شهدت تظاهرات الشباب الغاضب سواء علي الطبيعة أو في الفضائيات, وتأكدت ان معظم مطالبهم في تحقيق فرصة عمل مناسبة, وتخفيف حدة الأسعار التي تأكل في طريقها الأخضر واليابس, ثم العمل علي نشر العدالة بين الكبار والصغار قدر الإمكان.. هذه أهم الطالب وفي رأيي انه إذا نجح فريق إدارة الدولة في تحقيقها وهو الأمر غير الصعب إذا صدقت النيات فإن مصرستعود بلدا آمنا رخاء سخاء كما ارداها الله سبحانه وتعالي. وعلي كل مسئول في بلدنا ان يعرف جيدا حق الشباب علي الأمة وعلي المسئولين الكبار.. فها هو النبي محمد صلي الله عليه وسلم يسألهم ويستشيرهم في امور عديدة. وأهم قرار للنبي كان في اختيار أسامة بن زيد قائدا للجيش المسلم وعمره لايتجاوز18 عاما! اعترافا بقدره وقدرته, رغم ان بالجيش وقتها اسماء كبيرة وعمالقة من عظماء الإسلام يكبرونه بأعوام عديدة. أيضا النبي صلي الله عليه وسلم كان يناقش مشاكل الشباب ويدعو القادرين للإسهام في تزويجهم, وتقديم الدعم لهم, ليس من باب الصدقة أو الزكاة, بل تعريفهم بالسوق ليبدأوا فيها منه حياتهم العملية.. وليس موقف المهاجرين عنا ببعيد في مثل هذه الأمور. واليوم ومجتمعنا يعاني ازمة البطالة واختفاء فرص العمل المناسبة, وفي الوقت ذاته يعاني تخمة لافتة من رجال الأعمال والكسيبة من غير مجهود أو من يغني بفلوس الدولة وبنوكها وغيرها.. هل يمكن اتاحة فرص عمل مناسبة لنحو8 ملايين شاب مصري تخرجوا في الجامعات والمعاهد او حتي دون شهادة؟ اراني في حالة استغراب كامل لما يفعله المسئولون عن الزراعة في مصر يتقدمهم السيد الوزير السابق.. لو تقدم الشباب بطلباتهم للحصول علي أرض صحراوية لاستصلاحها وزراعتها كانوا يلاقون الامرين.. فلابد من تأسيس شركة برأس مال يفوق قدراتهم, وتعقيدات لايقدر عليها الشباب, في الوقت الذي يحصل فيه نفر قليل ممن يسمون انفسهم برجال الأعمال علي آلاف الأفدنة, يحولونها إلي منتجعات, يستخدمون المياه التي قد لاتكفي الغلابة وحدهم.. يبيعونها بالملايين والمليارات وقد لايسددون الضرائب, بينما يتم الحجز علي الملاليم التي منحتها اياهم البنوك أو الصندوق الاجتماعي كقرض بفائدة باهظة. والغريب ان السيد الوزير اياه لايلبث ان يصرح كل ساعة, بل كل دقيقة بأن ارض مصر لن تخصص لاحد, بل سيبيعها بالمزاد العلني الذي لن يقدر عليه الشباب. لو كنت مكان الوزير لمنحت ارض سيناء لشبابنا بالمجان, ولأنشات لهم شركة ترعاهم وتمدهم بالخبرة وتعرفهم كيفية التسويق والتصنيع بل والتصدير للمحصول.. هنا ستحصل الدولة علي حقها والشباب علي دخل متميز, وعمرنا سيناء وشغلنا شبابنا بالمنفعة. ولو كنت مكانه لكررت التجربة في كل صحراواتنا خصوصا في الصعيد الذي تزداد فيه البطالة بشكل لافت وتتحول إلي قنبلة موقوتة, ستنفجر في يوم من الأيام. إن خط الغاز الطبيعي الذي يبدأ من الجيزة إلي أسوان يمكن تعمير جانبيه بمشروعات صغيرة ومتوسطة لمصلحة الشباب, وذلك قبل ان ينتبه الحيتان إلي مميزانه ليستفيدوا هم ولايستفيد الشباب. أيضا لماذا لايعد كل محافظ مشروعا لإقامة مراكز توزيع للبضائع والصحف وغيرها في القري والكفور والنجوع يعمل بها الشباب الباحث عن فرصة عمل أو حتي المرأة المعيلة. يقدم لهم المحافظ قرضا بسيطا من بنك ناصر أو الصندوق الاجتماعي ويسدده الشاب علي اقساط شهرية وهذه وظيفة لاتحتاج إلي مجهود كبير. ولو كنت مكان الدولة لمنحت هيئة الأوقاف المصرية مساحة100 ألف فدان بالمجان, تستصلحها بما لها من خبرة في هذا المجال وتقدم قرضا للشباب وحدهم ويزيد عددهم في هذه الحالة علي مليون شاب بين عمل في الزراعة والتصنيع للمحصول وتسويقه وتصديره إذا لزم الأمر. ولماذا لايقوم رجال الأعمال ومعهم الدولة, لاقامة مراكز تدريب علي الصناعات والحرف والمهن يلتحق بها الشباب فيتعلمون الجديد ويصبحون قوة عاملة في سوق الاقتصاد؟! الأفكار كثيرة وعديدة وتتبقي الرغية الصادقة في التنفيذ والنية الخالصة المخلصة التي تحب مصر والوطن والمواطنين.. أليس كذلك؟ المزيد من مقالات سعيد حلوي