عندما قام الشباب بثورتهم البيضاء وتجمعوا في ميدان التحرير تركزت مطالبهم في الحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية واستجابة الدولة ممثلة في المجلس الاعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوي القائد العام باعتبارها مطالب مشروعة وتعبر عن طموحات الشعب المصري بكل فئاته واعماره وتوجهاتهم, وانتقلت مطالب شباب الثورة بعد ذلك الي التغيير لتشمل تغيير الدستور أو بعض مواده خلال الفترة الانتقالية والغاء مجلسي الشعب والشوري وشملت المطالب تغيير حكومة د. احمد شفيق وبعض وزراته وتم ذلك بالفعل كما تم تعديل بعض مواد الدستور التي يتم الاستفتاء عليها91 مارس, ولقيت هذه المطالب رغم تعددها استحسانا من الشعب كله, ودخلنا بعد ذلك الي بعض الوقفات الاحتجاجية والفئوية التي انتشرت بطريقة مقلقة تسيء الي اهداف الثورة وحرصها علي العمل وعدم تعطيل الحياة وإحداث الفوضي في البلاد واكد الحكماء أن هذه المطالب مقبولة ولكنها تحتاج الي بعض الوقت لتحقيقها وان مصلحة الوطن العليا تسبق كل هذه المطالب الفئوية التي سيأتي وقتها مع ضرورة إعطاء فرصة للحكومة الانتقالية برئاسة د. عصام شرف لكي تلتقط انفسها وتضع الحلول لكافة هذه المتطلبات في حينها, وأجمع الحكماء ايضا علي ان تعطيل الحياة وتوقف دولاب العمل من شأنه ان يضر أبلغ الضرر باقتصادنا القومي وان الانتظام في العمل وزيادة الانتاج هما البديل الأوفق لتعويض مافاتنا من خسائر خلال هذه الوقفات الاحتجاجية وتوقف البورصة المصرية والخسائر الناتجة عن توقف السياحة ايضا. ونعرض في هذا المقال بعض الجوانب السلبية التي تسيء الي الثورة وكيفية القضاء عليها وصولا الي النهضة الشاملة التي دعت إليها مظاهرات11 مارس وكيفية تحقيقها وذلك علي النحو التالي: الوقفات الاحتجاجية الفئوية المتزايدة من أهم الظواهر التي تعوق حركة الحياة في المجتمع وتتسبب في تعطيل حركة الانتاج ويطالب اصحابها بعدة مطالب مشروعة تتركز في تثبيت بعض العمالة المؤقتة ورفع الحد الأدني للأجور وقد وعدت الدولة بحلها واصبحت هذه الوقفات مثار شكوي الشعب كله ويرفضها شباب الثورة لتعارضها مع اهدافهم في تحقيق التنمية والرخاء والازدهار الاقتصادي في البلاد, ونحن من جانبنا نؤكد ان هذه المطالب في طريقها الي الحل وان المصلحة العليا مقدمة علي هذه المطالب الآن, مع تقديرنا لأهميتها خصوصا ان مصر تتعرض الآن لمخططات من دول خارجية لايهمها استقرار أمن الوطن وتسعي هذه المخططات لزعزعة هذا الاستقرار فيجب ألا نعطيها هذه الفرصة. الوحدة الوطنية: أشعل حادث هدم كنيسة القديسين بقرية صول مركز اطفيح بمحافظة حلوان غضب الاخوة المسيحيين الذين تجمعوا امام مبني ماسبيرو مطالبين باعادة بناء الكنيسة وتكوين لجنة تقصي حقائق لمعرفة المتسببين في هذا الحادث وكان للمسلمين المقيمين في نفس القرية موقعهم الايجابي المساند للأخوة المسيحيين وتضافر الجانبان معا رافعين المصاحف والأناجيل, مؤكدين وحدتهم الوطنية رافضين اي محاولات للنيل منها باعتبارها اقدم وحدة وطنية عرفتها الانسانية واستجابت القوات المسلحة لمطالبهم باعادة بناء الكنيسة علي الفور لتعود كما كانت في البداية, وتجمع آلاف مسلميها وأقباطها مرددين هتافات عاش الهلال مع الصليب, وكان من ايجابيات هذه الوحدة إصدار وزير الاوقاف تعليماته بان تكون خطبة الجمعة وجميع المساجد عن الوحدة الوطنية ولنا بعض المقترحات الآتية. د. أحمد عمر هاشم: ضرورة الاستفادة الكاملة منه كداعية ومفكر وعالم ومثقف كبير له حضوره الجماهيري الواسع في الدعوة للحفاظ علي الوحدة الوطنية والحفاظ علي سلامة وأمن الوطن والتصدي لمحاولات الفتنة بين ابناء الأمة وباعتباره واحدا من اهم من اعتلوا المنبر يفهم جيدا القرآن والحديث وأن ما يقوله ينفذ الي القلب ويغذي الروح والوجدان المفكرون والأدباء: ويبقي لهم دورهم البناء في رفض الفوضي وزعزعة الاستقرار وحماية النسيج الواحد لابناء الوطن من خلال ندوات موسعة يتم ترتيبها من وزير الثقافة الجديد د. عماد ابوغازي ورئيس هيئة قصور الثقافة د. احمد ابوطالب في كل المحافظات والتي سيكون لها تأثيرها الايجابي لدي المواطنين ودورها المؤكد في نبذ الفوضي وتعطيل الحياة ووقف عجلة الانتاج في المجتمع. هيئة الكتاب يمكنها ايضا تنظيم هذه الندوات بدعوة من رئيسها د. صابر عرب لكبار المفكرين وأعلم أنه قام بتشكيل لجنة من اساتذة التاريخ لتوثيق كل مايتعلق بثورة52 يناير بدار الوثائق القومية وسيكون لهذه الندوات دورها في تحقيق أهداف الثورة في تحقيق النهضة الشاملة للبلاد من خلال هذه الندوات.