كتبت :هبة حسن بين الحين والآخر نسمع عن حوادث غريبة, ولابد من تبريرها بأن السبب الرئيسي فيها هو القدر ثم السائق المتهور, وننسي دائما أن هناك عوامل أخري قد تؤدي في بعض الأحيان الي حدوث مثل هذه الحوادث. أبرزها كون الطرق غير ممهدة, أو غياب الصيانة والإنارة عنها! الدكتور عيسي سرحان أستاذ الطرق والمرور بهندسة عين شمس يقول إن هناك نوعين من الطرق: طرق داخل المدن تخضع للمحليات, وعلي سبيل المثال محافظة القاهرة متعاقدة مع كلية الهندسة بجامعة عين شمس للاشراف علي تنفيذ الطرق داخل المحافظة, وذلك لضمان جودة التنفيذ حتي لا تقع مشكلات تواجههم من شدة الزحام وسوء التنفيذ, لأن مشكلات المرور تنعكس علي جودة طرق التنفيذ, وأيضا ضيق الشوارع, وإذا تم التوسيع علي حساب الأرصفة التي تخدم المواطن لذا لابد من إعادة الانضباط بالأرصفة بإزالة جميع الاشغالات للبائعين الجائلين. أما الطرق خارج المدن فهي تخضع لإشراف وزارة النقل( هيئة الطرق) ولكن في الآونة الأخيرة هناك جهود مبذولة لتجديد الشبكة القائمة وتغيير وإنشاء محاور جديدة مثل طريق الصعيد الشرقي وازدواج الصعيد الغربي, ومن المؤكد أنه سوف يحد من كثافة الحوادث بنسبة لا تقل عن60%, وهناك محاور أخري تحت الدراسة والبناء, ولكن في بعض الأحيان يكون هناك سبب غائب عن أعين الرقباء, وهو الفواصل إذ كانت جديدة مستوردة وبدأنا في تطويرها, ولكن الآن هناك شركات محلية تقوم بتنفيذ أحدث أنواع الفواصل وأنسبها شبيهة بالخلطة الاسفلتية المعالجة, ومطلوب تعميم هذا النوع من الفواصل علي جميع الكباري لأنها تلائم ظروف المرور في مصر. وأيضا لا ننسي يضيف الالتزام بنظام الصيانة الدورية علي جميع الأعمال الصناعية( كباري وأنفاق) علي شبكة الطرق في مصر لأنها تعتبر ثروة واستثمارات, ولأنها تطيل من عمرها, وهي عنصر أساسي للحفاظ عليه وعلي البنية الأساسية الخرسانية لأرض الكوبري أو الأنفاق, لكنها تتهالك من شدة السير فوقها من زحام السيارات, وأيضا تساقط الأمطار التي تؤثر أيضا سلبا علي حركة المرور, وسير السيارات والأسفلت والبنية الخرسانية للأرض لذلك يجب أن يكون هناك مراقبة دورية للصيانة التي قد تؤدي الي تغيير أو إحلال لبعض الأشياء وتفادي الحوادث, وأيضا تفادي الازدحام المروري. عجز.. وعيوب ويضيف د. مصطفي صبري علي أستاذ تخطيط النقل وهندسة المرور بهندسة عين شمس أن مشكلة سلامة الطرق لها أسباب وعوامل عدة قد تؤدي الي الحوادث, وفي البداية هناك العجز في شبكات صرف مياه الأمطار إلا في بعض المناطق مثل ميدان روكسي فقد تبين أن البالوعات تعاني من انسداد شديد فلابد من تسليكه فيها وتنظيفها حتي نتفادي كارثة الانسداد, وعدم تصريف مياه الأمطار. أما بعض الطرق فهناك بها عيوب تتمثل في عدم وجود ميول طولية أو عرضية لتصريف مياه الأمطار مثل مناطق صلاح سالم والخليفة المأمون. ومن أهم العيوب يضيف في رصف الطرق هو ارتفاع نسبة الشمع في الاسفلت وعدوها الأول هو هطول الأمطار التي تعوق الحركة المرورية, وهناك عيوب في تنفيذ الطريق والشوارع من حفر ومطبات عميقة منحدرة وليس هناك أصول فنية لعملها وعند سقوط الأمطار لابد من السير البطيء إلا إذا سارت السيارات كفوج وراء بعضها, كما يحدث في طرق السفر مثل طريق شرم الشيخ. تعاون.. ودورات يختتم الحديث المهندس طارق محمد بهيئة الطرق والكباري, مؤكدا أنه منذ مايقرب من سنة ونصف السنة قامت هيئة الطرق بمشروع توأمة مع الاتحاد الأوروبي بخصوص كيفية سلامة وتأمين الطرق وخفض حوادث المرور التي انتشرت بشدة في السنوات الأخيرة وتكون فريق العمل من المهندسين الذين يقومون بدورات تدريبية تحت مسئولية الاستشاري الألماني, بهدف علاج الطرق والحد من الحوادث الرهيبة. ويتابع من الأسباب الرئيسية التي تؤدي الي وقوع الحوادث السرعة الجنونية وعدم الالتزام بقواعد المرور التي وضعت ولكن لا أحد يلتزم بها علي الاطلاق أو حتي ننظر في العلاقات المرورية أو يلجأ الي لزوم البطء في السير عند مناطق محددة. ولا يخفي يتابع أن هناك تقصيرا مروريا في بعض الكباري أو الانفاق أو حتي الشوارع العادية التي لا يوجد بها أي عمود إنارة لطريق قد يساعد الجمهور في أثناء السير به أو في الطرق التي يوجد بها طريقان( طريق سريع) كما لا يوجد أي كوبري للمشاة مما يؤدي الي حدوث مشاكل.