تشهد الساحة الفرنسية حالة حراك مكثف من شباب المصريين علي خلفية تداعيات ثورة25 يناير, فهناك المزيد من الاعلان عن تأسيس جمعيات شبابية كامتداد لحركات الشباب المصري بداخل الوطن الأم. غير ان الشيء المؤسف ان ما يصيب الشباب بالداخل قد انتقل الي شباب مصر في فرنسا من عدوي الفرقة فبدلا من التكاتف معا من أجل إقامة كيان شبابي مصري قوي واحد تقوم كل فئة منهم بتكوين جمعية مستقلة. بالرغم من ذلك لايمكن أن نفكر ان ما يقوم به أبناؤنا في فرنسا هو شيء مفرح. وللتعرف علي آراء هؤلاء الشباب كان ل الأهرام لقاء مع الشاب احمد اسماعيل باشا الذي ترك مصر بعد الانتهاء من دراسته واداء الخدمة العسكرية نظرا للظروف السيئة للبلاد, اسس احمد ومجموعة من الشباب المصري في باريس جمعية لشباب الثورة ويقول احمد جاءت تحركاتنا مبكرة قبيل اشتعال شرارة25 يناير حيث قمنا بتأسيس صفحة في بداية شهر يناير علي الفيس بوك تحت عنوان دعوة الي الجالية المصرية في باريس وذلك بعد تفجير حادث القديسين بالإسكندرية, واشار الي ان من أسس هذه الصفحة هي واحدة من ابناء مصر المولودين بفرنسا تدعي' ليالي يوسف'. ومن خلال التواصل علي هذه الصفحة علمنا الكثير عن حركة شباب6 ابريل والتعذيب الذي تعرض له خالد سعيد حتي الموت وبدأنا التعبير عن آرائنا, وبعد يوم25 يناير قامت زميلتنا ليالي يوسف علي الفور بالحصول علي تصريح بالمظاهرات والتنسيق مع جمعيات حقوق الانسان واستهلينا وقفتنا الاحتجاجية ضد النظام والتضامنية مع اخواننا في التحرير بميدان' سان ميشيل' بالحي اللاتيني وكنا قلة في باديء الامر اذ كان تعدادنا لا يتجاوز ال80 شخصا. ومن خلال هذا اللقاء بدأنا نتعرف علي بعضنا الأخر وننسق للمظاهرات المتتالية التي جابت أرجاء العاصمة وأمام السفارة المصرية بباريس. ويشير الناشط المصري احمد اسماعيل باشا الي تخاذل قدامي الجالية المصرية من المقيمين بباريس عن المشاركة معهم ناعتا إياهم بأتباع النظام الفاسد, ومشيدا بدور جمعيات حقوق الانسان بفرنسا والتي كانت توفر لهم اللافتات والأعلام المصرية وغيرها من المساعدات, فضلا عن حشد قوي المعارضة والنقابات الفرنسية. وابدي الشباب المصري امتعاضه من طريقة التعامل غير اللائقة تجاههم من قبل سفير مصر في باريس ناصر كامل الذي اهانهم حينما طلبوا من السفارة أعلام بلدهم.ويقول احمد باشا ان السفارة المصرية تهددهم بصفة يومية نظرا لاستمرارهم في إقامة المظاهرات امام السفارة للمطالبة برحيل السفير والقنصل لانهم من اتباع النظام ولم يقدموا اي خدمات لابناء المصريين بفرنسا بل كانوا يعملون لحساب الوزراء والحزب الحاكم وان معظمهم اتي للعمل في الوفد الدبلوماسي بباريس عن طريق هؤلاء الفاسدين. وأشار احمد الي انه حبس ليلة هو وبعض زملائه منذ يومين بعد ان تم القبض عليهم من قبل قوات الامن الفرنسية من امام السفارة بسبب بلاغ من السفير ضدهم مفاده انهم لا يحملون بطاقات اقامة شرعية في فرنسا, وتأتي مظاهرات الشباب المصري بباريس للمطالبة بحق التصويت من الخارج في الانتخابات الرئاسية معللا ان تعداد المصريين بالخارج لا يستهان به ويقدر ب15 مليون مصري حول العالم.وتشير الدراسات إلي أن40% من هؤلاء المغتربين في انجلتراوفرنسا والمانيا وايطاليا وامريكا يقيمون بطريقة غير شرعية لذلك لابد من مساعي وزارة الهجرة من اجل تقنين أوضاعهم. وفي الوقت نفسه كان لنا لقاء مع ناشطة مصرية شابة' جيرمين صلاح هريدي' ولدت في مصر وتعيش منذ طفولتها مع عائلتها في فرنسا تدرس الإعلام في احدي جامعات باريس أسست جمعية هي ومجموعة من أصدقائها علي اثر الاحداث التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة الهدف منها التواصل مع الوطن من خلال حفنة من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والسياسية. وتطمح جيرمين وفريق العمل المتعاون معها إلي مساعدة شباب المحتاجين بعدة برامج ينظم لها إلي جمع تبرعات واشياء عينية وإرسالها لمصر في اقرب وقت كما يأمل الجيل الواعد في بناء مدارس لأطفال الشوارع فضلا عن تكوين مؤسسة بداخل مصر تعمل علي مساعدة اهالي الشهداء الذين راحوا في ثورة التحرير. وفيما يخص مساعدة الشباب المقيمين للحصول علي إقامة غير شرعية تقول جيرمين استطعنا من حشد نخبة من شباب المحامين المصريين للقيام بالإجراءات القانونية في محاولة لتقنين أوضاعهم او مساندة الذين يحتاجون لمساعدات قضائية.