مع إحترامى الشديد لشباب 25 يناير وما انجزه من إشعال شرارة الثورة الأولى حتى يوم 28 يناير جمعة الغضب والتى فى راى كانت تجميعة الشعب على قلب راجل واحد حيث شهدت خروج جموع و طوائف الشعب المصرى والله ما شهدته فى هذا اليوم لن أنساه طيلة حياتى وإن شاء اللهسيظل فى ذاكرتى حتى أرويه لأبنائى . كنت يومها فى الأهرام ورأيت زملائى ينظرون من شبابيك الدور الأول بالأهرام وهو دائما شبابيكة مغلقه ولكنها و لأول مرة فتحت وكأنها فتحت لتشتم نسيم الحريه من المظاهرة وجدتها مفتوحه على مصرعيها ليشاهدو المشهد الجلل عن قرب فنظرت معهم ولم أكتفى فتخطيت الشباك لأنزل إلى واجهة الأهرام حتى أرى وأسمع المشهد عن قرب وأتمعن فى الناس وكأنى أراهم لأول مرة ليسوا الناس الذين عرفتهم بالإستكانة والغلب على أمرهم لا وسلألت نفسى كيف جمعوا أنفسهم بهذا الشكل ومن ذا الذى يملك قدرة تجميعهم الذى لم أرى مثله من قبل فى حياتى حقا كان يوم (( الحريه )) ولكنى ايضا رأيتنى أنظر فى أعين الماريين من أمام مبنى الأهرام وعندما أستقامت عينى مع نظراتهم لى وزملائى ونحن وافقين فوق واجهة مبنى الأهرام القديم رايتهم يلوحون لى بانزول معهم أنا وزملائى الواقفين معى على نفس الوجه ويقولون لنا إنزل .. إنزل .. إنزل .. ولم أدرى بنفسى إلا وأنا فى الشارع ملبيا لندائهم بشارع الجلاء هذا الشارع التاريخى الذى شهد جلاء الإنجليز عن مصر واليوم يشهد جلاء الظلم والقهر الديكتاتورى عن مصر . و بات أهتف مثلهم الهتاف المعروف والأوحد يومها وهو ((الشعب يريد إسقاط النظام)) وعندما كنا نتوغل ف الشارع ماشيين إلى ميدان التحرير وهو مقر الوقوف والإعتصام وجدنا حشود الأمن المركزى وكأنها جدار عازل حال بين المضاهرة والميدان وبداو يفرقونا بتصويب قنابل مسيلة للدموع وجدت شباب ورد وطلبة جامعيين يقولون لنا لا تخافوا كفاية سكوت هانتكلم إمتى يا الله كانت قلوبهم مطمئنة رأيت بعينى هذه المئنينة وهى نابعة من حقهم الشرعى فى مطلبهم التى هى مطلب الشعب كله بالفعل كانت معركة حق وباطل ورغم صغر حجم هؤلاء الشباب وأنا واحد منهم أمام ضخامة الأمن المركزى والله كانت أكبر لأنهم على حق وأقوى لأن قوتهم من الحق وعرفت وقتها أن سبب نجاح هذه الثورة وتجمع الناس حولها لأنهم على حق وأن ((الحق أحق أن يتبع)) لأن الله أسمه الحق وأن يد الله مع الجماعة ولأن الله أسمه الحق فكانت حقيقة الأيه التى تقول ((إن تنصروا الله فلا غالب لكم)) فكانت نصرة الحق يوم الحسم يوم الأربعاء والذى عرف بمعركة الجمل . وكانت إرادة الله فوق إرادة الطغاة رغم مكرهم ودهائهم وإلتفافهم ع الثورة ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . المزيد من مقالات ماهر بدر