منذ موقعة' الجمل' الشهيرة والأنظار تتجه إلي الجانب السياسي من حيث قدرة النظام السابق أو فلول قيادات الوطني علي إحداث ما يسمي' بالثورة المضادة'. والأن بعد أن أصبح جميع رموز النظام السابق قيد التحقيق. والوطني كحزب ينتظر رصاصة الرحمة, أصبح الخوف من الثورة المضادة أعظم وأكبر. وفي تقديري أن الثورة المضادة أسهل من أن يدبر لها البعض حيث أن إستمرار الإحتجاجات والمطالب بفصل هذا وذاك من الحكومة أو من المواقع القيادية المختلفة بحجة أنهم من تركة الماضي, واستمرار الإعتصامات بميدان التحرير, وتعطيل حركة الإنتاج هذا في حد ذاته هو الثورة المضادة بعينها. إن إنهيار الإقتصاد سيكون الورقة الرابحة أمام من يرغب في إفشال الثورة من أن يحقق أغراضه دون أن ينغمس في ثورات مضادة أو يلوث يديه بدماء المتظاهرين.. وحسنا فعل شباب الثورة بتضامنهم مع الجيش, وإعلانهم وقف المظاهرات بميدان التحرير إلي أجل غير مسمي حتي يأخذ التحقيق مجراه, والبدء في تنظيف الميدان وتشجيره حتي ينصرف المصريون إلي ما هو أخطر وأهم ألا وهو إقتصاد مصر. ولا يفوتني الإشادة بالخطوة الاولي من جانب المجلس العسكري بعقده أول ندوة لمناقشة أوضاعنا الإقتصادية, والتحذيرات التي أطلقها الخبراء بهذه الندوة من خطورة إستمرار التراجع في موارد النقد الأجنبي ونحن دولة تستورد نحو نصف غذائها من الخارج فنحن بالتالي أحوج ما نكون لكل دولار يدخل البلد أو خزانة الدولة. إننا نحتاج لوقفة حازمة مع المطالب الفئوية المعطلة للإنتاج في كل موقع, كما أننا في حاجة إلي الأمن بكل قوة وتضافر الشعب مع الشرطة حتي يعود الإطمئنان للشارع وبالتالي تعود السياحة والتجارة والإستثمار والتصدير.. ويحضرني هنا ما قصه لي أحد الأصدقاء عن عدة حوادث وقعت خلال الفترة الماضية, منها أن عصابة إستولت علي' كونتينر' بضائع لأحد المستوردين والذي لجأ لعصابة ثانية لاسترداده إلا أن العصابيتن إتفقتا علي إقتسامه, فاستأجر الرجل عصابة ثالثة وانتهي الأمر بتقسيم' الكونتينر' بين الرجل والثلاث عصابات. واقعة أخري إعتصام طلبة إبتدائي بإحدي المدارس الخاصة للمطالبة بزيادة فترة' الفسحة', قصة ثالثة عمال معاونة بأحد البنوك الخاصة' بدون مؤهلات' تقدموا بطلبات لرفع رواتبهم, وأقل راتب يحصلون عليه يصل إلي4500 جنيه!! بالله عليكم أليست كل هذه المظاهر بمثابة' ثورة مضادة'.. والمصيبة إن الغلابة الحقيقيين يتمثلون في ملايين من العمالة اليومية لا يجدون ما ينفقون به علي أسرهم وأبنائهم. لقد بدأ الجميع في تقسيم الغنائم, والربان الذي يمسك الدفة يتميز بالصبر ولكنه لن يسمح بانجراف السفينة بمن عليها..' إنه الإقتصاد' ونحتاج إلي شباب الثورة لتوعية المجتمع للحفاظ علي' الثورة'. المزيد من أعمدة نجلاء ذكري