كانت حياة رسولنا عليه الصلاة والسلام ثورة إصلاحية بجميع المقاييس العصرية في كل المجالات الحياتية, الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وخلافه, ثورة علي الاستبداد والفساد والجهل والتعصب ولذلك كان لابد لرسولنا من استثمار كل امكاناته وخصوصياته لانجاز هذه الرسالة الثورية. لقد اختص المولي سبحانه رسولنا عليه الصلاة والسلام بالتكريم وكثير من المنح والقدرات مقارنة ببقية الانبياء الذين يناديهم سبحانه في القرآن بأسمائهم يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة. يا نوح اهبط بسلام, يا موسي اخلع نعليك, يا عيسي أأنت قلت للناس,, ولكنه سبحانه ينادي رسولنا في القرآن بلقبه يأيها النبي والله سبحانه لم يقسم بأي من الانبياء الا برسولنا,, لعمرك أنهم لفي سكرتهم يعمهون.. ولقد بشر عيسي برسولنا ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ولم يبشر موسي بعيسي عليهما السلام. كما تم تأهيل رسولنا ربانيا, روحيا وماديا, بداية بحادثة شق الصدر حيث جاءه جبريل فاخذه وشق صدره واستخرج من قلبه حظ الشيطان ثم غسله بماء زمزم وصولا للتأسيس القرآني الشامل, كان خلقه القرآن.. كل ذلك تكريما لقدره ودعما لامكاناته لاصلاح أحوال البشرية في كل المجالات الحياتية. صحيح أن هذه المنح والقدرات الالهية كانت خاصة برسولنا لكن الثمرة والفوائد كانت ومازالت عامة لكل البشرية, حتي زواجه بتسع نساء كان بجميع المقاييس ليس لمتعه زوجية ولا رفاهية شخصية بل زيجات دعوية لتوسيع محيط رسالة الاسلام. ونتيجة ذلك اتفق المؤرخون والباحثون من غير المسلمين علي أن رسولنا هو أعظم شخصية في التاريخ بكل المقاييس. ولذلك فمنتهي المراد في توجيه العباد هو العبرة لكل المصريين, مدنيين وعسكريين, كأفراد وجماعات ومؤسسات وهيئات, أن نقتدي بتفعيل جوهر الرسالة النبوية لاصلاح الاحوال المصرية قبل أن ننشغل بمظهر الاحتفالات الموسمية.. استرشادا بالمدلول الحضاري للاية الكريمة.. وابتغ فيما أتك الله الدار الآخرة.. أي أن الواجب شرعا علي كل منا, استثمار كل المنح الالهية مثل الامكانات الشخصية والمناصب الرسمية والمجتمعية, الروحية والمادية والاجتماعية والسياسية والعلمية وخلافه في اتجاه الاخرة بتفعيل النشاط الخاص والعام المهني والتطوعي لاستهداف التغيير الي الافضل.