تشهد الرياضة المصرية مرحلة تحول تاريخية مع انطلاق انتخابات الأندية وفقًا للقانون الجديد المنظم للعملية الانتخابية، الذى تم إقراره بعد تصديق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والذى يهدف إلى ترسيخ مبادئ الشفافية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وتعزيز الدور المجتمعى للأندية الرياضية فى صناعة الأبطال. بالأمس انطلق عرس الديمقراطية الانتخابى بنادى الشمس لاختيار مجلس إدارة جديد وسط إقبال غير مسبوق من أعضاء الجمعية العمومية، ومن المقرر أن تتواصل العملية الانتخابية فى مختلف الأندية المصرية، حيث يستعد نادى الزهور لإجراء انتخاباته الأسبوع المقبل، يعقبه الأهلى خلال الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذى يؤكد أن الحراك الرياضى الكبير يسير فى الاتجاه الصحيح من أجل مواصلة قاطرة الإنجازات وأن أعضاء الأندية يُختارون وفقا للمصلحة العامة وأن الشعارات الرنانة وترويج الشائعات المغرضة لم تنل من الذين أنجزوا وحققوا طفرات وقفزات فى جميع المجالات لخدمة مَن منحوهم أصواتهم الشريفة فى الفترات السابقة. القانون الجديد أعاد تنظيم العملية الانتخابية بصورة تضمن النزاهة والشفافية، مع تحديد جدول زمنى واضح يسمح بمشاركة أكبر عدد من الأعضاء، كما رسَّخ لدور الأندية كمؤسسات رياضية ومجتمعية حقيقية تعمل على تطوير البنية التحتية، ودعم الألعاب الفردية والجماعية، بما ينعكس على تمثيل مصر المشرف فى البطولات الدولية، وفى مقدمتها الألعاب الأولمبية. ولم تعد الأندية مجرد ساحات لممارسة الرياضة والترفيه، بل أصبحت مصانع للأبطال ومنصات للإبداع. ومع كل استحقاق انتخابى تتجدد ثقة الأعضاء فى المجالس المنتخبة، وتزداد المسئولية تجاه تطوير المنظومة الرياضية، ما يساهم فى بناء أجيال قادرة على رفع راية مصر عاليًا فى مختلف المحافل. الإقبال الجماهيرى الكبير على صناديق الانتخابات يعكس وعى الأعضاء بأهمية المشاركة فى صنع القرار داخل مؤسساتهم الرياضية، ويؤكد أن الرياضة المصرية ماضية بثبات نحو مرحلة جديدة عنوانها: «الشفافية والديمقراطية من أجل صناعة الأبطال». بالتوازى مع المشهد الانتخابي، تعيش الرياضة المصرية حالة من النشاط والازدهار على الصعيد القارى إذ يتأهب بيراميدز، بطل دورى أبطال إفريقيا، لمواجهة نهضة بركان المغربى بطل الكونفيدرالية اليوم على لقب السوبر الإفريقى، وهو ما يؤكد أن الفريق السماوى عرف طعم البطولات وحلاوة الوقوف على منصات التتويج.. كل الدعم لبيراميدز الذى يسير وفق رؤية احترافية ويستهدف منصات قارية وعالمية بعد التأهل لنصف نهائى الإنتركونتيننتال. وفى نفس اليوم يبدأ الأهلى رحلة استعادة لقبه الإفريقى بمواجهة إيجل نوار البوروندى فى الدور التمهيدى الثانى لدورى أبطال إفريقيا الذى فقده الفارس الأحمر فى الموسم الماضى بالخسارة غير المتوقعة من صن داونز بطل جنوب إفريقيا، الأمر الذى تسبب فى الاطاحة بالسويسرى كولر. بلا شك أن الأهلى يعرف كيفية اصطياد البطولات الافريقية وله من الصولات والجولات فى الاحراش والادغال ما يجعله بطلا لا يعرف الانكسار ولا التراجع عن إسعاد جماهيره. أما الزمالك، فيسعى للعودة إلى منصات التتويج القارية عندما يلاقى ديكيداها الصومالى فى دور ال32 من البطولة ذاتها اليوم رغم الازمات المالية والأوجاع الإدارية العويصة على أمل إعادة رسم البسمة على شفاه جماهيره التى تستحق أن تنال أوسكار فى الصبر والانتماء للكيان. كل التوفيق لفرسان الكرة المصرية اليوم لإسعاد جماهيرهم ومحبيهم لأن الفائز فى النهاية مصر الحبيبة. الإنجاز الكبير للمنتخب الوطني، الذى حسم تأهله إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 دون أى هزيمة فى التصفيات، يعكس التطور الكبير فى المنظومة الرياضية المصرية خلال السنوات الأخيرة حيث تعيش الرياضة المصرية لحظة فارقة، تجمع بين الحراك الديمقراطى داخل الأندية، والنجاح القارى والدولى على مستوى المنافسات فى مرحلة عنوانها: «الشفافية.. والمشاركة.. وصناعة الأبطال».. تحيا مصر المحروسة.