حققت الدبلوماسية الشعبية ما عجزت عنه الدبلوماسية الرسمية تجاه أحد أخطر القضايا التي تواجه مصر, وهي قضية مياه النيل. ذهب وفد شعبي مصر من35 شخصية عامة معروفة من بينهم النائب السابق مصطفي الجندي والقيادي بحركة كفاية جورج اسحاق وعبدالحكيم عبدالناصر ود. عمرو حلمي إلي أوغندا للقاء الرئيس موسيفيني. الرئيس الأوغندي أكد ان بلاده لن تسمح بتنفيذ أية اتفاقيات تؤثر علي حياة مصر وتعهد بالتفاوض مع رؤساء دول الحوض لحل المشكلات العالقة حول المياه.. الوفد يستعد لزيارة اثيوبيا ولقاء الرئيس ميليس زيناوي, وفي الخطة بقية دول حوض النيل. الأهرام استضاف منسق البعثة الشعبية النائب مصطفي الجندي والقيادي جورج اسحاق ود. عمرو حلمي الأستاذ بالمعهد القومي للكبد ومن شباب ثورة25 يناير ناصر عبدالحميد وعمرو عزت. وحضرها بعض الكتاب الصحفيين في الأهرام منهم جمال زايدة, ومحمد صابرين, وعطية عيسوي, وأحمد البطريق, وعبدالعزيز محمود, واسماء الحسيني. في البداية رحب الأستاذ عبدالعظيم حماد رئيس تحرير الأهرام باعضاء البعثة الشعبية, وأكد أهمية هذه المبادرات في دعم العلاقة مع دول حوض النيل والحفاظ علي مصالح مصر الاستراتيجية في نهر النيل. في البداية نرحب بالأستاذ جورج إسحاق أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة كفاية, الذي نزل إلي الشارع منذ2004, ومن ضمن من حركوا الركود السياسي الذي شهدته مصر خلال25سنة من عهد مبارك, وتحمل الكثير هو ومجموعة أخري من القيادات, وحركة كفاية البذرة الأساسية التي أدت إلي قيام ثورة25 يناير. ونرحب بالأستاذ مصطفي الجندي النائب السابق في مجلس الشعب, الذي رفض إغراءات الحزب الوطني, وأعتقد أنه تلقي طلبات بهدف الانضمام لكنه رفض هذا رفضا باتا, وحقق نجاحا باعتباره مستقلا في تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية, وحصل علي أعلي الأصوات04 ألف صوت نتيجة جهوده الشخصية. نجتمع في الأهرام بهدف مناقشة مسألة لها علاقة بالمصالح الاستراتيجية لمصر في وادي النيل.. وتابعنا بكل فخر الجهد الشعبي الذي بذل, واللجنة المعنية التي سافرت إلي أوغندا وتكلل جهودها وتذهب إلي إثيوبيا بهدف دعم علاقات مصر بدول المصب والمنبع, وهذه جهود يشكرون عليها. ملف نهر النيل تم إهماله بشكل كبير, ففي الفترة الناصرية كان هناك اهتمام كبير بالملف, وبعد ذلك جاء بطرس بطرس غالي, وبعد ذلك حدث إهمال كبير لهذا الملف. وبدأ عطية عيسوي نائب رئيس تحرير الأهرام في عرض حقائق حول الملف, فأكد أن مصر تعتمد علي مياه النيل بنسبة59%, وال5% الأخري من الأمطار الشحيحة, والمياه الجوفية, و58% من المياه تأتي من إثيوبيا وحدها, وتأتي عبر النيل الأزرق ونهر السوباط ونهر عطبرة, وال51% المتبقية من دول المنابع الجنوبية الأخري. وأضاف أن اتفاقية1929 بين مصر وبريطانيا التي وقعتها بريطانيا نيابة عن دول المنبع, لمنح مصر حق الفيتو علي أي مشروع تقيمه أي دولة علي النهر أو فروعه أو روافده إذا كان سينقص المياه المتدفقة إلي مصر. أما اتفاقية1959 بين مصر والسودان فتقسم المياه بين البلدين وتعطي مصر55.5 مليار متر مكعب سنويا, والسودان 81.5مليار متر مكعب سنويا. وقد اقترحت مصر بعد تصاعد نبرة دول المنبع لكي تلغي الاتفاقيات الموقعة في عهد الاستعمار, وقد اقترحت مصر مبادرة حوض النيل سنة99 للتعاون بين دول الحوض لتوفير جزء من المياه المهدرة في المستنقعات والتي تصل إلي15090 مليار متر مكعب سنويا, بينما ما يصل إلي مصر والسودان لا يزيد علي48 مليارا, وأن نحو5% من الكمية فقط هي التي تصل, وهذا بغرض تلبية حاجات الجميع, وتم الاتفاق بالفعل علي بنود المبادرة ما عدا3 بنود فقط مازال عليها خلاف ووصلت إلي طريق مسدود. وأوضح عيسوي أنه بعد01 سنوات من المفاوضات لم يتم حل الخلافات المتبقية ولجأت خمس من دول المنبع لتوقيع اتفاقية عنتيبي عام0102 كبديل للاتفاقيات المتوقعة في عهد الاستعمار. وأشار إلي أن مصر والسودان كدولتي ممر رفضتا الاتفاقية واعتبرتاها غير شرعية, وحاولتا إثناء الدول الأخري عن توقيعها لكن لم تستجب سوي الكونجو الديمقراطية حتي الآن. وأكد أن السدود الإثيوبية تهدد بحجز عدة مليارات من الأمتار المكعبة متروك للخبراء تحديدها عن مصر سنويا, وهنا يأتي التساؤل: ماذا سنفعل لوقف هذا التهديد؟ والحقيقة بعد أن فشلت أو أخفقت حتي لا نظلم الدبلوماسية الرسمية حتي الآن في حل الخلاف, أصبح الأمل معتمدا علي الدبلوماسية الشعبية, ونطرح هنا عدة تساؤلات يجب أن نفكر فيها جميعا: ما الذي يمكن عمله لإقناع دول المنبع بعدم القيام بأي إجراء ينتقص حصة مصر من المياه؟ ما الذي يمكن أن تقدمه القاهرة لحفز قوي المجتمع في دول المنابع للضغط علي الحكومات للتراجع عن اتفاقية عنتيبي أو علي الأقل تعديلها بما يضمن حصة مصر والسودان؟ وهنا نسأل: ماذا كانت نتيجة رحلة الدبلوماسية الشعبية من رحلة أوغندا حتي نقف علي قيمتها وقوفا حقيقيا بعيدا عن التقارير الصحفية التي قد تبتلع أو تنتقص من حق قدرها؟ مصطفي الجندي: نشكر الأهرام علي استضافتنا, فهذه المؤسسة العريقة متبنية لهذا الملف وتحاول أن تبذل جهدا من أجل الوصول فيه إلي حلول واقعية يمكن تطبيقها. أما بداية الفكرة فقد جاءت في أثناء إحدي جلسات البرلمان الموازي, الذي كونته كل التيارات كرد فعل علي البرلمان المزور في عهد النظام السابق, حيث وصلتني معلومات أن بوروندي وقعت علي الاتفاقية مما جعلني أطلب تفويضا من المجلس الأعلي للقوات المسلحة لأسافر إلي أوغندا للقاء السيد الرئيس موسيفيني هناك, وذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه, وبالفعل وافق المجلس وسافرت والتقيت برئيس الجمهورية, وأكد أنه خلال اللقاء بالرئيس تقول له أن الثوار غير راضين عما قامت به دول حوض النيل بأن يذهبوا ليلا إلي بوروندي لكي يوقعوا علي الاتفاقية, وأن هذا ليس من أخلاق الثوار أو الأفارقة. وأوضح مصطفي الجندي أن رد فعل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني كان إيجابيا, حيث أكد أنه لن يفعل شيئا حتي تعو دمصر وترتب أوراقها الداخلية, مؤكدا أنه يعتز بمصر جدا, وأنه ينظر لمصر في مكانة مرموقة وعالية قائلا: إن مصر لم تخلق لكي تكون تابعا, لكن خلقت لكي تتبع, خاصة أنه يجب ألا تكون تابعا للضربها في عام6591 وهي تحاول أن تنمي بلدها. وطلبت منه أن يتصل بباقي دول حوض النيل المنابع ويبلغهم بمطالبنا حول إيقاف أي اتفاقيات أو مشاريع حتي تعود مصر مرة أخري, وذلك بعد انتخاباتها الرئاسية وتكوين مؤسساتها التي تمكنها من متابعة هذا الملف. وأوضحت للرئيس الأوغندي أن ثورتنا المصرية كانت ضد من فرقنا وأبعدنا, لذلك لا يجوز أن نتخذ موقفا متعجلا. وأشار إلي أنه عندما أطلقنا دعوة للسفر إلي أوغندا من أجل ملف النيل, كل التيارات اجتمعت بكل حب ومشاركة, لكن مع الأسف لم نتمكن في هذه المرحلة أن نصطحب كل من كان يرغب في السفر لأنها كانت طائرة خاصة ومحدودة. ومع الأسف مصر للطيران لم تكن متعاونة بالشكل اللائق مع وفد شعبي يبحث ملفا مهما من ملفات الدولة المصرية. وقبيل المغادرة التقيت بكل المؤسسات المسئولة واتفقنا مع وزير الخارجية علي أن الدبلوماسية الشعبية هي الجناح الثاني لمصر, واتفقنا علي أن يكون هناك تنسيق قوي. وأضاف الجندي أن الأستاذ جورج إسحاق دعا عبدالحكيم عبدالناصر وأنه سيسافر مع الوفد, مما عكس إيجابية نظر لعلاقات مصر عبدالناصر بإفريقيا, بالإضافة إلي حضور ثلاث شخصيات سوف يخوضون انتخابات الرئاسة بالإضافة إلي شخصيات من كل التيارات. وأكد مصطفي أن موسيفيني شدد علي أربع نقاط مهمة هي: أن أوغندا لن تسمح بتنفيذ أي شيء يؤثر علي حياة مصر, وأن الاتفاقية لم تدخل البرلمان حتي الآن لكي يتم التصديق عليها, وأن مصر ستكون داخل أي اتفاقية, وسوف أتحدث يوم41 مع رؤساء دول الحوض لحل هذه الإشكاليات. وأشاد باستقبال موسيفيني للوفد الشعبي, وأوضح أن دور العلماء في هذا الملف مهم لتحديد بكل دقة ما هي المشروعات التي قد تضر بحصة مصر في المياه حتي يكون التحرك مدروسا وعلي أساس حقيقي. وقال: إن موسيفيني اتهم يوسف بطرس غالي بأنه عمل ضد أوغندا وضد مشاريع أوغندا وتمويلها في تنفيذ هذه المشاريع. وأضاف أن موسيفيني أكد أن علاقاته بإسرائيل جاءت بسبب الترابي والبشير ومحاولتهما إدخال الناس في الإسلام بالسيف, بالإضافة إلي أنه لا توجد أي دولة مدت يدها للتعاون مع أوغندا. وأكد جورج إسحاق القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير في مداخلته, وردا علي الاتفاقيات الدولية موجها كلامه لعيسوي: إنه يجب إعادة النظر في التعاون مع دول حوض النيل تحت مظلة اتفاقيات أبرمت في عهود الاستعمار, موضحا أن المشهد الآن مختلف, لذلك يجب أن تكون هناك رؤية جديدة وسياق جديد للتعاون في احترام متبادل بين دول الحوض, وأن يكون الكل علي قدم المساواة, موجها انتقاده إلي الدبلوماسية المصرية. وركز جورج علي التعاون الشعبي والإسهام بالخبرات والفنيين, وذلك لأن أغندا مازالت تعيش في حالة بدائية, منتقدا سياسة النظام السابق في أنهم لم يقدموا شيئا لهذه الدول, موضحا أن أهم شارع في كمبالا باسم عبدالناصر. وشدد جورج علي ضرورة الاهتمام بالعلم والعلماء لأن موسيفيني كان مبهورا بأحد العلماء المصريين ومشروعه الصحي في أوغندا, مؤكدا ضرورة أن تقدم مصر خبراتها وإسهاماتها في مختلف المجالات, وأن تتعاون وتدرس المشروع الأوغندي وتطرح كيف يتم تنفيذه دون الإضرار بأي دولة, ودون الإضرار بحصة مصر. وأكد إسحاق أننا لابد أن نكون علي دراية كافية بطريقة التعامل مع الأفارقة, لأننا نتسم بالسطحية والجهل والاستعلاء, وهذا لا يجب, خاصة لأنه يمثل عنصرا حساسا في التعاون مع هذه الدول. وأضاف أن البعد الإنساني مهم في أي عمل سياسي, فبدون هذا البعد سيفشل أي تحرك, مشيدا بالكلمة التي ألقاها مصطفي الجندي أمام موسيفيني وجعلته يتعاطف مع القضية التي حضرنا من أجلها. وانتقد إسحاق تصريحات الخارجية في هذا الملف وطالبهم بأن هذه القضية تحتاج إلي دأب وصبر, وهذا ما جعلنا نعد تقريرا ونقدمه للدكتور عصام شرف لنضعه أمام الحدث, واقترحنا خاصة خلال الزيارة المتوقعة لإثيوبيا أن تلعب الكنيسة المصرية دورا في الذهاب إلي إثيوبيا حيث إن58% من المياه تأتينا من إثيوبيا, خاصة أن زيناوي ليس رجلا سهلا, وشدد علي ضرورة ترشيد استخدام المياه من جانبنا. وتساءل: إذا أخفقت الجهود والأطروحات فماذا نفعل؟ أكد جورج أنه لابد أن تكون لدينا سيناريوهات تم تحضيرها وخطط لمواجهة ذلك, فلابد أن نعمل بطريقة علمية ومؤسساتية. الأهرام: نأمل بعد التغيير السياسي الذي حدث أن تتضافر الجهود في معالجة هذا الملف, وذلك من أجل الوصول إلي نتيجة إيجابية, فالجهود الشعبية وحدها لا تكفي, ويجب أيضا أن يتعاون الدور الحكومي والخارجية ونسير في اتجاه يصحح ما أخفقت فيه السياسات السابقة. الدكتور عمرو حلمي محمد: أشاد بمؤسسة الأهرام, وأكد أنه تربطه علاقة قديمة بكوكبة الأدباء داخل هذه الأروقة. وأكد أن الدبلوماسية الشعبية هي تأكيد أن الشعب المصري لن يقف في دور المتفرج علي الملفات التي تمس أمنه, وقد دعم هذه الدبوماسية ما حدث في52 يناير. وأوضح ضرورة عودة الدوائر الإفريقية في علاقات مصر الاستراتيجية وأمنها القومي. وأشار إلي ضرورة استخدام الأساليب العلمية والعلماء لزيادة مصادر المياه والاستفادة الكلية دون إهدار لمياه النيل. وأضاف أن استخدام العلم يساعدنا علي أن تستمر هذه الثورة الطبيعية في الاستفادة منها مهما زاد عدد الشعوب. وإذا حققنا التوافقات بين دول حوض النيل فلن تتعرض دولة لمجاعة مائية, واكتشفنا أن لدي مصر علما وعلماء يمكن الاستفادة منهم في ملف المياه. وأكد ضرورة الاهتمام بالتعاون الفني في تربيط علاقات تعاونية مع هذه الشعوب, وبالفعل بدأت أجمع موافقات من الأطباء للمشاركة في تدريب أطباء من أوغندا, وسيتم ذلك في مستشفي محمود ومعهد الكبد القومي. وأشار إلي ضرورة إرسال بعثات لهم تعمل علي تعليمهم ومساعدتهم طبيا وإنسانيا. وأضاف أن إثيوبيا هي المحطة الثانية, وأتصور أن ثمار الدبلوماسية الشعبية بدأت تتضح, فتصريحات إثيوبيا تحولت عما كان سابقا, وتغيرت اللهجة لدرجة أنهم أبلغونا ونحن في أوغندا بضرورة زيارتهم قبل أوغندا. وأوضح أن علي مصر أن تلعب دورها بلا تعال وكما ينبغي وبشكل تعاوني, ويجب استثمار كل أشكال التعاون من أجل عودة البساط مرة أخري, فيجب تفعيل شركة مصر للتصدير والاستيراد, وتفعيل وجودها في إفريقيا, وتفعيل دور الرأسمالية الوطنية المصرية. كما عقب الجندي بأن المشكلة كانت مشكلة نظام, فالخارجية المصرية وأجهزة الأمن القومي التي كانت تعمل في هذا الملف طلبت من الرئيس السابق زيارة هذه المنطقة, لكنه لم يفعل لمدة03 سنة, فأنت في احتياج للتخديم علي هذا الملف, مؤكدا أن القيادة السياسية في الفترة السابقة كانت تنظر إلي إفريقيا علي أنها نبع أمراض, وكانت النظرة دونية, ويبدو أن هذه القيادة كانت تعمل علي عزل مصر. وأكد ناصر عبدالحميد من ائتلاف شباب الثورة, أن مصر أصبحت دولة مختلفة لأن هذه الزيارة لو كانت في ظل النظام السابق لكانت دون معني, مشيرا إلي ضرورة وجود صورة مختلفة لمصر بعد الثورة. وأضاف أن خريطة المنطقة تتغير, وأن الشعوب دخلت في المعادلة, وأن هذا الشعب لن ترضيه أشياء تمت في الماضي, وهي حالة الغياب, وهذا ما جعل أوباما يصدر تصريحات تبين تصورات مختلفة لمعاهدة السلام. أما عمرو من الائتلاف فقال: إن النظام السابق لا يعبر عن الشعب, وإن مصر دولة جديدة الآن ومختلفة, فهذه رسالة كان لابد من توصيلها لهذه الشعوب حتي تتغير طبيعة العلاقة. وأضاف: لابد من تحقيق العدالة في العلاقات التي تربطنا بهذه الدول, فثورتنا جاءت بالعدالة, ويجب أيضا في علاقتنا بهذه الدول أن نمد إيدينا إليها ونحقق العدالة في علاقاتنا الخارجية. محد صابرين أكد ضرورة بناء جسور من التعاون والمشاريع والمعارض من خلال التواصل الشعبي, وذلك للإسهام في تحقيق العلاقات لتكون مدخلا لتحقيق نتائج إيجابية علي صعيد ملف المياه. وأشار إلي ضرورة أن يكون هذا التواصل حقيقيا وليس زفة إعلامية, ولنعتمد علي القوافل الطبية لأن لها تأثيرا إنسانيا جيدا في تحسين العلاقات مع هذه الدول. وعقب مصطفي الجندي بأن التواصل والتعاون مع هذه الدول يجب أن يتم بشكل بنائي وليس بطريقة استعمارية استغلالية, مشيرا إلي ضرورة وجود شركات تأمين حكومية تساعد علي الاستثمار في الدول الإفريقية. وأضاف أنه يجب أن نحتضن في مصر عودة متحف الزمالك ليعود مزارا إفريقيا, فهذا المكان كان يستقبل الزعماء الأفارقة, ويجب أن تدخل ضمن الخريطة السياحية لمصر. وقال: إن الإعلام يلعب دورا خطيرا, فيجب استغلاله, ونؤسس الآن تليفزيونا وراديو علي الإنترنت مثل صوت العرب, لنوضح رسالة إلي العالم كيف نقوم بثورة علمية تأتي بالديمقراطية دون هدم البلد. وأكد ضرورة وجود ممثل شعبي في الزيارات الرسمية لكي نضمن تنفيذ الروح والمبادئ الجديدة للدولة المصرية. وأكدت أسماء الحسيني أن الوفد الشعبي حقق اختراقا وصدي كبيرا, لكن في الوقت نفسه هذا الملف يحتاج إلي جهد ودأب شديدين. أما أحمد البطريق فأكد من خلال متابعته بمجلس الشعب أنه اكتشف تراجع الدور الاقتصادي المصري, وتابع بأن مخطط ترشيد الإنفاق جاء علي حساب دور شركة النصر للتصدير والاستيراد بشكل بشع, وكنا نسمع أن هذه الشركة تتحكم فيمن هو رئيس للدولة, وتم تعطيل المباني الشاهقة التي بنتها هذه الشركة. مصطفي الجندي: لابد أن نتفق علي شيء وهو أن نترك هذه المسألة للعلماء فيما يخص ضرر هذه السدود أم لا, وبالنسبة لموضوع الاستثمارات في هذ الدول فأمريكا لها استثمارات ويوجد تأمين علي هذه الاستثمار, وهذا الخوف من الاستثمار يمكاتن أن نقضي عليه من خلال شركات تأمين. جمال زايدة: نشكر السادة الحضور علي تشريفهم الأهرام. مصر تقترح شراكة ثلاثية مع دول إفريقية قال مصطفي الجندي في الندوة انه عرض علي الرئيس موسيفيني فكرة المشاركة, خاصة في مجال الزراعة, ونقيم شراكة ثلاثية تكون طرفا فيها دول إفريقية بالأرض والأيدي العاملة, والطرف الثاني يكون أوروبيا أو آسيويا. وذلك بالخبرة والعلم ورأس المال, ويكون لإفريقيا الثلثان, والثلث الآخر للشريك الأجنبي, والمهم أن نحمي مصالحنا وأن نكون الملاك الحقيقيين لأي مشروعات تقام في إفريقيا. وأكد أن الصين تشكل خطرا علي إفريقيا وتريد أن تستولي علي الساحلين الشمالي والغربي. وأشار إلي أن دول الخليج تمول كثيرا من المشروعات في إفريقيا, ومنها إثيوبيا, لتصبح الأراضي الإفريقية مزرعة للخليج, لهذا لابد من التنبه لذلك, مشيرا إلي أنه عرض علي السفير الإثيوبي بعض المقترحات لإمكان الاستزراع في الأراضي الإثيوبية ورحب بذلك. وقال الجندي: إنه لابد من التوحد وإقامة مشروعات زراعية مشتركة بالتعاون مع دول إفريقيا, ومنها إثيوبيا وأوغندا والسودان, وبذلك نكون قوة إقليمية حقيقية ونضمن غذاءنا من أيدينا, وأشار إلي أنه تحدث مع سفير إثيوبيا فأكد له أن بلاده كانت تريد أن تأخذ قروضا من البنك الدولي لعمل بعض المشروعات, لكن مصر قامت بوقف هذه القروض.