هناك تحديات كثيرة تواجه المجتمع وخصوصا بعد ثورة25 يناير, وأهم هذه التحديات يتمثل في الحفاظ علي مكتسبات الثورة والحفاظ علي أمن الوطن, والتصدي لكل من يحاول العبث بمستقبل الأمة. وهذه المطالب مسئولية كل أفراد المجتمع لكن تقع مسئولية أكبر علي علماء الدين في توعية الناس بمخاطر تلك المرحلة الحرجة, الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية يقول: المؤكد أن التوعية بالحفاظ علي أمن وإستقرار الوطن وحمايه مكتسباته مطلب ديني ودستوري ومجتمعي يتوجب علي كل منا أن يقوم به, وإذا كانت منظومة الثورة الشعبية قد كسرت حاجز الخوف وحطمت قيود الإستبداد والظلم والمهانة, فإن تحقيق هذه المطالب يستلزم الوعي بطبيعة المرحلة والظروف المحيطة بهذا الإنجاز الذي تعطر بدم الشهداء وتضافرت من أجله كل القوي الوطنية المخلصة, ويستلزم مواصلة النجاح علي هذا الطريق أن يكون هناك التزام ديني ووطني بالوعي بأهمية المحافظة علي أمن وأمان هذا الوطن والعمل معا علي إقامة نظام رشيد يحفظ للمجتمع هويته ووحدته, ومن هنا يكون الواجب علي الجميع الحذر من المخططات التي تبغي الإنقلاب علي الثورة وإجهاض مكاسبها وأن نتيقظ لما يدور حولها ويندس بين صفوفها بغية إنكسارها لا قدر الله ووقف مسيرتها, وهذا يفرض علي الأغلبية الساحقة التي قامت بالثورة وشاركت فيها بشكل مباشر أو غير مباشر أن تنحاز للمصلحة العامة وأن تقف بالمرصاد لمخططات ومكائد هذه القلة الحاقدة التي تهدف لخنق وحصار هذا البعث الإيماني الذي صنعه الشعب وأرادت به المشيئة الإلهية أن تضع به نهاية الفساد والطغيان, وأشار إلي أن التوعية بضبط وترشيد مسيرة الشعب وصولا لبعث أمة وإصلاح وطن وتجنيبه أهوال المخاطر والفتنة مطلب شرعي خوطبت به الأمة وطلبه الإسلام فقال تعالي وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون وهذه الأية كانت بقصد أخذ الأهبة وإعداد العدة لتوقي الأخطار ودفع المفاسد, ولا شك أن القيام بهذه التوعية المخلصة يؤدي إلي تفويت الفرصة علي أعداء الدين والوطن ويأتي هذا بالتزويد بالوعي الصحيح والتصدي والحد من الأغراض الخبيثة والمقاصد الشريرة للقلة الحاقدة التي تحاول إجهاض الثورة, وذلك بالثبات علي الأمن والوئام تحت راية المصلحة العامة وحماية ما تحقق من منجزات ومكتسبات والتحلي بفضيلة الصبر والتحمل لتحقيق الغايات النبيلة من أجل إنهاء المظالم والانطلاق علي طريق الإصلاح والتقدم والديمقراطية الحقة وتجديد المسيرة الحضارية والرائدة التي يتوقعها الكثير ممن يعرفون قدر هذا الشعب والمخزون الإيماني والحضاري المتغلغل في أعماق الشخصية المصرية, كما ينبغي إتاحة الفرصة والصبر والتحمل بعض الوقت لتحقيق ذلك دون إلتفاف عليها أو النيل من هذه المطالب لكونها ركيزة للسلام والأمن الاجتماعي.