محمد علي عنز : طالب الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان الشباب بإنهاء الإعتصامات داخل المصانع والشركات وأن يعودوا إلي أعمالهم وأن يديروا دفة العمل بجد وصدق وأمانه مؤكدا أنه ليس من المروءة ولا من الدين أن نغلب المطالب الشخصية والفئوية علي المصلحة العليا للبلد, موضحا أن الإعتصامات تؤدي إلي مزيد من الخسائر تضاف إلي المليارات التي خسرتها البلاد في الأيام الماضية, مؤكدا أن الشرفاء يجب أن يعطوا مصر الآن التي طالما أعطتهم الكثير والكثير حتي نستطيع أن ننهض ببلدنا مرة أخري. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقد بمسجد الحصري بمدينة6 أكتوبر وسط حشد كبير من الشباب يقدر بالآلاف حيث امتلأت أرجاء المسجد عن آخره بالمصلين وقام بعض الشباب بالوقوف علي المنبر وشبابيك المسجد إضافة للأعداد الكبيرة التي احاطت بالمسجد لسمع الدرس, واضطر الشيخ محمد حسان للخروج من المسجد أثناء صلاة العشاء لشدة الزحام بالمسجد وتكالب الشباب علي مصافحته. وناشد الشيخ حسان رجال الأعمال أصحاب المليارات أن يعطوا الآن لمصر كما أخذوا منها طيلة السنوات الماضية حتي نستطيع أن تخرج من الأزمة التي تمر بها البلاد, وأن يغنوا مصر عن المعونة الأمريكية لتعيش مصر في عزة وكرامة. وأكد علي أن الحرية في الإسلام حرية مسئولة ومنضبطة, وليس حرية متخلفة.. فليس معني أن نسيم الحرية هب علينا أن تتحول هذه الحرية إلي فوضي وأن تترك الألسنة تلقي التهم جزافا دون بينة أو دليل فتصيب أناس أبرياء, ويحدث تراشق بالألقاب وتصفية للحسابات علي شاشات الفضائيات وعلي مواقع النت, الأمر الذي يجعل كل فرد في المجتمع متهم أو مهدد بالاتهام إذ لا رقيب علي الإنسان اليوم إلا الله. وأوضح أن من سنن الله الثابتة والتي لا تتبدل ولا تتغير سنة أخذ الله للظالمين وإن طال الزمان.. فالأمة التي ينتشر فيها الظلم أمه لا قدسية لها, أمة محكوم عليها بالخذلان والخسران.. أما الأمة العادلة فهي أمة محكوم لها بالقيام.. فالله عز وجل يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ولا يقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة.. والبعض يتوهم أن الله عز وجل يهمل ولكنه سبحانه وتعالي يستدرج الظالمين بإنعامهم فيتمادون في بطشهم وظلمهم حتي إذا أخذهم لم يفلتهم قال صلي الله عليه وسلم:( إن الله ليملي للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته, قال ثم قرأ:( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القري وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد), فليس أحد أغير علي الحق وأهله من الله عز وجل وليس أحد أغير علي الظالمين المستضعفين منه سبحانه, وإذا رفعت إليه دعوة مظلوم يرفعها إليه جل جلاله ثم يقسم بعزته أنه سينصر تلك الدعوة ولو بعد حين.. فقد ثبت في الصحيح أنه صلي الله عليه وسلم قال:( واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب), وفي رواية أخري:( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل علي الغمام, يقول الله تعالي: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين), فالباطل مهما انتفخ وانتفش في فترة من الفترات فإنه غير غالب, وأن الحق مهما انزوي وضعف في فترة من الفترات فإنه غير مغلوب, فالمؤمن الصادق يعلم علم اليقين هذه الحقيقة الكونية الثابتة التي قررها الله بذاته وأكدها بنفسه جل وعلا في قوله في سبحانه:( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا), وقال تعالي:( بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون). وتعجب الشيخ حسان من نسيان الظالمين أنهم حتي ولو طال بهم الزمن سيقفون يوما بين يد الله عز وجل.. لكن الإنسان الظالم المغرور ينسي أن الله عز وجل يأخذه ويعاقبه في الدنيا قبل الآخرة.