زئير الأخرس لم يكن مبالغا من وصف العقيد القذافي بالجنون فقد أكدت المجازر الرهيبة التي يمارسها ضد الشعب الليبي أنه مجنون وسفاح, وأن ابنه سيف الإسلام(38 سنة) الذي التقيت به مرة منذ أربعة شهور في ندوة بالأهرام حاول أن يعطينا فيها صورة بأنه شاب ثوري ويخالف أباه إلا أنه أثبت أنه أكثر جنونا فقد ذكر أنه سيخوض المعركة ضد الثائرين إلي آخر رصاصة في الجيش! المجنون القذافي الكبير وقد اختفي منذ يوم الجمعة لم يكتف بالمرتزقة الذين استوردهم من افريقيا ليحموه وأعطاهم حرية اطلاق الرصاص علي كل من يصادفهم بما في ذلك الجنازات, بل أمر طائراته ومدفعيته بقصف الشعب الغاضب بالطيران ليصبح قائد أكبر مجزرة ضد الشعوب. أعرف عقدة القذافي التي يعاني منها اليوم فهو يعتبر نفسه نوعا آخر غير البشر الذي ننتمي اليه وقد صنع لنفسه ميداليات وأوسمة تحتل مساحة نصف صدره مثل جنرالات الجيش الكبار الذين خاضوا الحروب دون أن يخوض في حياته معركة واحده سوي الاستيلاء علي حكم ليبيا, وفي مختلف زياراته يرفض أن يقيم كما يقيم الآخرون ويصحب معه خيمته وناقته, وأي لقاء يكون فيه يترك الجميع ساهمين ويرفع رأسه إلي أعلي ويحلق بعيدا تاركا الكل أمامه حائرين بينما هو يعتبر نفسه الفيلسوف الحكيم صاحب النظرية الثالثة والكتاب الأخضر والنهر العظيم وملك ملوك إفريقيا, ولهذا فإن عقدته إحساسه وابنه قال ذلك فعلا أن ليبيا, ليست مصر وتونس وأنه ليس مبارك وزين العابدين, فالمشكلة ليست الشعب الليبي وإنما الأهم أن يؤكد لذاته مهما كان الضحايا أنه ليس مثل اللذين استسلما لإرادة الشعب وخرجا. هذا حاكم لم تعاني بلاده يوما من الفقر بل علي العكس لكنه استولي علي ثروته الضخمة التي اعتبرها سرا أخفاه علي الشعب, وبدلا من أن يرفع مستوي شعبه جعله أفقر شعوب العرب في الوقت الذي راح يبدد المليارات علي نزواته في تدبير المؤامرات وتمويل أعمال الارهاب الدولية, لقد تصور القذافي أن إستسلام الشعب الليبي لدكتاتورية42 سنة أفقدته النطق وقد ظنناه شعبا أخرس واليوم نسمع ويسمع العالم زئير هذا الشعب الذي حتما سينتصر! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر