تعد البورصة المصرية من أقدم البورصات العربية ، ويرجع تاريخها إلي عام 1885 حين احتضنت الإسكندرية أول بورصة عربية، وتمت أول صفقة قطن محلية مسجلة في دلك الوقت بمقهى أوروبا السكندري. ولكن علي الرغم من أنها أقدم بورصات المنطقة، إلا أن الآراء تباينت بشأن قدرة البورصة المصرية علي تجاوز أزمتها الحالية معتمدة في ذلك علي تاريخها وعراقتها ومن ثم سيكون القادم أفضل بكثير، ورأى آخر يقول بأن قدم البورصة المصرية أو حداثتها لم يكن كفيلا بتمكينها من تجاوز أزمتها من عدمه، باعتبار أن البورصات لا تعتمد علي تاريخها بقدر ما تعتمد علي امكانياتها ونظمها التشريعية والأسس الاستثمارية السليمة في التطوير والتحديث و الدليل على دلك ان“بورصة قطر” التي تعد حديثة العهد استطاعت خلال فترة قصيرة أن تكون في مصاف البورصات العالمية المتقدمة. والبورصة المصرية تعد من البورصات الناشئة، وهو المستوي الثاني الذي حدده مؤشر “مورجان ستانلي” الاقتصادي الذي قسم البورصات العالمية إلي 3 درجات هي “المبتدئة” والناشئة و”المتقدمة. ففي الأزمات الوطنية العظمى تلجأ الدول إلى إغلاق البورصات تفاديا لكوارث لا طاقة للناس على تحملها وبالتأكيد ما حدث في مصر ما بين 25 و30 يناير يندرج تحت ما يعرف بالأزمة الوطنية العظمى. و مما لاشك فيه أن إغلاق البورصة المصرية أجل الإنهيار الذي كان متوقعا حدوثه لو استمرت التداولات يوم 30 يناير وما بعده لكنه لم يلغه وإنما وضع فوقه ضغوطا نفسية ومالية هائلة . و لئن حركة البورصات في الأزمات اشبه بحركة طوفان الماء المتجه إلى البحر.. قد تعيقه الحواجز والسدود لكنها لن تمنعه في نهاية الأمر من إلقاء كامل ثقله في البحر”، فأن جميع الإجراءات والتدابير والاحترازات لن تمنع البورصة من الوصول إلى هدفها الذي وضعته لنفسها قبل إغلاقها في 30 يناير: وأعتقد أن ما ستخلفه البورصة المصرية من خسائر مادية للطبقة الوسطى في مصر سيكون كارثيا بكل معنى الكلمة وسيؤثر سلبا على واقعها الاقتصادي والاجتماعي لسنوات عديدة وأعتقد أن الآثار السلبية لخسائر البورصة على الاقتصاد المصري ستكون مشابهة لآثار الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الحقيقي العالمي، لكن ذلك لا يعني ان نقول: ” كان الله في عون مصر والمصريين” فحسب بل يجب أن نقول أن الحرية تستحق التضحية والشعب المصري الذي قدم النفس والمال في سبيل ثورته سيكون قادرا على تعويض خسائره المادية خلال سنوات قليلة فالشعب الذي يصنع ثورة جبارة قادر أيضا على صنع اقتصاد مزدهر تركع احتراما له الاجيال القادمة المزيد من مقالات عادل زغلول