ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن هناك تساؤلات في مصر والعالم حول مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك وسردت الصحيفة أحوال القادة الذين واجهوا موجات عارمة من الغضب الشعبي علي حكمهم . الذي استمر أعواما طويلة بدءا من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومرورا بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والرئيس السابق حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي وانتهاء بالرئيس الإيفواري السابق لوران جباجبو. وقالت الصحيفة إنه كان أمام هؤلاء الزعماء الاختيار مابين تحقيق المنفعة الذاتية أوالحفاظ علي المباديء..ونظرا لأنهم يرون أنفسهم علي أنهم حكام مدي الحياة.. فكان تركيزهم منصبا علي التلاعب بصياغة القوانين والدساتير خلال فترة حكمهم. وأصبح احتمال كشف ارتكاب الأخطاء إذا فقدوا السيطرة علي زمام الأمور أحد الأسباب للتشبث بالسلطة إلي أن تأتي النهاية المريرة حتي إذا كان يعني هذا أن تتأخر معهم بلادهم إلي الوراء. وأشارت إلي أن التخلص من هؤلاء الزعماء بعد أعوام من القمع يشعر معظم المواطنين في بلادهم بنوع من السعادة..وبالنسبة للبعض يكون كافيا أن يروهم يغادرون السلطة بغض النظر عما إذا كانوا سيمضون باقي أيامهم في السجن أوفي منفي ينعمون فيه بالراحة. وقالت الصحيفة إن السماح لهؤلاء الحكام الطغاة بما يسمي الخروج الكريم- الذي تحدث عنه الرئيس اليمني- قد لايكون مايستحقونه إلا أنه في بعض الحالات قد يكون حلا عمليا وقد يكون أيضا أمرا يمهد الطريق أمام خروج سهل لهؤلاء الزعماء في بلادهم فليس هناك طاغية يوافق علي المغادرة إذا كان سيتم شنقه ومعاقبته بمجرد تنحيه. وأشارت الصحيفة إلي ضرورة محاكمة أي حاكم ديكتاتوري وحاشيته لكن من أجل أن تقضي علي الماضي فأي محاكمة تحتاج إلي أن تكون عادلة ودقيقة واستنادا إلي أدلة مقنعة دون مبالغة أو خروج عن إطار المشاكل الموجودة بالفعل. واختتمت الصحيفة في نهاية تقريرها بالقول إن الأمر المهم ليس العقاب الشديد بل المساءلة بمعني عرض قضايا الفساد والأخطاء التي ارتكبها النظام القديم علي الشعب بوضوح بتفاصيلها..وبهذه الطريقة يتم وضع حدود جديدة تحكم السلوك المقبول للحكومات والرؤساء بعد ذلك. وأشارت الصحيفة إلي الرشق الذي تعرضت له سيارة الترحيلات التي أقلت علاء وجمال مبارك من أمام محكمة شرم الشيخ. ومن جانبها, ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن حبس مبارك يعتبر نهاية مهينة لرئيس ديكتاتور حكم البلاد. في الوقت نفسه, اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتحقيقات مع مبارك, وذكرت صحيفتا معاريف ويديعوت أحرونوت, أن نبرة التعالي والكبرياء مازالت يتصف بها مبارك. وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إنه علي الرغم من مرور شهرين علي تخلي مبارك عن السلطة, إلا أنه ما زال مقتنعا بأنه رئيس للجمهورية. وأشارت الصحيفة إلي أن مبارك صرخ في وجه المحقق عندما بدأ استجوابه في مستشفي شرم الشيخ حول ثروته والتهم المنسوبة إليه, ومنها إصدار أوامر باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين, فقاطعه مبارك وتبدو علامات الغضب علي وجه قائلا أنت تتحدث مع رئيس الجمهورية, فأجابه المحقق أنت لست رئيسا أنت مواطن مصري الآن. وأضافت الصحيفة أن مبارك طلب من المحقق أن يتحدث معه بأدب, فاجابه المحقق لا تعل صوتك أنت أصبحت مواطنا عاديا وعليك أنت تجيب عن الأسئلة فقط.