في اليوم الثاني من العملية العسكرية التي يقوم بها تحالف دولي تقوده فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا في إطار الحظر الجوي علي ليبيا, واصلت القوات الدولية شن غاراتها علي مواقع للمضادات الجوية ومراكز الاتصال وأهداف أخري تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس ومدن أخري.قوات التحالف بدأت بشن هجمات جديدة علي بعض المناطق في العاصمة الليبية طرابلس, مشيرة الي أن19 طائرة امريكية مشاركة في عملية أمس المسماة ب فجر الأوديسا. فيما أسقطت الطائرات ألامريكية نحو أربعين قنبلة علي إحدي القواعد الجوية الليبية, وكشف مسئول في مجلس الامن القومي الامريكي عن أن القصف الصاروخي الذي شنته القوات الامريكية والبريطانية في وقت سابق قد اعطب الي حد بعيد منظومة الدفاع الجوي الليبية. وقال المسئول إن منظومة الدفاع الجوي التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي قد اصيبت بالشلل, ولكنه من السابق لاوانه التكهن بما سيفعل القذافي وقواته الارضية للرد علي هذه الضربات. ومن جانبها, أكدت وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون أن العملية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة في ليبيا ستستمر أياما قليلة وليس أسابيع, وأن هناك3000 جندي أمريكي يشاركون في هذه العمليات التي تعمل تحت قيادة أمريكية ستنتقل بعد أيام قليلة إلي قيادة التحالف لفرنسا وبريطانيا بشكل مشترك. وأكد المتحدث باسم البنتاجون بشكل قاطع أنه لن يتم إرسال أي وحدات برية أمريكية مقاتلة إلي الأراضي الليبية..مشيرا إلي أن العمليات التي تتم الآن في ليبيا هي عمليات جراحية ذكية تهدف إلي شل قدرات نظام العقيد معمر القذافي وشل قدرات سلاح الجو الليبي, ولا تهدف إلي القضاء علي الكتائب العسكرية التابعة للقذافي. وتوقعت وزارة الدفاع الأمريكية أن تعلن دولتا الإمارات وقطر في الساعات القليلة القادمة انضمامهما إلي التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وكشف مسئول فرنسي عن أن العمليات العسكرية علي ليبيا والهجمات الجوية وإطلاق الصواريخ, يتم تنسيقها من مركز قيادة أمريكي يقع في ألمانيا. وقال المسئول الفرنسي- إن ما يحدث الآن هو عملية متعددة الأطراف بتنسيق من قيادة القوات الأمريكية في أوروبا المتمركزة في مدينة شتوتجارد بألمانيا, حيث يقوم مركز القيادة الامريكي بالتنسيق مع مركز العمليات الجوية الفرنسي ومقره مدينة ليون, وكذلك مركز العمليات الجوية البريطاني ومقره نورثوود, موضحا أن الأمريكيين يقومون بدور استراتيجي في تنسيق وقيادة العمليات. وأشار إلي أن الإمارات وعدت بتوفير24 طائرة من طرازي ميراج2000-9, وإف-16, بينما وعدت قطر بتقديم ما بين4 و6 طائرات من طراز ميراج2000-5, مضيفا أنه لم يتم بعد تحديد قاعدة نشر الطائرات. وإلي ذلك, أعلن مسئولون في وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنيدو شنت غارات جوية علي ليبيا. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال جون لوريمر يمكنني الآن التأكيد أن سلاح الجو الملكي البريطاني أطلق أيضا صواريخ ستورمشادو انطلاقا من عدد من مقاتلات تورنيدو جي ار4. وفي ثاني خطاب صوتي عبر التليفزيون الليبي منذ بدء العملية العسكرية, وجه العقيد الليبي معمر القذافي رسالة للتحالف الدولي الذي يقود العملية العسكرية, قائلا سنهزمكم ونحن منتصرون لا محالة, فيما اعتبره حربا صليبية علي ليبيا. وأعلن أنه لن يترك الغرب يتمتع بنفط ليبيا, مؤكدا أن التحالف الذي بدأ هجومه سيسقط كما سقط هتلر ونابوليون وموسوليني. وأكد أن المخازن فتحت للشعب الليبي, والسلاح يوزع الآن علي كل المواطنين. وفي إطار التحرك السياسي لنظام القذافي, طلبت ليبيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد ما وصفته بالعدوان الفرنسي البريطاني الأمريكي الذي وقع عليها باعتبارها دولة مستقلة عضوا في الأممالمتحدة. وأصدرت وزارة الخارجية الليبية بيانا قالت فيه تطلب الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بعد وقوع عدوان فرنسي بريطاني أمريكي علي ليبيا الدولة المستقلة العضو في الأممالمتحدة, وهو أمر يهدد الأمن والسلم الدوليين. وذكر البيان انتهي مفعول القرار1973 الخاص بفرض منطقة حظر جوي, وأصبح من حق ليبيا أن تستخدم الطيران العسكري والمدني دفاعا عن النفس بعد أن أسقطت فرنسا منطقة الحظر الجوي. وميدانيا, ذكر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية أن94 شخصا علي الأقل لقوا مصرعهم علي أيدي القوات الموالية للعقيد معمر القذافي خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة بني غازي, فيما دمرت الضربات الجوية للقوات الدولية العشرات من المركبات العسكرية للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. رأي مراسل رويترز مقاتلين من المعارضة المسلحة علي متن عدد من الشاحنات رباعية الدفع عليها رشاشات ثقيلة متجهة إلي بلدة اجدابيا في شرق ليبيا. وعلي صعيد متصل, نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن شهود عيان القول إن القوات الموالية للقذافي تقصف مدينة مصراته باستخدام المدافع والدبابات. وقال أحد سكان مصراتة أن القوات الموالية للزعيم الليبي مازالت تطوق مصراتة التي تسيطر عليها قوات المعارضة, وإنها وضعت قناصة فوق أسطح المباني في وسط المدينة.