نكون خاطئين لو توهمنا أمكانية وجود رؤية محددة المعالم أو إن صح التعبير خريطة طريق نرسم بها مستقبل السينما الآن لأننا شئنا أم أبينا مازلنا نعيش في إطار المشهد الحالي والذي تبدو فيه الرؤية سواء للسينما أو غيرها من باقي أمورنا الحياتية ضبابية الصورة, فإذا كنا ونحن في ظل حالة رعب الانفلات الأمني الذي نعيشه الآن ولا ندري كيف أو متي سننتهي منه, فما بالنا بالسينما أو الفن عموما والذي لم يعد في اولويات اهتمامات الناس حاليا, فحالة البلد واستقراره اصبح أهم بكثير من مجرد فيلم هنا أو مسلسل هناك, ولكن هذا ليس معناه أبدا أن نسلم, ونستسلم بهذا الواقع وأنه لم يعد بالإمكان أفضل مما كان لأنه من الضروري أن يكون هناك فعلا ما هو أفضل مما كان صحيح أن تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل علي الأقل في هذا التوقيت الصعب ولكن وحتي نصل لتحقيق ذلك, الأفضل علينا أن نبدأ من الآن تعلم ثقافة العمل والاستمرارية فالوجود والكون كله مسخر لبقاء الانسان, وحتي لا نتوه في دوامة الاحداث أو الافلام التي يجب ان نقدمها الآن وهل تكون عن الثورة أم لا؟ ففي رأيي أنه من الممكن أن نقدم أفلاما عن احداث آخر أيام ما قبل التنحي فهذه الايام بها من الدراما مما يكفي عشرات الافلام؟ اما الثورة نفسها فيجب ان نتريث قليلا قبل ان نبدأ بعمل فيلم عنها خاصة وأنها لم تنته بعد, وبالتالي نضمن الا نكرر أخطاء أفلام أكتوبر التي لم تكن مناسبة أبدا مع هذا الحدث الجلل. وعلي أية حال وإلي أن نصل الي تحقيق ذلك علينا بتقديم ما تيسر لنا من أفلام مهما كانت قليلة فأفلام قليلة أفضل من عدمها والحمد لله أن هناك أفلاما قد بدأ تصويرها قبل الثورة, وبالتالي يجب ان نستكملها, المهم ان تكون هناك أفلام وإذا كان مالا يدرك من الأفلام التي نتمني ان نراها متوافرة كلها فعلي الاقل يجب الا نتركها كلها! اذا كان قد بح صوتنا قبل الثورة من ارتفاع الاجور المبالغ فيه من جانب بعض الفنانين فهل يعقل ونحن في هذا الوقت العجيب ان يرفض بعض هؤلاء الفنانين تخفيض أجورهم؟ عموما اذا كانوا هم يرفضون هذا التخفيض بأيديهم اليوم, فمن المؤكد أنهم سيخفضونه في الغد ولكن ليس بيدهم ولا حتي بيد عمرو وأنما بيد الزمن بعد ان يجور عليهم! منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا تطلع علينا سولاف فواخرجي يوم بعد اخر مرددة بأن ما يحدث في سوريا بلطجة وليست ثورة, ويبدو ان هذه العبارة تتردد مع كل فنانة وكل ثورة فقد قالتها فنانات عربيات قبل اندلاع الثورة التونسية, ثم تراجعت وقالت إنها كانت تخشي من بطش النظام ثم قالها فنانون وفنانات كثيرون عندنا وبررو ماقالوه بنفس ماتقوله سولاف الان مش بعيد ان تطلع علينا سولاف وتقول عكس ما تقوله الآن ولكن بعدما تتأكد بأن ما يحدث في سوريا ثورة وليست بلطجة!