واصلت بعض دول العالم أمس رفضها المعلن لقرار مجلس الأمن رقم1973 بفرض الحظر الجوي علي ليبيا وما استتبعه من عملية عسكرية يقودها تحالف دولي ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي حاليا. وأعربت روسيا عن أسفها إزاء الهجمات العسكرية الدولية ضد ليبيا, وطالبت بوقف إطلاق نار. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تلاحظ بأسف هذا العمل المسلح, الذي اتخذ بالتزامن مع قرار مجلس الأمن رقم1973 الذي تم تمريره علي عجل. قال دبلوماسي عسكري روسي امس ان العملية العسكرية التي تشنها الدول الغربية علي ليبيا قد تؤدي إلي تعرض المعارضين للقصف وانتقالهم إلي جانب العقيد معمر القذافي. ومن بكين, أعربت وزارة الخارجية الصينية عن أسفها الشديد للضربة العسكرية مجددة رفضها اللجوء إلي القوة في العلاقات الدولية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يوي لقد تابعت الصين التطور الأخير في ليبيا وتأسف للضربة العسكرية ضد ليبيا, وتعتقد بأن مباديء ميثاق الأممالمتحدة والقوانين الدولية المعنية يتعين الالتزام بها كما يجب احترام سيادة ليبيا وإستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها. وأضافت نأمل في استعادة الاستقرار في ليبيا بأسرع وقت ممكن لتجنب وقوع المزيد من الضحايا المدنيين جراء التصعيد في المعارك العسكرية. وفي تركيا عقد مسئولو وزارة الخارجية التركية اجتماعات موسعة أمس لتقييم التطورات الجارية منذ بدء الضربات الجوية. وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن أنقرة تشعر بالاستياء من موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, حيث رفضت فرنسا تدخل حلف شمال الأطلنطي ناتو ثم عقدت اجتماع باريس أمس من أجل تولي زعامة التحالف الدولي ضد ليبيا ولمحاولة تحسين صورتها علي الصعيد الدولي بعد أن تضررت خلال أحداث مصر وتونس. وأضافت المصادر أن أنقرة تعتبر أن فرنسا تريد أيضا إبعاد تركيا عن التدخل في التطورات الخاصة بليبيا ومنعها من تقديم مقترحات في هذا الشأن, لأن تركيا من الدول التي كانت تفكر وتتحرك في محاولة للسيطرة علي الموقف المتدهور وحماية المدنيين في ليبيا, مثل فرنسا. وأكد مسئول بالخارجية التركية أن الموقف التركي واضح للغاية ومعروف منذ البداية, ويقوم علي تقديم تركيا الدعم لقرار الأممالمتحدة بفرض الحظر الجوي علي ليبيا وعدم تأييد عملية عسكرية تفتح الطريق لاحتلال ليبيا. وقال المسئول التركي إننا نستغرب للتغيرات المفاجئة التي طرأت علي مواقف بعض زعماء الدول الذين استضافوا العقيد القذافي في بلدانهم بالخيام يقصد فرنسا, مشيرا إلي أن تركيا أولت اهتمامها البالغ منذ بداية الأمر بحماية أرواح المدنيين العزل في ليبيا. وشدد المسئول التركي علي أن أنقرة لم تتلق أي طلب رسمي بشأن مشاركة قوات تركية أو السماح باستخدام قواعدها العسكرية في العمليات الجارية في ليبيا. وفي السياق ذاته, حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست من الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدةالامريكية بمشاركة دول اوروبية علي ليبيا. و مهمانبرست شكك في نوايا القوي المسيطرة والمشاركة في شن هجمات علي ليبيا, مشيرا الي ان هذه القوي تتخذ من حماية الشعب ذريعة لدخول البلاد وفرض سيطرتها في المنطقة, وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان ايران تنتهج وتدافع دائما عن المطالب المشروعة لأي دولة. وأشار مهمانبرست الي أن هدف هذه الدول هو الهيمنة علي الامم وانشاء قواعد عسكرية لها وتكوين مستعمرات بشكل حديث.