مجلس الأمن.. فشل مزمن وإصلاح ممكن عنوان الكتاب الذي صدر أخيرا عن مركز الأهرام للنشر والترجمة, من تأليف أحمد سيد أحمد, وكتب المقدمة د. وحيد عبد المجيد. ويقدم الكتاب دراسة تحليلية لدور مجلس الأمن وعوامل فشله في حفظ السلم والأمن الدوليين. وكيفية إصلاحه في ظل التحول الذي حدث في هيكل النظام العالمي والانتقال من الثنائية إلي الأحادية القطبية. وكثيرة هي الاستنتاجات التي يمكن أن يخلص إليها قارئ هذا الكتاب إضافة إلي ما ركز عليه مؤلفه الأستاذ أحمد سيد أحمد. ومن فوائد هذا الكتاب أنه يقدم معرفة علمية يمكن أن تفيد في صوغ منهج عربي للتحرك في هذا الاتجاه. ويقول د. وحيد عبد الجيد في مقدمته' يعتقد كثير من العرب أن مجلس الأمن هو أحد أهم عوامل الظلم الذي تتعرض له أمتهم والجور الذي يسود تعامل المجتمع الدولي مع قضاياهم. وهذا اعتقاد راسخ تدعمه وقائع تدل علي أن هذا المجلس يكيل بمكيالين, وأن الولاياتالمتحدة نجحت لفترة طويلة في استخدامه أداة ليس فقط لتحقيق مصالحها ولكن أيضا لحماية انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي ولميثاق الأممالمتحدة وتمكينها من الإفلات المستمر من العقاب الذي تستحقه علي الجرائم التي ترتكبها بشكل منتظم'.. يركز الكتاب علي العقد الأخير من القرن العشرين والسنوات السبع الأولي من الألفية الثالثة, وهي الفترة التي شهدت تغيرات كبيرة في طبيعة النظام الدولي ويحتوي هذا الكتاب علي سبعة فصول وهي: الفصل الأول بعنوان مجلس الأمن في فترة الحرب الباردة, ويتناول المبحث الأول منه نظام الأمن الجماعي, كما ورد في ميثاق الأممالمتحدة, ويناقش المبحث الثاني أثر نظام توازن القوي أو نظام القطبية الثنائية الذي كان سائدا علي طريقة تفاعل المجلس مع الأزمات والصراعات الدولية, ومدي فاعليته في حلها أو التدخل فيها. ويناقش الفصل الثاني التغير في بنية النظام الدولي, فيعرض المبحث الأول لسمات النظام الدولي الجديد, ويناقش المبحث الثاني طبيعة هيكل النظام الدولي الجديد. ويتناول الفصل الثالث التغير في مصادر التهديد في ثلاثة مباحث: الأول يناقش تصاعد الحروب الأهلية وتراجع الحروب الدولية, والثاني يرصد تصاعد الإرهاب الدولي, والثالث يناقش تزايد انتهاكات حقوق الإنسان وتزايد التدخل الدولي للاعتبارات الإنسانية. أما الفصل الرابع فيبحث في تزايد نشاط مجلس الأمن بعد الحرب الباردة والفصل الخامس يناقش توسع مجلس الأمن في استخدام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة بعد الحرب الباردة ويحلل الفصل السادس طبيعة التغير في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مبحثين, ثم تحاول خاتمة الكتاب الإجابة عن التساؤلات التي طرحت في المقدمة والخلاصة والاستنتاجات فيما يتعلق بتوضيح التغير في النظام الدولي وتأثيره علي دور مجلس الأمن, وهل أدي هذا التغير إلي تفعيل دور مجلس الأمن في أداء دوره أو علي العكس تراجع دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين؟.