لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطادها مقولة صينية معروفة يحاول الآن العاملون بالمركز الثقافي الصيني في مصر ان يطبقوها عمليا من خلال تقديم سلسلة من البرامج لدعم الشعب المصري لتجاوز المعوقات الاقتصادية والتحديات التي تواجهها مصر الان. فقد بدأ المركز في استئناف دورات تعليم اللغة الصينية ودورات الرياضة للدفاع عن النفس كما يستعد لتقديم دورات لتعليم الحرف اليدوية الصينية التي يمكن من خلالها للاسر المصرية تحسين اوضاعها الاقتصادية من خلال الدخول لسوق العمل بمنتجات وافكار جديدة, صرحت بذلك د. ايتشين يونج المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة. واضافت د. يونج قائلة إن المرحلة التي تمر بها مصر الان سبق وان مرت بها الصين وبالرغم من الصعوبات التي تكتنفها فإن الشعب المصري قادر علي تجاوزها مثلما تجاوزتها الصين من قبل, وان الصين تدرك عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين, وانهما يمثلان حضارتين عريقتين ساهمتا في تطوير الحضارة البشرية وان صداقتهما ممتدة منذ قدم التاريخ. وعلي خلفية تأجيل معرض القاهرة للكتاب الذي كانت الصين ضيف الشرف فيه قالت د. يونج برغم الخسائر التي لحقت بالناشرين الصينيين وصعوبة عودة كل هذه الانشطة المكثفة مرة اخري خلال المعرض الذي لم يتم تحديد موعده حتي الان الا ان الصين تتفهم الموقف وانها ستشارك في معرض الكتاب عندما يتم تحديد موعده الجديد واشارت د. يونج الي ان التبادل الثقافي بين الدولتين شهد تطورا كبيرا في شتي المجالات في السنوات الماضية, تمثل في زيادة حركة الترجمة بين اللغتين وتدعيم التبادل الثقافي بين البلدين من خلال السياحة والانشطة التي كان من المزمع اقامتها خلال دورة معرض القاهرة للكتاب والذي تم تأجيله علي خلفية احداث25 يناير, وكانت تتمثل في حضور عشرات من دور النشر الصينية تحمل اكثر من خمسة الاف كتاب لمصر, اضافة للفاعليات الثقافية المتنوعة التي كان من المقرر اقامتها خلال فترة المعرض مثل المعرض السينمائي الصيني ومعرض التراث الصيني ومعرض الفنون الجميلة الصينية ولأجل هذه الدورة من المعرض ترجمنا عشرات الكتب الصينية للعربية.واشارت د. يونج إلي انه بالرغم من الخسائر التي لحقت بالناشرين الصينيين وصعوبة عودة كل هذه الانشطة المكثفة مرة اخري خلال المعرض الذي لم يتم تحديد موعده حتي الآن الا ان الصين تتفهم الموقف وانها ستشارك في معرض الكتاب عندما يتم تحديد موعده الجديد, وان القاريء الصيني بين يديه الآن مجموعة من الكتب القيمة باللغة الصينية عن الحضارة المصرية والحياة في مصر من بينها كتاب ايامنا الحلوة علي ضفاف النيل وان هذه الكتب كان قد تم اعدادها بمناسبة معرض القاهرة للكتاب, و اضافت قائلة ان الصين تسعي لتعزيز التبادل الثقافي والصداقة الجميلة بين البلدين علي جميع المستويات من اجل الاستفادة من الخبرات المتبادلة بين البلدين, بغية تحقيق التعاون الثقافي بشكل اوسع في السنوات المقبلة, خاصة ان الصين قد خصصت صندوقا خاصا بدعم حركة الترجمة بين اللغة العربية والصينية ومن اهم مشاريعه تأليف المعجم الصيني العربي, اضافة لخطة للترجمة بين الجانبين لمدة عشر سنوات سيتم خلالها ترجمة ما بين50 و100 نوع من الكتب من الجانبين في مجالات العلوم والفنون والتربية وغيرها, واوضحت المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة ان المركز الصيني مستمر في انشطته في مجال التعليم والتبادل الطلابي بين البلدين. الجدير بالذكر أنه مع خضم تصاعد موجات العنف وحالة الانفلات الامني التي عاشتها مصر منذ الخامس والعشرين من يناير تم تأجيل افتتاح معرض القاهرة للكتاب وانسحاب الوفد الصيني بعد بدء فاعليات المعرض بيوم واحد تم خلاله عقد ندوة بالهيئة المصرية العامة للكتاب و اخري بمكتبة مبارك بالجيزة, وبدء اولي فاعليات المنتدي المصري الصيني بقاعة نجيب محفوظ بجريدة الاهرام والتي تم خلالها تكريم عدد من وجوه الثقافة المصرية الذين اسهموا في إيجاد جسور التواصل بين الثقافتين المصرية والصينية, وكان في مقدمتهم د. ثروت عكاشة الذي نقل للقاريء العربي في العصر الحديث لاول مرة صورة كاملة عن الفنون الصينية من خلال كتابة الذي صدر في خمسينيات القرن الماضي تحت عنوان الفنون الصينية.