الاستاذ/ منير فخري عبد النور.. وزير السياحة الجديد بعد التحية.. بداية اكتب إليك هذا الخطاب المفتوح بعد ساعات من توليك مسئولية وزارة السياحة لأهنئك ولأقول لك مبروك علي المنصب الجديد أو علي وجه الدقة علي هذا الحمل الثقيل ولأتحدث معك حول قضايا الساعة في قطاع السياحة.. فقد جئت الي هذا المنصب أو المسؤلية في توقيت صعب جدا حيث تواجه السياحة المصرية أسوأ وأكبر أزمة في تاريخها.. ولذلك دعني أقول لك الآتي: أولا ان مصر تخسر حاليا من30 إلي40 مليون دولار يوميا بسبب توقف حركة السياحة الأجنبية والعربية الوافدة إلي مصر منذ أحداث ثورة25 يناير أي أننا خسرنا حتي الآن وعلي مدي شهر تقريبا نحو مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مع العلم أن مصر العام الماضي حققت14.7 مليون سائح و12.5 مليار دولار. ثانيا: رغم هذا الانهيار في السياحة وأرقامها إلا انني متفائل بقدرة السياحة المصرية علي تجاوز هذه الأزمة بشكل تدريجي بل وسريع بعد أن بدأ الاستقرار يعود إلي الشارع المصري لأن السياحة كما هو معروف لا تزدهر إلا مع الاستقرار والآمان. ولأن السائح الأجنبي والشركات الأجنبية تدرك بالطبع أن ما حدث في مصر لم يكن موجها للسائح ولم يتعرض سائح واحد لأي أذي طوال أيام الثورة.. ويتواكب مع ذلك شغف كبير بالسائح لزيارة مصر ورغبة قوية من الشعب المصري في عودة السياحة.. بل إن هذه الثورة خلقت فضولا في العالم كله لكي يأتي السائح إلي مصر ليتعرف أكثر علي هذا الشعب وهذا الشباب الذي صنع اعظم ثورة شعبية بيضاء في التاريخ وعلي هؤلاء المصريين الذين يصنعون تاريخا جديدا الآن تماما كما فعل اجدادهم الفراعنة وقدموا للانسانية اعظم تاريخ وأروع حضارة.. وهو ما يجعلنا نتفاءل بشكل كبير علي قدرة مصر علي تجاوز الأزمة مع الصيف المقبل. ثالثا: لقد كتبت علي هذه الصفحة الخميس قبل الماضي مقالا بعنوان الوصايا العشر طرحت فيه10 نقاط يجب أن نعمل علي تنفيذها فورا لعودة السياحة خاصة من أوروبا التي تشكل الحركة القادمة منها نحو70% من مجمل الحركة العالمية إلي مصر وقلت ان الغردقة وشرم الشيخ والبحر الاحمر بشكل عام يستأثر أيضا بنحو70% من اجمالي الحركة إلي مصر ولذلك كانت أولي الوصايا العشر التي يجب أن تتحرك فيها من اليوم هو التنسيق مع وزارة الخارجية لمخاطبة بعض الدول التي مازالت تضع قيودا أو تحذيرات علي السفر إلي مصر وأن نعمل علي اخراج البحر الاحمر فورا من هذه التحذيرات إلي أن تستقر كل الاوضاع في مصر. رابعا: هناك نقاط أخري مهمة للتحرك في اطار عودة السياحة وهي قضايا فنية مثل دعم الطيران الشارتر أو تغيير حملات مصر الاعلانية الدولية وحملات العلاقات العامة وبرسائل جديدة عن مصر وكذلك التفاهم والتعاون مع وسائل الاعلام الدولية الكبري من صحف وقنوات تليفزيونية وكذلك أصحاب شركات السياحة العالمية الكبري لزيارة مصر ولعدم رفع برامج مصر من البيع ويتواكب مع ذلك كله الاشتراك في المعارض السياحية الكبري الدولية ولحسن الحظ إن أكبر معرض أو بورصة للسياحة في العالم سيكون9 مارس المقبل في برلين والتي تعد قمة العالم السياحية ويحضرها كل وزراء السياحة في العالم وبالتالي من الضروري التواجد بقوة مع القطاع الخاص والتأكيد علي أن مصر جاهزة لاستقبال وعودة التدفق السياحي اليها من جديد. خامسا: لتحقيق هذا الهدف القومي وهو عودة السياحة.. أري أن الطريق إلي تحقيقه لابد أن يبدأ من الداخل.. أي لابد من اعادة ترتيب البيت السياحي من الداخل.. في وزارة السياحة القابعة في برج مصر للسياحة بميدان العباسية.. فالطريق إلي عودة السياحة يجب أن يبدأ من العباسية.. بمعني أن هناك مجموعة من الملفات والهيئات والقطاعات في وزارة السياحة تتطلب تدخلا عاجلا لتصحيح الاوضاع الخاطئة التي توطنت فيها في السنوات الاخيرة دون الدخول في التفاصيل وذلك حتي نتفرغ جميعا للهدف الاكبر وهو عودة السياحة وازدهارها من جديد. سادسا: علي سبيل المثال ان احدي المشكلات الكبري في وزارة السياحة بالعباسية في السنوات الاخيرة كانت في قطاع الشركات فهذا القطاع تسبب رئيسه أسامه العشري في أكبر عملية فشل إداري في الوزارة خاصة ما يتعلق بقضية تنظيم الحج والعمرة وصندوق الحج والعمرة والملايين التي خرجت منه وهناك ايضا قضايا تراخيص شركات السياحة وحوادث النقل السياحي.. ولعل كل ما يثار في الصحافة الان من فساد في وزارة السياحة وتحقق فيه الاجهزة خرج من هذا القطاع واعتقد أن الأجهزة الرقابية تحقق الأن في مخالفات عديدة في هذا القطاع منها علي سبيل المثال أوجه الانفاق غير المعقول علي بعثات الحج والعمرة ولن أزيد في ذلك.. فعندي الكثير.. إن هذا القطاع يحتاج إلي مشرط جراح يستأصل منه كل الامراض الخبيثة. سابعا: في الطريق إلي عودة السياحة ايضا حتي ينصلح حال البيت من الداخل هناك هيئة تنشيط السياحة في برج مصر للسياحة بالعباسية وهي الاساس في تنشيط السياحة إلي مصر.. ولكن للأسف استطاع رئيسها عمرو العزبي أن يحولها إلي هيئة مرتبكة وذات رؤية معدومة للتنشيط والتخطيط الاستراتيجي للسياحة المصرية بعد ان الغي اللجنة العليا للتنشيط التي كانت تضم كبار الخبراء ولابد من اعادتها في هذه الأزمة. ايضا تدعي الهيئة كذبا انها سبب زيادة ارقام السياحة إلي مصر العام الماضي مع أن منظمة السياحة العالمية تقول إن السياحة زادت في كل العالم بأكثر مما زادت مصر. ان أوجه الانفاق في هذه الهيئة تحتاج إلي اعادة نظر وهو ما تقوم به الاجهزة الرقابية طوال الاسبوع الماضي للبحث في كيفية انفاق نحو60 مليون دولار علي حملات الدعاية والعلاقات العامة وعلي حملات مشتركة مع شركات اجنبية محددة لصالح وكلاء في مصر وعلي مؤتمرات تنظم في مصر وتدفع فيها الهيئة للأسف مبالغ طائلة لشركات مصرية تسرق الهيئة بحجة التنشيط وعلي حفلات ومؤتمرات تافهه في مصر وخارجها مثل بطولات الجولف الوهميه في المانيا علي سبيل المثال. الاغرب من هذا ان رئيس الهيئة ضرب عرض الحائط بكل القوانين وترك بعض مديري مكاتب الهيئة بالخارج نحو8 و10 و12 سنة بل يحاول التمديد لبعضهم حاليا لأنهم أقارب مسئولين أو شخصيات عامة. أو إعادة بعضهم إلي الخارج مثل أميمة الحسيني المستشارة الأعلامية للوزير السابق رغم انها قضت قبل ذلك12 عاما في نيويورك أو مثل محمد قناوي الذي يحاول التمديد له في سويسرا.. وكذلك ماجد أبو سديره في مدريد وخالد رامي ورشا العزايزي في لندن وتامر مرزوق في ألمانيا رغم كل ما يقال عن الانحرافات في الانفاق في هذا المكتب.. وغيرهم. ان ذلك كله خلق حالة غليان في هيئة تنشيط السياحة.. وينتظر العاملون بها من يعيد لهم حقوقهم. ثامنا: يبقي في إطار تصحيح الاوضاع في وزارة السياحة قضية في غاية الأهمية وهي قضية اتحاد الغرف السياحية الذراع الثانية للوزارة في قطاع السياحة والذي يمثل القطاع الخاص. فبالطبع الذراع الأولي هي أجهزة الوزارة وهيئاتها وان كنا لم نتحدث اليوم عن هيئة التنمية السياحية فهذه لها حديث اخر طويل.. اما الذراع الثانية وهي الغرف الشركات والفنادق والسلع والمحلات والغوص وكذلك الاتحاد.. فهي تعاني من مشكلة يجب حلها حيث كان قد صدر حكم المحكمة الادارية العليا بحل مجالس إدارات الغرف والاتحاد ولم تنفذه الوزارة حتي الان ولابد من حسم هذه القضية فورا احتراما لاحكام القضاء وتنفيذ الحكم حتي ينضبط العمل في هذا القطاع ويتطلع الجميع لعودة السياحة ونبذ الخلافات. وأخيرا: رغم انني حاولت الاختصار إلا انني تشعبت في قضايا عديدة ولكنها مهمة في هذه المرحلة فالطريق إلي عودة السياحة وازدهارها الذي هو الهدف الاكبر.. يتطلب جهودا كبيرة وفكرا متطورا ومنظومة علمية.. وقبل ذلك كله وبعده.. اصلاح البيت من الداخل.. اقصد تصحيح كل الاوضاع الخاطئة في وزارة السياحة القابعة بميدان العباسية. *الاستاذ/ منير فخري عبد النور.. عذرا عن الاطالة.. ولكن للضرورة أحكام.. ومرة ثانية.. مبروك عليك منصب وزير السياحة.. وإلي أن نلتقي لك تحياتي مع دعواتي لك بالتوفيق [email protected] المزيد من مقالات مصطفى النجار