قلت هنا عشية استئناف مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم, أنه من العيب والعار علينا أن ترتعد أوصالنا من حفنة أشقياء متعصبين يهددون أمن الملاعب, وطالبت بالتصدي لهم وردعهم والقضاء علي وجودهم بالتنسيق بين الداخلية والأندية وقيادات المشجعين واتحاد اللعبة, كما طالبنا جهات التحقيق من خلال الأهرام الرياضي بأن لا تفرط في حق المجتمع وأن ينال المشاغبون الذين أساءوا إلي سمعة مصر في مباراة الزمالك والإفريقي جزاءهم, فهذا حقنا الذي لاتهاون فيه. ولست أدري لماذا يطالب البعض بالعفو عن المخربين في موقعة الجلابية( مع التحفظ الشديد جدا إلي درجة الرفض بالنسبة لهذه التسمية) بينما هم أنفسهم يصرون علي ملاحقة المجرمين في موقعة الجمل, وقد يكون المحرض واحدا وإن اختلف المنفذون؟! والآن وقد مر الأسبوع الأول بمبارياته المتلاحقة علي خير, والحمد لله, وانتصرت الأغلببة الساحقة من المشجعين الأسوياء علي المنحرفين, سواء كانوا من محترفي البلطجة الرياضية أو من بقايا أدوات النظام الفاسد, وتبين أن هؤلاء بالفعل قلة في مواجهة أغلبية ساحقة من الجماهير الرياضية المحترمة, نرجو أن يراجع الكثير من الذين عارضوا استئناف دوري الكرة, تحت شعار مراعاة( الظروف الراهنة) مواقفهم وأن يدركوا أن عودة دولاب الحياة في بلادنا إلي طبيعته لا يتعارض مع مواصلة جهودنا الإصلاحية في كل المرافق, وأن الدعوة إلي التوقف عن كل نشاط من أجل متابعة آخر اخبار التحقيقات والتشفي في رموز النظام السابق, واستعجال المحاكمات والأحكام سوف تعوق انطلاقنا نحو بناء المجتمع الأفضل. وبهذه المناسبة, أقصد مناسبة الرغبة الشعبية في الاسراع بالتحقيقات والمحاكمات, هل يحق لنا مثلا أن نتساءل كيف يمر عام كامل علي التحقيقات والنظر في قضية تزوير انتخابات نادي الزمالك, والتي كانت محجوزة للحكم أمس الأول ثم تأجلت مرة أخري بل وأحيلت إلي دائرة أخري؟! بالطبع لا فنحن نعلم جيدا أنه لايجوز التعليق علي أحكام القضاء أو التأثير علي سير المحاكمات والتحقيقات, والمطلوب هو ألا يمارس الإعلام أو الجماهير, ضغوطا من أي نوع علي المحققين أو القضاة حتي تسير الإجرءات وفق طبيعتها التي تكفل في النهاية تحقيق الهدف الأسمي وهو إقرار العدالة! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم