عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله والنصح لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم. وللتعريف بالراوي الأعلي لهذا الحديث يقول الدكتور عبدالغفار عبدالستار مدرس الحديث بجامعة الأزهر إنه الصحابي الجليل زين ابن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي وكان سنه يوم قدوم النبي عليه السلام مهاجرا من مكة إلي المدينة إحدي عشرة سنة فأسلم وهو صغير مع أهله وبورك بدعوة من رسول الله.. واستصغره النبي في غزوة بدر وغزوة أحد فلم يشهدهما وكانت شخصية هذا الصحابي المؤمنة تنمو سريعا وقد برع كمجاهد ومثقف متنوع المزايا فكان يتابع حفظ القرآن وكتابة الوحي لرسول الله ويتفوق في العلم والحكمة وكان النبي عليه السلام يطلب من زيد بن ثابت أن يتعلم بعض لغات الملوك والقياصرة فيتعلمها في وقت وجيز ليسهم في إرسال المكاتبات التي يبعث بها النبي عليه السلام للعالم الخارجي وبهذا تبوأ الصحابي مكانا في المجتمع الإسلامي وصار موضوع احترام المسلمين وقد روي أن زيد بن ثابت ذهب ليركب فأمسك ابن عباس بركابه فقال له زيد تنح يا بن عم رسول الله فأجابه ابن عباس.. لا هكذا نصنع بعلمائنا وقام زيد بجمع القرآن عندما كثر عدد الشهداء من قراء وحفظة القرآن في معركة اليمامة وكان ذلك بأمر خليفة رسول الله ابوبكر الصديق عندما قال لزيد إنك شاب عاقل لا نتهمك ونهض هذا الصحابي بالعمل الذي توقف عليه مصير الدين الإسلامي كله وأبلي بلاء عظيما في إنجاز أشق المهام وأعظمها ومضي يجمع الآيات والسور من صدور الحفاظ ومن مواطنها المكتوبه حتي انتهي من اعداده مرتبا ومنسقا.. وقال زيد وهو يصور الصعوبة التي شكلتها المهمة المقدسة والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن.