أنه لا نيه لتغيير محافظ قنا الجديد.