النقد السياسي الزائف! مصر ليست كما قال أحد الشعراء أنها: بلد كل شيء ينسي فيه بعد حين ولكنها مصر الصبورة الصامدة التي يشهد لها تاريخها أنها لا تنسي للشرفاء نزاهتهم ولا تتسامح مع الفاسدين عندما يثبت بالدليل القاطع حجم فسادهم. إن محاولات غسيل السمعة والسعي لإبراء الذمة من جانب بعض المسئولين السابقين محاولات محكوم عليها بالفشل لأنها تستخف بعقول الناس وتفترض فيهم نقص المعرفة وعدم الإطلاع في عصر لم تعد فيه أسرار محجوبة أو سماوات مغلقة! لقد كان من الأشرف والأكرم لبعض من تلوثت أيديهم بالفساد السياسي أو المالي أو الإداري أن يلتزموا الصمت وأن يتركوا للقانون أن يقول كلمته بدلا من الانزلاق المعيب إلي فبركة الأحاديث والروايات التي تكفي لإدانتهم بتهمة الغباء والجهل السياسي وعدم احترام ذكاء الشعب المصري. كيف للرأي العام أن يصدق من كانوا في صدارة المشهد لعشرات السنيين متمتعين بكل أنواع الحماية والحصانة بما في ذلك الدوس علي القوانين و الأحكام واجبة النفاذ ثم يخرجون اليوم بنكات سخيفة عن بطولات للمعارضة والنصح خلف الكواليس.. وهي في حقيقتها مجرد ادعاءات بالبطولة لم يسمع بها أحد في بلد اشتهر علي طول تاريخه بأنه ليس هناك سر لا ينكشف- ولو همسا دون تصريح- صبيحة اليوم التالي مباشرة! وليست هناك تسمية مناسبة لمثل هذا السلوك المعيب أخلاقيا سوي أنه أردأ أنواع النقد السياسي الزائف الذي يستهدف خلط الأوراق من أجل أن يتشتت الانتباه ولكي يسهل التشويش علي ذاكرة الأمة. لقد بلغ الرأي العام درجة من الوعي يصعب الانقضاض عليها... فالناس علي امتداد بر مصر تعرف كل من أبدع وخدم وأنجز بمثل ما تعرف كل من أساء وهدم ونهب طالما بقيت حاسة استشعار الصدق عندهم حية ونابضة تمهد لهم كل الطرق المؤدية إلي الحقيقة!
خير الكلام: قل لمن يبكي علي الأطلال واقفا... ما ضر لو كان قد جلس! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله