إن الظروف التي تمر بها مصرنا الحبيبة تتطلب من أبنائها حشد كل امكاناتهم وطاقاتهم لنعمل معا علي تدعيم مسيرة الاصلاح والتنمية التي برزت في مصر بعد 25 يناير, وهذا يفرض علينا أن يقوم كل بواجبه باخلاص حتي نكون قادرين علي مواجهة التحديات الداخلية والخارجية والتي يحيكها لنا المغرضون لتحقيق مصالحهم وفرض أجنداتهم الخاصة علينا. وما أريد أن أنبه إليه هو ضرورة وضع رؤية متكاملة للاستفادة من أبناء مصر في الخارج لأنهم يمثلون ثروة قومية لمصر بما يمتلكون من خبرات وعلاقات سياسية واقتصادية في بلاد المهجر. وأبناء مصر في الخارج وأنا واحد منهم لدينا الخبرات والمعرفة التي أكتسبناها علي مدي سنين من الجهد والعطاء ولدينا رغبة مخلصة أن نشارك في بناء مصر الجديدة بعد 25 يناير, ولدي كل الثقة في أن طاقات وامكانات أبناء مصر في الخارج ستمثل اضافة وقوة دعم كبري لمصلحة مصر ومستقبلها, فأشركونا معكم في خدمة مصر, فإن طموحات أبناء مصر يجب أن يشارك في بنائها وتحقيقها كل المصريين, ولذا فإنني أقترح أن يقوم سفراء مصر في الخارج بعقد اجتماع دوري وليكن كل 6 شهور مع أبناء الجالية المصرية خاصة في الدول ذات الأهمية والتي يتواجد بها كوادر مصرية مؤثرة وفعالة في جميع المجالات ليتم الحوار بين أبناء الجاليات المصرية وعرض وجهات نظرهم ورؤيتهم لتطوير وتحديث مصر وسبل الاستفادة من هذه الامكانات في التنمية الاقتصادية. هناك مجالات متعددة لبناء الاقتصاد المصري علي أسس تستفيد منها فئات المجتمع المصري في الأرياف والمدن, ويمكن الاستعانة بخبرات المصريين في الخارج في هذه المجالات وأذكر منها: تطوير وتحديث الزراعة والتصنيع الزراعي للمحاصيل الرئيسية في مصر مثل القطن والقصب والبطاطس, وكذلك تطوير وتحديث كل مايتعلق بالتصنيع الزراعي والزراعة من صناعة وتجارة الأسمدة والتسويق الخارجي لهذه المنتجات والتي يستفيد منها صغار المزارعين والفلاحين في القري والنجوع المصرية وبذلك تمتد آثار التنمية الاقتصادية إلي فئات المجتمع محدودة الدخل. ويمكن في هذا المجال تنمية وتطوير دور الاتحادات التعاونية التي تتولي تسويق المحاصيل الزراعية داخليا وخارجيا لمصلحة المزارعين كذلك أقترح أيضا وضع رؤية متكاملة لتشجيع مشروعات الإنتاج الحيواني الصغيرة من خلال اتحادات تعاوونية توفر مستلزمات الانتاج لصغار المزارعين وكذلك التمويل والتسويق حتي يجني هؤلاء ثمار مشروعاتهم الصغيرة ولايقعون تحت رحمة كبار التجار والمحتكرين, هذه مجرد أمثلة أسوقها وأنا لدي كل الثقة في قدرة أبناء مصر علي مواجهة التحديات ولكن أدعو الحكومة الحالية في مصر والمجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي ضرورة وضع استراتيجية ورؤية واضحة للاستفادة من المصريين في الخارج في بناء مستقبل مصر مابعد ثورة 25 يناير