خلصنا من الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان, طلع لنا الراجل اللي واقف ورا يوسف القرضاوي..! الراجل اللي شايله الشمسية في جمعة الانتصار والاحتفال بقي عضو مجلس أمناء الثورة, والراجل اللي ماسك له الميكروفون بقي شيخ مشايخ المليونية. , وواحد معدي والقناة الأولي بتصور, صار متحدثا رسميا, يطالب وينذر ويهدد, ويتحدث باسم الشعب علي الهواء مباشرة, وصحفي انتهازي منحط المفردات والسلوك, صار بطلا قوميا ينتظر وضع صورته بجوار اسمه في لوحة الشرف, لمجرد أنه يسب رئيس تحرير جريدة قومية, علي سبيل تصفية الحسابات القديمة. .. كل هذا ودم الشهداء الذين يتاجرون به لم يجف, بعضهم مازال في ثلاجات المستشفيات ولم يسلم لذويه, وبعضهم لم يمض علي جنازته أسبوع( أومال علي الأربعين هاتعملوا إيه؟؟) كلما رأيتهم في التليفزيون, قلت لنفسي: الفيلم ده أنا دخلته قبل كده! أتذكر الناصر صلاح الدين و(الراجل اللي واقف ورا ريتشارد قلب الأسد).. أطلق عليه السهم المسموم, وبعدها كان أول من يقف أمام خيمته يصرخ في الجموع( دم ريتشارد لن يضيع..). وأتذكر مسرحية حسن عابدين( شفيق ياراجل), كلما ظهر الأستاذ( أمين ثوري عضو ائتلافي) قائلا في بجاحة: ها أنا ذا.. تتساءل في نفسك أو تسأله: وحضرتك تبقي مين بقي يا عم الائتلافي؟ وما هو دورك أصلا في الثورة؟ فيجيبك علي طريقة( شفيق ياراجل): عارف اللي كان ماسك العلم في ميدان التحرير؟ عارف اللي كان بيهتف( الشعب يريد إسقاط النظام)؟ طب فاكر اللي كان معلق يافطة( يسقط يسقط حسني مبارك)؟ طب شوفت اللي كان بيطبل بعد خطاب التنحي وبيغني( يا جمال قول الحق بابي حرامي ولا لأ)؟! ستقول له ببساطة مصر كلها كانت في ميدان التحرير, ومليون واحد كانوا بيغنوا وبيهتفوا وماسكين علم مصر, من كنت فيهم حضرتك؟ فيرد بكل برود: ما همة دول بقي اللي كانوا معايا يومها!! ياشباب( الائتلاف) المخلصين, ويا مجلس الأمناء الثوريين, يا كل من أعطي لنفسه بدون مناسبة حق الكلام باسم الملايين, يا أيها المتكسبون بدم الضحايا والشهداء: حيلكم حيلكم.. إن كان علي الدعاية كلنا ولامؤاخذة بنطلع في التليفزيون, ولو علي البيانات, احنا أحسن من يكتب ويوقع بالنيابة عن الجميع, و(الائتلاف) احنا اللي بدعناه, والشماسي مفيش أكتر منها, سمعني سلام: دقوا الشماسي, ووحياة قلبي وأفراحه, واللي يحبنا مايضربش نار.