انتخابات النواب 2025.. بدء التصويت في دوائر الإعادة لليوم الثاني بسوهاج    استمرار الغلق الكلي لمحور 3 يوليو.. خبير مروري يكشف البدائل    أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025    استعراض تجربة مصر للحد من التلوث البحرى ومخلفات البلاستيك والأراضى الرطبة بcop24    الصين تساعد فلسطين ب 100 مليون دولار لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة    الاتحاد الكونغولي يخطر بيراميدز بموعد انضمام فيستون ماييلي لمنتخب بلاده    اعرف الأسعار فى أسواق الخضار والفاكهة اليوم الخميس 4-12-2025 فى المنوفية    رصد تماسيح في مصرف مائي بالشرقية.. وتحرك عاجل من المحافظة    لغز اختفاء أسرة من 5 أفراد فى ظروف غامضة بأسيوط    المنيا.. حين تعود عاصمة الثقافة إلى مسرحها الأول    تعليم البحيرة تصدر تعليمات مشددة للتعامل مع الحالات المرضية المشتبه بها داخل المدارس    عبد الحميد معالي يهدد بفسخ تعاقده مع الزمالك    استجابة ل «أهل مصر».. أول تحرك من «الأوقاف» بشأن تعديل القيم الإيجارية لأراضي الوقف    محافظ كفر الشيخ يوجّه برفع مستوى أمان طريق إسحاقة - السرو    مكتب نتنياهو: الرفات الذى تسلمته إسرائيل من حركة حماس يعود لمواطن تايلاندى    انخفاض فى درجات الحرارة....تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 4ديسمبر2025 فى المنيا    "مشهد لا يُنسى" بورسعيد تُشيّع بطلها الصغير يوسف محمد فى لحظات الدموع والدعاء والوداع .. إنهيار والدته وحزن أصحابه وذويهم.. والده يؤكد على الحضور: "بالله عليكو ما تسيبوا حق إبني".. فيديو و صور    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025    وزير الري يتابع أعمال وأنشطة هيئة المساحة ومقترحات تطويرها وحوكمة أعمالها    كأس العرب| منتخب فلسطين يلتقي تونس.. وسوريا في مواجهة صعبة أمام قطر    بعد إلغائه لغياب تقنية الVAR.. البدري ومصطفي في مواجهة حاسمة الليلة بنهائي كأس ليبيا على ستاد القاهرة    الأحفاد جمعتنا، إعلامية شهيرة تفاجئ حسن شحاتة داخل المستشفى (صور)    «ما تسيبوش حقه».. نداء والد السباح يوسف محمد خلال تلقى العزاء (فيديو وصور)    استشهاد 6 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    قناة دي فيلت: إذا لم تجد أوكرانيا المال لتغطية عجز الميزانية فستواجه الانهيار الحقيقي    نائب وزير المالية: تمويل 100 ألف مشروع جديد للانضمام للمنظومة الضريبية| فيديو    الصحة: خدمات شاملة لدعم وتمكين ذوي الهمم لحصولهم على حقوقهم    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بمرض السرطان    دراما بوكس| بوسترات «سنجل ماذر فاذر».. وتغيير اسم مسلسل نيللي كريم الجديد    وزير الخارجية الفنزويلي: استقبلنا رحلات جوية حملت مواطنين مرحلين من الولايات المتحدة والمكسيك    تسريب «ويتكوف أوشاكوف».. مكالمة تهز الثقة بين أمريكا وروسيا!    أحمد حمدي يكتب: هيبة المعلم    جمال شعبان يُحذر: ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للفشل الكلوي في مصر!| فيديو    نجاح جراحة دقيقة لمريض يعاني أعراضًا تشبه الجلطة في الجانب الأيسر    لا خوف من الفيروسات.. الصحة توضح سبب شدة الأعراض في هذا الموسم    محمد رجاء: لم يعد الورد يعني بالضرورة الحب.. ولا الأبيض يدل على الحياة الجميلة    موعد صلاة الفجر.....مواقيت الصلاه اليوم الخميس4 ديسمبر 2025 فى المنيا    أكسيوس: إسرائيل تحذر من استئناف الحرب في حال استمرار تسلح حزب الله    حظر النشر في مقتل القاضى "سمير بدر" يفتح باب الشكوك: لماذا تُفرض السرية إذا كانت واقعة "انتحار" عادية؟    حريق بجوار شريط السكة الحديد بالغربية.. والحماية المدنية تُسيطر على ألسنة اللهب    أحدهما دخن الشيشة في المحاضرة.. فصل طالبين بالمعهد الفني الصناعي بالإسكندرية    اليوم، آخر موعد لاستقبال الطعون بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    وليد صلاح الدين: لم يصلنا عروض رسمية للاعبي الأهلي.. وهذا سبب اعتراضي على بسيوني    ماكرون يستعد لإعلان تعديلات جديدة على العقيدة النووية الفرنسية    مشاجرة بين طالبات وزميلتهم تتحول إلى اعتداء بالضرب عليها ووالدتها    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية، راحة سريعة بطرق آمنة    هل يجوز لذوي الإعاقة الجمع بين أكثر من معاش؟ القانون يجيب    الحكومة: تخصيص 2.8 مليار جنيه لتأمين احتياجات الدواء    احذر.. عدم الالتزام بتشغيل نسبة ال5% من قانون ذوي الإعاقة يعرضك للحبس والغرامة    قناة الوثائقية تستعد لعرض سلسلة ملوك أفريقيا    آثار القاهرة تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    تصادم موتوسيكلات ينهى حياة شاب ويصيب آخرين في أسوان    الشباب والرياضة: نتعامل مع واقعة وفاة السباح يوسف بمنتهى الحزم والشفافية    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‏.‏ محمد غنيم: موقعة البغال سبب نجاح الثورة
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 03 - 2011

اتخذ من محرابه الطبي منصة للنضال‏,‏ كان يعالج ويداوي ما أفسده النظام طيلة السنوات الثلاثين الماضية‏,‏ اختار المشرط علاجا‏,‏ والقلم سيفا‏.‏ كان صباحا يمسك مشرطه ليداوي جراح مرضاه ومساء يمسك قلمه ليداوي جراح مجتمعه‏.‏ نأي بنفسه عن النظام‏,‏ وحصن محرابه من محيط الفساد الضارب بجذوره في كل المستشفيات والجامعات المصرية‏,‏ ضرب أروع الأمثلة في الإدارة الطبية‏,‏ فنال مركزه شهرة عالمية‏.‏
كان الأروع والأفضل في تداول السلطة‏,‏ فما أن وصل إلي السن القانونية حتي أسلم الراية لمن يخلفه دون توريث أو تدليس‏.‏
إنه العالم المصري المرموق الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي في مصر والشرق الأوسط‏,‏ الذي فتح قلبه ل شباب التحرير متحدثا عن الثورة وأهدافها ووسائل اكتمالها‏..‏ وتاليا نص الحوار‏:‏
الأهرام‏:‏ كنت تدير مركزا طبيا مرموقا كيف نطبق هذا النموذج بمصر ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ النجاح في المركز هو نجاح تكتيكي‏,‏ وليس نجاحا استراتيجيا‏,‏ بمعني أنه جاء عن طريق مبادرة فردية‏,‏ ودور الفرد في التاريخ مهم‏,‏ ولكن يجب أن تتحول هذه المبادرة وهذه الآليات إلي عمل مؤسسي حتي تصير قانونا‏,‏ فالجامعات والمستشفيات الجامعية يجب أن تسير علي أهداف وطرق واضحة‏,‏ بحيث إذا غاب الفرد المؤسس لا يختل عمل المؤسسات‏.‏
الأهرام‏:‏ ولكنك كنت تدير مركزا ناجحا وسط العديد من فساد المؤسسات خاصة الجامعية ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ الجامعات يجب عليها أن تتقوقع وتبتعد عن جميع مؤسسات المجتمع‏,‏ لأنها هي رأس حربة التقدم‏,‏ فهي من تخرج المدرس والمهندس والباحث والمفكر وغيرهم‏.‏
الأهرام‏:‏ دائما ما تطالب بوجود أستاذ كرسي يتم اختياره وفق أسس أكاديمية بحتة‏,‏ لماذا لا يكون لدينا مجلس يسمي مجلس حكماء يضم أساتذة الكرسي في كل مجال تكون مهمته وضع استراتيجيات وسياسات ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ لاما نع من وجود هذا المجلس ولكن قبل عمله يجب أن نعلم أن الجالسين علي مقعد الوزارة حاليا وسابقا يعلمون مفردات وآليات العمل الجامعي الصحيح‏,‏ لكن السابقين كانوا يعملون من خلال مواءمات أدت إلي تدهور الجامعات والبحث العلمي تدهورا شديدا‏.‏
الأهرام‏:‏ هناك تعديلات دستورية تمت وأخري في الطريق ما رأيك في هذه التعديلات؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ في رأيي أننا نحتاج الي تغيير دستوري وليس تعديلا‏,,‏ فالتعديلات المطروحة تختص بحالة واحدة فقط حتي الآن وهي الرئاسة‏,‏ ولم يحسم أمر الانتخابات البرلمانية بعد‏,‏ فهل سيبقي المجلس كما هو‏50%‏ عمال وفلاحين‏,‏ ما هو شكل الانتخابات هل بالقائمة النسبية أم بالنظام الفردي‏.‏
فالتغيير الدستوري يؤدي إلي الاستقرار أكثر من التعديل‏,‏ لأن التعديل ستتبعه مناقشة ثم استفتاء‏,‏ كما أنه بعد انتخاب رئيس جديد ومجلس شعب جديد سيتم تغيير دستوري تتبعه أيضا مناقشات ثم استفتاء‏,‏ وكل ذلك لا يؤدي الي الاستقرار‏.‏
فنحن نحتاج تغييرا في الدستور مرة واحدة فقط‏,‏ ويبقي بعد ذلك سنوات مديدة‏,‏ فالفقهاء الدستوريون يقولون إن هذا العمل وهو التغيير قد ينجز في فترة وجيزة نسبيا من‏9‏ الي‏12‏ شهرا‏,‏ وهو وقت بخس في سبيل استقرار مصر علي المدي الطويل وما يربط ويحكم كل هذه الفترة الوجيزة هو بيان دستوري أو دستور مؤقت من‏10‏ الي‏12‏ نقطة يضبط إيقاع عمل اللجنة الرئاسية والوزارة‏.‏
الأهرام‏:‏ ما حدث في‏25‏ يناير لم يتوقعه أحد أو يتخيله فماذا عن رؤيتك أنت ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ هناك سببان‏,‏ وقتي وزمني أدت الي هذه الثورة‏:‏
فالوقتي‏:‏ ماحدث يوم‏23‏ يناير في احتفال عيد الشرطة‏,‏ حيث كان المشهد غريبا جدا‏,‏ بلغ فيه الزهو والتسلط وإبراز القوة المفرطة أعلي درجاته‏,‏ وكان رد الفعل في‏25‏ يناير جيدا‏,‏ ولعب الحظ في هذا التوقيت دورا كبيرا‏,‏ وأنا هنا في المنصورة في هذا اليوم حينما نزلت إلي الشارع أدركت وأيقنت أن شيئا مهما جدا سيحدث‏,‏ وتأكد لي ذلك من خلال خروج كل الناس في مختلف ميادين مصر‏,‏ وكان الشعار في الصباح هو‏(‏ خبز‏?‏ عدالة‏?‏ حرية‏)‏ لكن الناس تاكدت أنه لا خبز ولا عدالة ولا حرية‏,‏ وأن الطريق إلي هذه المطالب يكون من خلال التغيير السياسي‏.‏
أما السبب الزمني‏:‏ فهو أن التغيير بدأ في مصر من خلال حالة تراكم‏,‏ فأول حركة حقيقية نزلت الي الشارع كانت حركة كفاية‏,‏ ثم تلاها حركات أخري كأطباء بدون حقوق‏,‏ ومهندسون بدون نقابة‏,‏ وحركة‏6‏ ابريل وكلنا خالد سعيد وجبهة التغيير بعد وصول البرادعي‏,‏ ومظاهرات واحتجاجات فئوية طيلة الصيف الماضي‏,‏ وواكب ذلك وكان موازيا له فساد ضارب في الحكومات السابقة‏,‏ ثم كنيسة القديسين‏,‏ وقبلها الطامة الكبري‏:‏ انتخابات معيبة ومزورة بشكل فج‏,‏ والغريب أن اعضاء الحزب الوطني والرئيس السابق كانوا يشيدون بعرس الديمقراطية‏,‏ وهو ما ألهب المشاعر وأججها‏,‏ فالمناخ كان فيه تراكم متزايد‏,‏ وكما نعلم أن التراكم الكمي يعقبه تغيير نوعي‏,‏ إذ لم يبق إلا شرارة تشعل البنزين الراكد تحت السطح‏,‏ وتبين علي الطبيعة أن نزول الشعب الي الشارعوبكثافة وإصرار يستطيع أن يغير نظاما سلطويا ومن ثم كانت الدعوة الي‏25‏ يناير‏.‏
الأهرام‏:‏ من كان السبب في نجاح الثورة حتي الآن ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ خطاب الرئيس الذي قال فيه‏'‏ إنني لم أكن أنتوي الترشيح‏'‏ فقد سبب انفراجة نسبية‏,‏ وحدث نوع من التراخي لدي البعض علي اعتبار أن هناك استجابة لبعض المطالب‏,‏ ولكن من حسن حظ مصر أن حدثت موقعة البغال في اليوم التالي‏,‏ وهنا تأكد دون تردد أن المطلب الأساسي هو إسقاط النظام‏,‏ واستمر هذا المطلب حتي تحقق في‏11‏ فبراير‏.‏
الأهرام‏:‏ وهل حققت الثورة أهدافها ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ هناك ثورة‏,‏ ولكنها ثورة غير مكتملة‏,‏ فالثورة لها تعريف وهو أن يقوم البعض بإسقاط النظام‏,‏ ثم تقوم النخبة بالوصول إلي السلطة‏,‏ فمن ذا الذي قام بالثورة‏:‏ هو الشعب‏,‏ أي الشباب أولا كرأس حربة متقدم‏,‏ ثم التف حولهم الشعب‏,‏ إذن يجب لاكتمال الثورة أن يقوم بالوصول إلي السلطة عن طريق انتخاب ممثلين له انتخابا حرا نزيها يستطيع أن يراقبهم وأن يغيرهم دوريا‏,‏ ومن المؤكد أن هناك مشكلات سوف تعترض هذا الطريق‏.‏
الأهرام‏:‏ قبل تنحي الرئيس مبارك بأسبوع صرح بأنه يريد أن يرحل ولكنه يخشي الفوضي‏,‏ فهل ما نراه الآن مخطط ومدبر له ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ مصر منذ‏1954‏ لم تعرف حرية الرأي‏,‏ ولم تعرف الاختلاف السياسي‏,‏ ولا تداول السلطة‏,‏ فمن المتوقع أن يحدث تغير مؤقت في الشخصية‏,‏ حيث يعتقد كل فرد أنه طالما تغير النظام وسقط‏,‏ فإن بإمكانه أن يغير ويسقط أي شخص‏.‏
الأهرام‏:‏ وهل هذه فترة مؤقتة ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ نعم‏,‏ فترة مؤقتة‏.‏
الأهرام‏:‏ إذن كيف نحكم السيطرة عليها ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ نحن الآن في مرحلة انتقالية‏,‏ وحتي تهدأ هذه الاوضاع هناك حزمة من المطالب تتمثل في الآتي‏:‏
حكومة انتقالية مقبولة يكون علي رأسها رجل دولة ليس له طموح سياسي بعد هذه الفترة‏.‏
ثانيا‏:‏ علي المجلس العسكري أن يقبل تكوين مجلس رئاسي يضم عسكريين من المجلس الأعلي وشخصيات مدنية ممن لهم توافق عام‏,‏ واذا كانت هذه الفكرة مرفوضة فهناك فكرة بديلة وهو مجلس حوار مؤسس‏.‏
الأهرام‏:‏ وماذا عن الاحتجاجات والمطالب الفئوية ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ في هذه المرحلة وتعدد المطالب الفئوية يجب أن نأخذ موقفا حاسما‏,‏ فهذه المطالب منها مطالب شرعية ومنها مطالب فيها نوع من التجاوز والتزايد‏,‏ ولابد هنا من عمل فرز لهذه المطالب‏,‏ فالمطالب المشروعة تتمثل في النواحي المادية وتثبيت العمالة وغيرها‏,‏ وهي مطالب عادلة وأقرتها المحكمة بوضع حد أدني للأجور‏,‏ وعندما أتحدث عن حد أدني للأجور فيجب أن أتحدث عن حد أقصي للدخول بالقطاع العام والحكومة‏,‏ فلا يصح أن يأخذ رئيس مجلس إدارة مؤسسة مليون جنيه ومؤسسته مديونة‏,‏ ولا يصح أن تأخذ الفنانة غادة عبد الرازق‏8‏ ملايين جنيه عن مسلسل والتليفزيون مديون‏.‏
الأهرام‏:‏ وخلال هذه الفترة هل من حلول ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ نعم‏,‏ أن تتم الدعوة بشكل عاجل لإنشاء صندوق إنقاذ وطني‏,‏ فيطلب من رئيس البنك المركزي فتح صندوق يتم فيه تلقي تبرعات من الداخل والخارج وهو من متطلبات المرحلة وهو مطلب عاجل لابد من تنفيذه‏.‏
الأهرام‏:‏ برأيك هل الانتخابات القادمة سواء رئاسية أو برلمانية ستفرز ديمقراطية حقيقية ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ سبق أن ذكرت حزمة المطالب‏,‏ وقلت إن هناك فترة تتطلبها تنفيذ هذه الحزمة‏,‏ وهي من‏9‏ إلي‏12‏ شهرا‏,‏ وهي فترة مهمة جدا‏,‏ وذلك حتي تستطيع القوي الديمقراطية بمختلف تياراتها أن تنزل إلي الشارع وتقيم مؤتمراتها وتطرح برامجها علي الناس‏,‏ حيث لم يكن هذا متاحا من قبل في ظل وجود أمن الدولة‏,‏ ولابد من تغيير قانون الأحزاب‏,‏ ويكون ذلك عن طريق الإخطار‏,‏ فورقة تذهب الي الداخلية وأخري الي الشهر العقاري‏.‏
الأهرام‏:‏ مع إنشاء الإخوان حزبا سياسيا هل من الممكن أن يصلوا إلي الرئاسة ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ الإخوان فصيل سياسي مهم في مصر‏,‏ وهذا يتوقف علي مجهوده ونشاطه وعقلانيتة وقدرته علي الاقناع لجميع القوي السياسية‏.‏
الأهرام‏:‏ ولهذا تقربت منهم واشنطن ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ علي المصريين ألا ينظروا إلي أي عامل خارجي‏,‏ فمسألة التقارب أو التباعد مسألة لا تهم‏,‏ فالديمقراطية هي المحدد الرئيسي‏,‏ من خلال وجهة النظر السياسية وبرنامجهم السياسي‏.‏
الأهرام‏:‏ هناك من يري أن نجاح الثورة محل شك نتيجة القلاقل السياسية والاقتصادية التي تسبب فيها الشارع الغاضب ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ هذا يتوقف علي ما يعرف بالنخبة لتحريك الشارع في الاتجاه الصحيح للبوصلة‏.‏
الأهرام‏:‏ هل أنت مع محاكمة مبارك ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ لابد من محاكمته ماليا‏,‏ فأنت تستطيع تجميد الاصول المادية في أي دولة‏,‏ لكنك لا تسطيع الحصول عليها إلا بحكم محكمة‏,‏ فلابد من وجود إثبات أن هذه الأموال ناجمة عن ممارسات فاسدة‏,‏ أما الأسباب السياسية فهذه قصة أخري‏,‏ فما يعنيني بالدرجة الأولي هو التطلع إلي أفق جديد‏,‏ ومصر جديدة وتنافسية‏.‏
الأهرام‏:‏ من ترشح لرئاسة الدولة ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ أنا لا أرشح أشخاصا معينيين‏,‏ ولا أنتخب شخصا بعينه‏,‏ ولكن البرنامج هو من انتخبه وأرشحه‏.‏
الأهرام‏:‏ ولكن هناك أسماء يتم تداولها كمرشحين للرئاسة ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ استطيع أن أقول لك أن هناك بعض الاسماء التي يتداولها الناس‏,‏ فهناك من أعلنوها صراحة كحمدين صباحي وأيمن نور وعمرو موسي‏,‏ وهناك مرشح محتمل وهو الدكتور البرادعي ولم يتضح موقفه بعد‏,‏ إذ إنه حين سئل عن ذلك قال‏:‏ الحمد الله عملت اللي علي‏,‏ نحن قمنا بالتغيير‏,‏ وأنا لا اتطلع الي أي منصب‏,‏ ثم تراجع وقال منذ أيام إنه ممكن أن يترشح إذا أراد الشعب ذلك‏,‏ وهو أمر محير‏,‏ إذ كيف لي أعرف أن الشعب يريدني دون انتخابات‏,‏ فهل أقوم بعمل استفتاء أولا لمعرفة رأي الشعب‏,‏
الأهرام‏:‏ وماذا تفسر هذا الموقف من جانبه ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ دكتور البرادعي رجل رائع جدا ويفكر بشكل عملي‏,‏ لكنه ظلم نفسه وظلمنا‏,‏ أتعب نفسه واتعبنا‏,‏ وذلك بغيابه الكثير‏,‏ فهذا الرجل لو كان منذ فبراير الماضي ظل مقيما في مصر وجعلها القاعدة وكانت سفرياته الخارجية مجرد زيارات لكان الآن هو المتحدث الرسمي والوحيد باسم الثورة‏,‏ ولكن رجوعه بعد‏48‏ ساعة من قيام الثورة بعد غيبة طويلة في الخارج خلقت أزمة‏,‏ وهو رجل يتمتع بذكاء شديد‏,‏ وربما شعر بتراجع في شعبيته‏,‏ فقال هذا الكلام عن ترشحه من عدمه‏.‏
الأهرام‏:‏ وما رأيك فيمن رشح الكتور زويل كمرشح توافقي ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ من طرح هذا الطرح لم يبين أسباب التوافق‏,‏ ولماذا هو مرشح توافقي‏,‏ فهو طرح غير موضوعي‏,‏ لكنه لم يكن ليقدر أن يقول هذا الكلام قبل الثورة‏,‏ فقد ترتعش يده إذا قال هذا الكلام‏,‏ فالدكتور زويل قد يكون مرشحا جيدا‏,‏ لكنني انتخب برنامجا وليس أشخاصا‏,‏ فزويل تركيبته العقلية تغيرت‏,‏ فهو عاش ما يقرب من أربعين سنة في
مناخ حريات ودمقراطية‏,‏ وتستطيع أن تختلف معه وتقنعه أو يقنعك‏,‏ وهو شخصية دولية تستطيع الاتصال برؤساء الدول في الحال‏,‏ والمدخل الحقيقي لأي عملية نهضوية بمصر هو التعليم والبحث العلمي‏.‏
الأهرام‏:‏ هل تعتقد أننا سنكون أسير رجل واحد أيضا في المرحلة المقبلة ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ الرئاسة القادمة ليست زعامة‏,‏ فنهرو وعبدالناصر وتيتو وستالين عهدهم ولي وانتهي‏,‏ فحتي لو كنا في إطار جمهورية رئاسية لن نكون أسري رجل واحد‏,‏ فأوباما لا يستطيع تمرير قوانين بمفرده‏,‏ فهناك مؤسسات تحكم عمله‏,‏ فأيا كان الشخص الذي سيحكم مصر لابد أن يحاط بمؤسسات تساعده‏,‏ فبرغم وجود الوزارة والبرلمان بمجلسيه هناك أمر آخر مهم جدا وهو المجلس الاستشاري للرئيس وهؤلاء يجب أن يكونوا خارج العملية التنفيذية‏.‏
الأهرام‏:‏ ماذا عن تعيين وزراء من المعارضة في حكومة تسيير الأعمال فهل هي سياسة استبدال وجوه فقط ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ هذه المرحلة لا تحتاج إلي سياسات جديدة فقط تبتعد عن السياسات القديمة‏,‏ فأي استراتيجية جديدة لمصر لابد أن تكون منبثقة عن حكومة جديدة منتخبة‏,‏ والوزراء الجدد من المعارضة الهدف منهم تجميل الحكومة بينما في الحقيقة هو‏'‏ حرق‏'‏ هؤلاء أمام الشعب‏.‏
الأهرام‏:‏ هل الاحزاب الحالية سوف تذوب ؟
د‏.‏ غنيم‏:‏ بالتأكيد وسوف تنشأ أحزاب جديدة‏,‏ ولابد لحزبي الوفد والتجمع خاصة من تكثيف وجودهما في الشارع وبذل الجهود التي تمكنهما من الاستمرار‏,‏ وتغيير القيادات التي عليها علامات استفهام‏,‏ أما الحزب الوطني فعليه أن يختفي أطول فترة ممكنة‏,‏ فبعض قيادات الحزب الوطني كان عليهم أن يخلوا ويختفوا وأن يكفوا عن القيام بأعمال قذرة أو تمويلها‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.