لأنك عربي, كنت دائما موضع شك واتهام في أمريكا وأوروبا بعد أحداث11 سبتمبر, سواء كنت زائرا أو مقيما, أو كنت تحمل جنسية أمريكا أو أية دولة أوروبية, فسهام الاتهام بالأرهاب موجهة اليك ظلما. إما بالمشاركة فيه أو التخطيط له أو التنفيذ, فإن لم يكن فبدعمه وتمويله وإن لم يكن فبتأييده, وإن لم يكن لهذا أو ذاك فبكراهيتك لسياسة الإدارة الأمريكية حتي في عهد باراك أوباما لموقفها من القضية الفلسطينية وتحيزها, ودعمها لاسرائيل خاصة بعد تراجع أوباما عن تعهداته في خطابه بجامعة القاهرة, أو باعتراضك وانتقادك لموقف الاتحاد الأوروبي ودوره الذي يمارسه باستحياء كتابع لواشنطن. وحتي العرب الأمريكيون(3.5 مليون) ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر أعضاء الكونجرس الذين تميزوا بمواقفهم المساندة للقضايا العربية فإنهم يتعرضون للانتقادات من جماعة الضغط الصهيونية والمجموعات المعارضة لمساندة بعض أعضاء الكونجرس للقضايا العربية وذلك بسبب واحد هو انهم من أصول عربية.. أما العرب علي امتداد الوطن العربي(350 مليونا) فقد كانوا ولايزالون يعيشون في ظل انظمة فردية فردية استبدادية غيبت المواطن ونهبت ثروات الأوطان وكرست الفساد وحكم حكامها عقودا عدة واتجهوا بالفعل لتوريث الأبناء وتزوير الانتخابات حتي نال ذلك كله من كرامة المواطن واحترامه داخل وطنه وخارجه. وما أن اندلعت ثورتا تونس ومصر اللتان أذهلتا العالم كله ونالتا إعجابه من حيث المكان والزمان والوسيلة السلمية ومفجريها من الشباب غير المحسوبين علي أية أحزاب سياسية والتفاف الشعب ومشاركته لهم وحماية القوات المسلحة لهم وكسر الثورتين حاجز الخوف ومطالبتهما بالحرية والعدالة والديمقراطية ومحاسبة الفاسدين واسقاط النظام الفاسد في البلدين والتزام الجيش فيهما بإقامة الدولة المدنية. ومن يتتبع المشهد العربي سوف يجد ان الثورات العربية في اليمن وليبيا وسوريا والاحتجاجات الشعبية في الجزائر والعراق والمغرب والأردن ما هي إلا استنساخ لثورتي مصر وتونس وان اختلفت في التفاصيل, وان الثورتين قد دفعتا عددا من الحكام سواء بمشرق العالم العربي أو مغربه الي اتخاذ بعض الاصلاحات السياسية والاقتصادية قبل أن يدهمهم المد الثوري الشبابي والشعبي الذي يرفع شعار ارفع رأسك فوق.. انت عربي! المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين