بعد استقالة وزارة الفريق أحمد شفيق وتولي د. عصام شرف, لازال ميدان التحرير تتردد عليه الثوار, منهم من يطالب بتحقيق باقي مطالب الثورة من تغيير الدستور وإقامة مجلس رئاس مدني, وكثيرون آخرون لرفع مظالمهم. العشرات من المصريين يتوافدون يوميا من أنحاء القاهرة ومن الأقاليم الي الميدان أملا في لقاء احد المسئولين او العثور علي احد الصحفيين لعرض مشكلاتهم ومطالبهم. وبدلا من التوجه الي الحسين او السيدة نفيسة للصلاة والدعاء لفك الكروب وشكوي المظالم, أصبح الميدان هو قبلتهم. عنايات عيد, مطلقة ولديها4 أطفال تأتي كل يوم الي الميدان لتحكي قصتها التي تبدأ بسؤال( أعيش إزاي؟) أم لأربعة أطفال, في شقة مكونة من غرفة وصالة ينامون فيها علي الارض تدفع180 جنيها إيجارا شهريا وتقبض140 جنيها معاشا من الشئون الاجتماعية. عنايات ذهبت اكثر من مرة للمحافظ فتحي سعد تشكو من عدم القدرة علي اطعام أطفالها, لكن طردها كما تقول . طالبت بكشك استرزق من لكن قالوا لي ان الاكشاك للمساجين المفرج عنهم.. يعني لازم أسجن الاول وبعد الخروج من السجن أحصل علي كشك لإطعام أطفالي{ قولولي أعمل ايه؟ ولادي ينحرفوا.. أنقذوني. وبدلا من النذور والعطايا, يحمل زوار التحرير اللافتات كتبوا عليها مطالبهم خاصة الاميين منهم مثل السيدة التي كتبت اسم مأمورقسم المطرية وعدد من رجال الشرطة ممن يقومون بتهديد هم والحكاية انها كانت تعمل لدي احد لواءات الشرطة واشتكت من التعذيب والكي بالنار. وبدلا من اللجوء للنائب العام, حضر مجموعة من فلاحي الفيوم الي الميدان معهم مستندات تثبت استيلاء الوزير السابق يوسف والي علي اراضيهم كما يقول ابراهيم عبدالله. ومن الباجور منوفية اتي سامر شعبان للمطالبة بالتحقيق مع عائشة عبدالهادي ومحاسبتها لانها لم تراع حقوق المصريين في الخارج. ويقول انه عمل لسنوات مندوب مبيعات في السعودية اهين خلالها وعاني الامرين حتي يعود الي مصر وان السفارات المصرية لاتخدم المصريين الذين يساء معاملتهم. سلموني للترحيلات لانني مصري وأعادوني بدون ولاجنية, ولسه فيه اطباء مصريين في سجون السعودية لايسأل عنهم أحد: يقول سامر مطالبا بضرورة اتخاذ مواقف لانقاذ العمالة المصرية في الخارج المهدور حقها, ويقول وكمان احنا محتاجين شغل, بتتكلم عن تحسين الأجور, طيب من لا يعملون اصلا, حد فكر منهم؟ أما اسلام حسن فأتي ليطالب بضرورة انتخاب المحافظين, حتي لايكون الرئيس ولي نعمته. ولكل شأن يهتم به وأتي للميدان ليعبر عنه, أحمد ضابط يتمني ان يحدث اصلاح لاحوال الشرطة وان تصبح في خدمة الامن الاجتماعي لا السياسي. لازم يكون فيه امن في البلد, علشان كدة باقترح مصالحة بين الشرطة والشعب في الميدان. ليرد محمد السيد أيوه نحمي نفسنا لحد امتي؟ اما محمد وهو جزار فقد اتي الي الميدان ليطالب بحقه بعد اصابته بجرح اعاق يده عن العمل فذهب باحثا عن معاش اجتماعي قالوا له لما يكون عندك56 سنة فماذا يفعل ذو الخمسين عاما خلال هذه السنوات. مازهقنا سن الحرية مش ببلاش يرددها بعض الثوار وإلي جوارهم زوار ميدان التحرير الذي تحول الي ديوان مظالم خالد توفيق اتي من قنا ليطالب بعدالة اجتماعية في الصعيد, ورغم ان فيروز هي احد المشاركات في مشروع تنموي ألعنه وزارة الصحية دون ان تحصل مثل غيرها علي حقوقها المادية الا انها تري انه مش وقته والمهم نبني البلد في المرحلة الجاية وبعد كدة نحل مشاكلنا. البلد في انهيار يقولها احد الواقفين ويرد عليه آخر: إحنا مش موقفين حال البلد وعندما يري أحدهم سيدة ريفية تحمل لافته تطالب بتعديل الدستور.. يسألها: هوه انت ياحاجة عارفة يعني إيه دستور؟.. وتجيب: لما الدستور يتغير, كلنا هناخد حقوقنا.