أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس حالة الطوارئ في اليمن علي خلفية المواجهات بين المتظاهرين المطالبين برحيله وقوات الأمن في ساحة التغيير بصنعاء والتي بلغت حصيلتها34 قتيلا وأكثر من002 جريح. حيث تصاعدت وتيرة الأحداث في العاصمة اليمنية صنعاء أمس بعد أن أمطر الأمن اليمني بالتعاون مع أفراد في ملابس مدنية مئات الآلاف من المتظاهرين في وسط صنعاء بوابل من الرصاص الحي و المطاطي و القنابل المسيلة للدموع من علي أسطح المباني و المنازل المطلة علي الميدان مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن34 قتيلا و إصابة نحو002 شخص, وذلك في أعنف مجزرة نفذها النظام ضد المتظاهرين اليمنيين منذ إندلاع ثورتهم من حوالي شهر تقريبا. ووصف شهود عيان مشهد المجزرة التي شهدها الميدان بمجرد انتهائهم من أداء صلاة الجمعة قائلين إنهم فوجئوا بوابل من الرصاص فوق رءوسهم, و أن القوات التابعة للنظام في ملابس مدنية كانوا يستخدمون ضدهم الأسلحة البيضاء و الحجارة. و أشار إلي أنه قبيل بدء إطلاق النار بلحظات كانت هناك طائرات هليوكوبتر تحلق في سماء الميدان.و قال الأطباء العاملون بالمستشفي الميداني الذي أقامه المتظاهرون في وسط الميدان لإسعاف إصاباتهم إن القتلي بينهم3 أطفال. ومن جانبها, أعلنت المعارضة اليمنية انه لم يعد هناك مجال للتوصل الي تفاهم مع الحكومة بعد أن فتحت قوات الامن وقناصة النار علي المظاهرات. وأدان ياسين نعمان الرئيس الدوري لتحالف المعارضة هذه الجرائم ودعا الرئيس علي عبد الله صالح الي التنحي. وكان صالح قد أعلن عن مبادرة حوار جديدة تشمل تشكيل مجلس وطني انتقالي و اعداد دستور جديد و إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. كما تشمل مبادرة صالح الحوار مع قيادات أحزاب المعارضة والحراك الجنوبي والحوثيين وممثلين للقبائل اليمنية لإيجاد مخارج من الأزمة الراهنة وتشكيل فريق واحد لدعم ونصرة ثورة الشباب وبما يضمن تحييدها من أي شكل من أشكال وأدوات النظام السياسي القائم بمكوناته الحالية. وإقترح صالح في تصريحات نشرتها صحيفة الأضواء المحلية معالجات فورية للأزمة اليمنية منها تشكيل مجلس وطني إنتقالي يمثل كافة ألوان الطيف السياسي في السلطة والمعارضة والشباب والحراك الجنوبي والحوثيين ومعارضة الخارج يكون من أولويات مهامه الدعوة والإشراف علي إنتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة نهاية هذا العام. وعرض تشكيل لجنة متخصصة بالتوافق لإعداد وصياغة دستور جديد في فترة لا تتجاوز09 يوما وبعدها تجري الانتخابات الرئاسية والمبكرة بحيث يكون من يترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة مختارا من قبل شباب الثورة وأن يكون من خارج مكونات النظام السياسي الحالي وأن يترك للشباب حق تكوين حزب سياسي لهم وألا تشارك الأحزاب والتنظيمات السياسية القائمة في الانتخابات النيابية القادمة ضمانا لنزاهتها وسلامتها. وإقترح الرئيس اليمني أن يظل المجلس الوطني الانتقالي مرجعية وطنية عليا برئاسة الرئيس الحالي أو من يتفق عليه أعضاء المجلس, كما تبقي الإعتصامات في ساحات التغيير كضمان لتحقيق مطالب المعتصمين وأهداف ثورتهم علي أن تقوم أحزاب المعارضة بالإنسحاب الفوري والكامل من هذه الساحات, ويقوم الجيش بمهمة حماية المعتصمين كما يقوم الرئيس المنتخب وبالتعاون مع المجلس الوطني ومجلس النواب المنتخب بتشكيل الحكومة الجديدة.