صلاح مرعي.. اسم قد لا يعرفه الكثيرون لكنه رجل كما عرفناه نحن ليس من هذا الزمان.. رجل يجيد إتقان عمله ويتفاني فيه فتشعل جذوة الاتقان بين كل من يعملون معه. رجل هادئ لا يسعي للأضواء.. ولا ينتابه الغرور أو الاستعلاء علي أحد. لذلك كنا نراه رجلا ليس من هذا الزمان الذي يتشدق فيها الآخرون بأشياء ليست من صنعهم... ويزعمون لأنفسهم بطولات لم يشتركوا فيها. وقد فارق الاستاذ صلاح مرعي الحياة منذ أيام.. وقد غمرني الحزن علي هذا الانسان النبيل الراقي الذي كنا نستفيد من تجاربه وخبراته في مجال الفن والديكور وإدارة مهرجان الإسماعيلية مع علي أبو شادي رئيس المهرجان. كان صلاح مرعي صديقا وزميلا لشادي عبدالسلام في رحلة فنية وإنسانية. وما أتعس الدنيا عندما يرحل عنها ذوي النفوس العظيمة.. تجد أن أشياء كثيرة فقدت معناها. لقد رحل صلاح مرعي عن دنيانا كما رحل شادي عبدالسلام.. لكن تبقي الذكري التي لا ترحل. هل تلغي الرقابة علي المصنفات الفنية.. دعوة ظهرت مع أحداث25 يناير.. وهي دعوة غريبة أو غريب أن ينادي بها في هذا الوقت بالتحديد.. فقد كانت الافلام لا تهدف الي شيء وليس لها قيمة معنوية أو فكرية.. هي افلام كانت للتسلية وفي الوقت نفسه تلغي عقل المتفرج او هكذا كان ظنهم حتي حدثت المفاجأة بثورة حقيقية مازالت ابعادها لم يستوعبها كثير من أهل الفن. والثورات تغسل العيوب الاجتماعية وتنهض بالهمم فيتطهر بها الفن. وقد كان الأولي بدلا من دعوة إلغاء الرقابة ليتشدق كل متشدق بالحرية أن يفكروا في الدعوة والافكار التي تناقش عيوب المجتمع ومحاسنه.. أن يفكروا في تقديم أفلام لها طابع اجتماعي كما كانت السينما المصرية في مجدها. لكن الدعوة لإلغاء الرقابة والكلام والديمقراطية شيء غريب يصدر من أصحاب افلام المقاولات في القرن الحادي والعشرين. يذكرني ما يحدث في مصر الآن بعد ثورة25 يناير بفيلم سياسي عرض في السبعينيات وهو فيلم( زد) إن الفيلم يتحدث عن الفساد في كل نواحي الإدارة والتي تكشفت للمحقق بعد مقتل نائب معارض. كان الفيلم يقدم الاحداث وهي تتوالي علي وقع دقات الالة الكاتبة وقد تعمد مخرجه كوستا جافراس ان يقول في بداية الفيلم ان اي تشابه في الاحداث والاشخاص مقصود الفيلم كان بطولة الممثل العالمي ايف مونتان وجان لوي ترينتينان في دور المحقق الذي صدم بكم الفساد وكان ضحيته وايرين باباس. إنه فيلم لكل العصورة كما يبدو.