يتحدث العربية بطلاقة لا تفسدها لكنته الصينية المميزة, يعشق اللغة العربية عشقه للغته الأم هو أستاذ اللغة العربية بجامعة بكين للدراسات الدولية نبيه داي شياو تشي الذي التقته الأهرام المسائي خلال زيارته للقاهرة لحضوره الندوة السنوية للجمعية الفلسفية الوافد والموروث يذكر ان رسالة الدكتوراة الخاصة به كانت عن الطبقات الاجتماعية المصرية ويخطط لترجمة كتاب استاذ الفلسفة د. حسن حنفي التراث والتجديد إلي اللغة الصينية في وقت قريب. * ما هي أوجه التقارب بين الثقافة الصينية والثقافة العربية؟ ** الثقافة العربية مصطلح واسع دعني أتحدث عن الثقافة المصرية لأكون أكثر تحديدا, الثقافة المصرية والثقافة الصينية تتميز كلتاهما بأنهما ثقافتان مركزيتان ويغلب علي مجتمعيهما الطابع الزراعي, وكلا الشعبين مجتهد ويحب السلام وهما شعبان عانيا كثيرا داخل التاريخ تحت ضغوط البداوة وكلاهما يحب الدراسة والعلم ويعتقدون ان هذه هي الوسيلة التي يحققون بها التقدم, كما أن الثقافتين مركزيتين بالنسبة لمحيطهما وكلتاهما ثقافة عالمية تجاوزت مأزقها, فأنتم تجاوزتم مأزق1967 في اعتقادي, ونحن الآن في طريقنا للصعود في ظل تغير ملحوظ في النظام العالمي سينتهي معه نظام القطب الواحد ونحن في الصين لدينا معرفة وثيقة بالثقافة العربية والمصرية. ** كيف تري التبادل الثقافي بينكم وبين مصر, هل هو كاف؟ ** لا التبادل الثقافي بيننا ليس كافيا علي الإطلاق فبالمقارنة بالتعاون علي المستويين السياسي والاقتصادي يوجد فارق كبير تبدو معه الثقافة وكأنها في مرتبة تالية دائما ولكن نحن في الصين لدينا الرغبة في ان نطور هذه العلاقات مع العالم العربي بشكل عام من خلال منتدي التعاون الصيني العربي ومنتدي الصين الأفريقية ونحن نعمل داخل هذين الإطارين ولكن يجب البحث عن اساليب وأطر اخري لدعم التعاون علي المستويين الأهلي والرسمي وقد وفد الينا في الصين عدد كبير من الطلاب المصريين والعكس ايضا ففي فاروس بالإسكندرية يوجد أكثر من100 طالب صيني بعضهم طلابي وفي الإسماعيلية ايضا وحوالي300 دارس صيني في الأزهر فهذا مهم بالنسبة لنا ان نرسل طلابا يتعلمون العربية وادابها في بيئتها الأصلية. ** وما رأيك في الأفكار التي تحكم النظرة العربية للصين؟ * هي أفكار في أغلبها تدعو للتباعد لا الحوار والتعاون, فمثلا يجب ان تتغير فكرة ان الصين بلد بعيد ووسائل التقارب معه محدودة. يجب أن يكون التقارب بيننا وبينكم أكثر من التقارب مع الغرب, العالم الآن أصبح قرية صغيرة وفكرة ان الصين بلد بعيد( جغرافيا وثقافيا) يجب أن تتغير كمقدمة لتفعيل سبل التعاون, ايضا هناك العديد من الصور المغلوطة التي روج لها المستشرقون الغربيون عن الصين وهذه يجب أن نتجنبها بان يسعي العرب للتعرف علي الصين الحقيقية, الصين بلد يحب العمل والجد ويحب الجماعة أكثر مما يحب الآخر يجب ايضا ان تصل هذه الصورة لكم عن الشعب الصيني. ** تحدثت عن دور المسلمين في الصين خلال ندوة الجمعية الفلسفية, فماهي الاسهامات التي قدمها المسلمون للثقافة الصينية؟ * نشر المسلمون الصينيون الثقافة العربية في ربوع الصين وساهموا في أقلمتها ودمجها لتصير من مكونات الثقافة الصينية منذ زمن بعيد يعود لأكثر من ألف عام, لتنتشر تلك الثقافة في الصين كلها وليس في غربها فقط حيث يقطن المسلمون, فالثقافة العربية والإسلام نفسه أصبحا جزءا من التراث الثقافي الصيني, الإسلام لدينا صار موروثا ثقافيا وحضاريا ولم يعد وافدا, وقد لعبت الثقافة العربية والإسلامية ادوارا مهمة في فترات تاريخية مختلفة, وحققت تعاونا وترابطا تجاريا بين الصين بالعرب وكان للمسلمين في الصين دور كبير في مكافحة الاحتلال وبالتأكيد كان لهم دور بارز في تأسيس جمهورية الصين الشعبية الحالية وهناك حوالي40 ألف مسجد في الصين و10 معاهد إسلامية تتولي تدريس العلوم الإسلامية. ** فكريا كان المسلمون هم من ادخلوا فكرة الإله الخالق الواحد المطلق في الثقافة الصينية من أهم الأفكار التي أدخلوها في الثقافة الصينية بالإضافة للمفاهيم الأخلاقية الإسلامية. ** إذن ما هي أسباب الصدامات بين الحكومة الصينية وبين المواطنين المسلمين في غرب الصين؟ * لا تعكس تلك الصدامات أي عداء للدين الإسلامي, الصين كدولة وشعب متسامحون جدا فيما يتعلق بالديانة المشكلة ليست مع الإسلام ابدا, ولكن لها أسباب اقتصادية شرق الصين اكثر حداثه بكثير من غرب الصين وهو ما يقطنه المسلمون فبعض الأماكن التي يعيش فيها المسلمون مضغوط اقتصاديا إلي حد كبير ايضا هناك سبب سياسي فالحكومة المركزية اعطت حق الحكم الذاتي لخمس مقاطعات يقطنها المسلمون والبعض اراد ان ينفصل بها وهذا غير مقبول من جانب الحكومة المركزية, الصراع هناك لم يكن صراعا دينيا او ايديولوجيا ولكن اسبابه اقتصادية وسيادية صرفة. ** بمناسبة الحديث عن الدين ما هي صحة المقولة الشائعة بان الشعب الصيني هو شعب لا ديني؟ * هذه المقولة صحيحة إلي حد ما فالفرد الصيني يهتم بالواقع العملي اكثر مما يهتم بالسماء, الصينيون لهم مفهوم عن الخالق ولكنه غامض وبعيد إلي حد كبير, وربط الإنسان بفكرة الخالق في الصين تتطلب تشبيه الإله له بالأولياء الصالحين او بعض قوي الطبيعة. ** الكل يتحدث عن أن القرن القادم سيكون للصين إلا الصينيين فما هي رؤية الصين للقرن الجديد؟ * يؤمن الصينيون بان القرن القادم سيكون لدي الشرق بأكثر مما سيكون لدي الغرب, ولكن لن يكون القرن القادم للصين وحدها وإنما للشرق كله, فالصين لا تريد الصعود وحدها وإنما تريد صعود الشرق بأكمله فاتحاد دول الشرق هو شرط يحقق مستقبل هذه الدول ونعتقد أن هذا سيتحقق في وقت قريب. ** للصين ملف متخم في مجال تراجع الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان, لماذا لا يتم التعامل مع هذه الملفات؟ * الصين بلد كبير وله خصوصيته نحن ضد كل تلك الإدعاءات الغربية نحن نهتم بالتنمية أكثر مما نهتم بالديمقراطية نحن نهتم بأن يأكل المواطن وأن تتوفر له احتياجاته فالتنمية هي حق أعلي من كل الحقوق التي يتحدث عنها الغرب, ربما أكل الغرب وشرب حتي شبع, والآن لديه الوقت ليتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن بلدنا مختلف وله خصوصيته.