ليس المعتقلون السياسيون وحدهم, هم الذين يعانون الظلم والقهر والحرمان من الحرية, ولكن سجون مصر تمتلئ بمعتقلين اخرين شاءت وزارة الداخلية ان تجعل منهم مجرمين رغم أنوفهم, وان تدمرهم وتدمر اسرهم وتسرق اعمارهم خلف قضبان السجون دون مبرر او سبب مفهوم. أحد هؤلاء المعتقلين هو أيمن محمد عطية عمران من قرية كوم النور مركز ميت غمر دقهلية والذي تم اعتقاله في شهر ابريل عام2010, لمدة ثلاثة شهور فقط, وكلما انتهت مدة الاعتقال يقوم رئيس مباحث مركز شرطة ميت غمر بتجديد قرار اعتقاله مرة اخري. يقول شقيقه محمد عمران: في شهر ابريل2010 كان شقيقي أيمن عائدا من اليونان بتأشيرة خروج رسمية وعند وصوله إلي مطار القاهرة اكتشفت السلطات أنه سافر إلي اليونان بطريقة غير شرعية فأخذوه إلي شرطة المطار, ومنها إلي مباحث أمن الدولة, ومن أمن الدولة إلي البحث الجنائي في ميت غمر, وبعد شهر كامل من اخضاعه للتحقيق عن كيفية سفره, ولماذا سافر, ورغم تأكدهم من أنه مجرد مواطن لم يجد في بلده فرصة عمل كريمة, ولم يعثر علي عقد عمل شرعي في أي بلد في الدنيا, فقام بالهجرة غير الشرعية إلي اليونان مثل الاف الشبان المصريين ورغم ذلك كله أصر رئيس مباحث ميت غمر علي عدم الافراج عنه. ويضيف محمد عمران ان رئيس المباحث لم يعرض شقيقه علي النيابة العامة ولم يحله للمحاكمة, وانما فعل ذلك بموجب قانون الطوارئ وبعد انتهاء فترة اعتقاله الاولي عاد ايمن عمران إلي مركز الشرطة تمهيدا للافراج عنه, وقد شعرنا خلال الأيام الاولي من عودته بأن رئيس المباحث لاينوي الافراج عنه, فقمنا بابلاغ النيابة العامة, وقد انتقل رئيس النيابة الي مركز الشرطة للبحث عنه والافراج عنه ولكن رئيس المباحث قام باخفاء ايمن عمران وقضينا اياما عديدة نبحث عنه دون جدوي وفي النهاية علمنا انه عاد إلي سجن برج العرب, بموجب قرار اعتقال جديد. انه الأمر الذي تكرر مرة ثانية, هكذا يوضح شقيق ايمن عمران, ويضيف انه عرف من شقيقه ان هناك المئات من المعتقلين دون أسباب في سجن برج العرب, وان كل هؤلاء المعتقلين لديهم اسر وأبناء واطفال ويتساءل: لمصلحة من هذا التدمير لمئات والاف الاسر؟ وماهو هدف وزارة الداخلية من اختطاف الالاف من المواطنين واعتقالهم دون مبرر؟ وماهي حكاية الثلاجات اي الأماكن السرية التي يتم اخفاء المعتقلين فيها حتي لا تصل اليهم النيابة العامة؟ انها اسئلة تظل دون اجابات حتي الان.. نطرحها نحن بدورنا علي وزير الداخلية الجديد, وعلي رئيس الوزراء نفسه, وليتهما ان ينتبها الي ان الاعتقال الجنائي والاعتقال دون اسباب, كان يمثل في عهد حبيب العادلي احد اهم مصادر الثروة الحرام لبعض كبار وصغار ضباط الشرطة.