استقبل الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية مؤخرا السفير مجتبي أماني رئيس قسم رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانيةبالقاهرةلاستلام رسالة من نظيره الإيراني الدكتور علي أكبر صالحي . أعرب فيها عن تقديره لتصريحات العربي الأخيرة بشأن العلاقات مع إيران, ودعا إلي دراسة سبل تطوير العلاقات وذلك باستقبال وزير الخارجية المصري في طهران أو قيام وزير الخارجية الإيراني بزيارة القاهرة. وخلال اللقاء أكد العربي أن مصر تفتح صفحة جديدة مع كافة دول العالم بما فيها إيران, وأن الشعبين المصري والإيراني جديران بأن تكون بينهما علاقات تعكس تاريخهما وحضارتهما بشرط أن تكون قائمة علي الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل مطلقا في الشئون الداخلية بأي طريقة من الطرق. وبالتزامن, كان المؤتمر الصحفي الأول للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في العام الجديد( يبدأ في21 مارس حسب التقويم الايراني) والذي أعلن فيه أن بلاده ترغب في اقامة العلاقات مع مصر وتامل بان تضع تطورات المنطقة آفاقا مشرقة امام الشعوب الاسلامية, ومضيفا اننا نرغب دوما باقامة العلاقات مع جميع الدول والشعوب ما عدا الكيان الصهيوني لاسيما مصر ونأمل بان تجعل تطورات المنطقة افاقا مشرفة امام الشعوب الاسلامية'. اذن هي خطوات متسارعة لتصحيح وضع خاطئ استمر لأكثر من30 عاما متمثل, في انقطاع العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين دولتين, يحلو للمسئولين الايرانيين وصفهما بأنهما جناحا الأمة الاسلامية, واقتصارها منذ عام1991 علي مكتب رعاية مصالح. العلاقات مع ايران وهي دولة مهمة في المنطقة شئنا أم أبينا كانت من بين ضحايا السياسة الخارجية لنظام حسني مبارك الذي عطل كل خطوات التقارب وافتعل خلافا ومنع اقامة علاقات دبلوماسية كاملة تقيم مثلها دولة الامارات التي تتنازع مع ايران علي ملكية ثلاث جزرفي الخليج. وكان وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط يري أن ايران خطر علي الامن القومي المصري, وانها تسعي من خلال دعمها لحركه حماس الفلسطينيه لاقامه دوله دينيه تمثل خطرا علي مصر, وانها تخطط لذرائع وفتن تؤجج الصراع وتدفع نحو المزيد من المشكلات وعدم الاستقرار. ايران التي رحبت بالثورة المصرية مثلما رحبت بها بقية دول العالم اتهمها أبو الغيط بأنها في تحالف غير مقدس مع أمريكا ضد مصر وذلك في معرض دفاعه عن النظام السابق في نزعه الأخير, مثلما اتهمت بأنها تعطل عملية السلام, وكأنها تمتلك99% من أوراق اللعبة وتضغط علي اسرائيل الراغبة في السلام لكي لاتعيد الأراضي العربية المحتلة. ومن قبل ذلك كانت العلاقات بين مصر وايران ضحية لعداء الرئيس الراحل أنور السادات للثورة الايرانية واستضافته للشاة الذي دفن في مصر بعدما لفظته الولاياتالمتحدة التي كان بمثابة شرطيها في المنطقة. وكان اطلاق اسم خالد الاسلامبولي علي أحد شوارع طهران محل حساسية وحجة لقطع العلاقات, وقد ازيل الاسم ولكن اقيمت جدارية ومثلما لا يجب ألا يتم تخليد اسم قاتل السادات فانه لا يجب أيضا ألا يظل علم الشاه مرفوعا علي مقبرته في القاهرة. ومع تحول السياسة الخارجية الايرانية في عهد الثورة من صداقة اسرائيل واحتقار العرب الي معاداة' الكيان الصهيوني' ودعم المقاومة, أضيف عنصر توتر جديد في علاقات البلدين غطي علي جوانب الاتفاق المتمثلة في كون البلدان هما القوتين الرئيسيتين في المنطقة ويجمعهما موقف واحد بشأن ضرورة اخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بموجب قرار مشروع قرار اعتمدته الأممالمتحدة في ديسمبر1974 بناء علي طلب مصري ايراني, ويتفقان علي أهمية عدم اعاقة الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الأغراض السلمية. وتطابقت وجهتا نظر البلدين في مؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الأخير بنيويورك الذي تحول الي هاجس لدي اسرائيل التي تحتكر السلاح النووي في المنطقة. وهناك الجانب الاقتصادي الذي أوضحه الدكتور مهدي غضنفري وزير التجارة الايراني في ابريل الماضي في لقاء مع مندوب الأهرام بالعاصمة طهران حيث قال ان بلاده مهتمة بتوسيع نطاق العلاقات الاقتصادية مع مصر في اطار سعيها لتطوير العلاقات مع الدول العربية والإسلامية. وهناك تبادل تجاري محدود يصل الي100 مليون دولار و استثمارات ايرانية في مصر تبلغ360 مليون دولار من خلال14 مشروعا تعمل في مجالات الصناعات الغذائية والمنسوجات والنقل والقطاع المصرفي. وعلي الرغم من المسار التصادمي الذي اتخذه الرئيس الايراني الحالي احمدي نجاد مع الغرب وتصريحاته الناريه ضد اسرائيل والصهيونيه وامريكا, واتباعه سياسة توصف بالتشدد, فان لغة خطاب نجاد تجاه مصر اتخذت نسقا مغايرا, حيث اكد في اكثر من مناسبه استعداد ايران لاستئناف العلاقات الكامله مع مصر, وان طهران مستعدة لفتح سفارة في القاهره في اليوم نفسه الذي تعلن فيه مصر استعدادها لذلك, وان الشعبين المصري والايراني صديقان. للرئيس الايراني السابق محمد خاتمي تصريح مفاده أن مصر وايران جناحان للامة الاسلامية لاتنهض الا بهما, وان مصر تمثل ثقلا عظيما في الامه الاسلاميه, وكانت وستظل موقع الانطلاق لمبادرة التقريب بين المذاهب. ولكن عودة العلاقات ستواجه امتعاضا أمريكيا واسرائيليا, ومعارضة قوية من جانب السلفيين المتأثرين بالفكر الوهابي والذين يرون في ايران الشيعية دولة كافرة وينشرون خرافات كاذبة حول أن للشيعة قرآنا غير قرآننا وأنهم لايؤمنون بنبوة الرسول محمد( صلي الله عليه وسلم) ولايعرفون أن الايرانيين لايحلو لهم سماع القرآن الذي بين أيدينا وأيديهم دون اختلاف الا من المقرئين المصريين. [email protected]