محمد فتحي عبدالعال: وإبراهيم عمرانكانوا يعبرون عن آرائهم بشكل سلمي مثل بقية شباب الثورة إلا أنهم لم يذهبوا للميدان وتجمعوا في مكان قريب من محطة مترو جامعة القاهرة لا يبعد كثيرا عن قسم بولاق الدكرور وذلك في بداية يوم52 يناير الماضي, وكانت هتافاتهم سلمية سلمية إلا أن ضباط مباحث القسم برئاسة هاني شعراوي ومعاونيه أصروا أن يجعلوها معركة حربية أدت إلي مقتل تسعة من أبناء منطقة بولاق الدكرور من بينهم4 ضحايا في منطقة أبو قتادة التي يقع القسم في دائرتها ومما يدعو للأسي والحزن وجود طفلين أقل من عشر سنوات بين هؤلاء الضحايا وهناك العديد من التقارير الطبية التي تثبت حالات هؤلاء الضحايا بالاضافة الي شهادات الوفاة. أسماء هؤلاء الضباط أو أمناء الشرطة تقترن في أذهان أهالي بولاق الدكرور بالإرهاب في المعاملة والرشاوي والاتاوات المفروضة وإسم رئيس المباحث يثير الرعب في نفوسهم وخاصة بعدما قاموا به من قتل للشباب والأطفال. لم تكن الاجراءات التي اتخذتها الدولة مرضية لهم وكلهم أمل في أن يستردوا حقوق أبنائهم وذويهم وأن يتم معاملتهم بشكل آدمي من قبل هؤلاء الضباط واقترح أحدهم أن يقوم وزير الداخلية اللواء محمود وجدي بعلاج أفراد الشرطة نفسيا قبل الاحتكاك بالمواطنين ومن بين مطالبهم أيضا تغيير أسماء الشوارع التي كان يسكن بها الشهداء لتسمي باسمهم كنوع من التكريم والتعويض. في البداية يصف أشرف أمين مدرب لياقة بدنية وأحد أهالي منطقة أبو قتادة ماحدث في52 يناير بأنه لم يكن إلا خروج بعض الشباب للتعبير عن رأيهم بشكل حماسي مثلما كان الوضع في التحرير ويضيف: فوجئنا بهجوم بعض أبناء بولاق الدكرور علي القسم ونحن نري مايحدث ونشبت مشادات بين الطرفين علي بعد حوالي005 متر عن القسم وسقط العديد من الشباب تم نقلهم لمستشفي بولاق الدكرور وذلك بعد إطلاق النار بشكل عشوائي في الجزء العلوي من الجسد حيث تركزت الطلقات في الرأس والصدر فهناك من أصيب وهو يقف بجوار اوتوبيس علي بعد200 متر وهناك أيضا أحد أفراد أمن مترو الأنفاق من توفي داخل محطة المترو أثناء أداء عمله وهو بعيد عن القسم حيث كان هناك هجوم كاسح من أفراد مباحث بولاق الدكرور الذين تعاملوا بكل قسوة مع الشباب. بدأوا في البداية برصاص مطاطي ورصاص حي عقب ذلك وعند توجهنا بالضحايا والمصابين لمستشفي بولاق رفض مديرها الدكتور سيد غزالة تسليمنا تقارير طبية تفيد أسباب الاصابة أو الوفاة لأنه كان أحد عناصر النظام وعندما تجمهر الأهالي بذلنا قصاري جهدنا للحصول علي هذه التقارير الموثقة وكان رد فعل أهالي الضحايا أن أحرقوا القسم في اليوم الثاني وتم تهريب المساجين. ويطالب أشرف بتغيير معاملة الضباط والأمناء داخل أقسام الشرطة تجاه المواطنين وهناك مبادرة من أفراد قسم بولاق لذلك, وبالأخص مع أبناء منطقة أبو قتادة بعدما حدث من قتل ولأنها من أكثر المناطق التي عانت الظلم والفساد في المحسوبيات والرشوة وأكد أن أهالي المنطقة ليسوا ضد الحكومة ولا يستطيعون الاستغناء عن الشرطة وكل مانرغب فيه هو الاستقرار بعيدا عن التجاوزات التي كانت تحدث من أمناء الشرطة ضد أبناء المنطقة فأبناء الأحياء الشعبية ليسوا في حاجة إلا للمعاملة الطيبة. وأوضح أن مطالبة أهالي الضحايا بحقوق أبنائهم سوف تختلف من شخص لآخر فهناك من يرضي بقضاء الله وقدره وهناك من يرفض ذلك ويسير في الخطوات القانونية للحصول علي حقه. سقط يحيي شريف في زهرة شبابه وهو لايزال في العشرينات من عمره ويتحدث والده الحاج يحيي عما حدث قائلا: شارك شريف 22 سنة مع زملائه في المظاهرات يوم82 يناير ووصلوا حتي محطة مترو الجامعة وفوجئوا بقنابل مسيلة للدموع تلقي عليهم وحدوث هياج بين المتظاهرين وأصيب برصاصة عيار36 ملم ونقلناه لمستشفي بولاق وتوفي في الاستقبال وظل يومين في ثلاجة المستشفي, وعند استلامنا لجثته لم نجد أي وكيل نيابة وعندما ذهبنا لطبيب الصحة رفض إخراجه إلا بعد استقرار الأوضاع وكان هناك حوالي8 حالات أو عشرة وكتب في التقرير طلق ناري في العين اليسري نتيجة إطلاق ضباط مباحث قسم بولاق الدكرور لوابل من الأعيرة النارية بشكل عشوائي علي هؤلاء الشباب وقنابل مسيلة للدموع. وعندما أخبرني أنه سوف يشارك في المظاهرات لم أمنعه من إبداء رأيه ولكني طالبته بأخذ الحيطة والحذر ولم أعرف وجهتهم أثناء تجمعهم ووصف والد الشهيد شعوره وقت تنحي الرئيس السابق بأنه كان بالغ السعادة علي الرغم من فقده لفلذة كبده وشعر بأن هناك تغييرا قد حدث وكان لتوه مشاركا في مسيرات ميدان التحرير تدعيما للثورة ولشهداء ويدعو الله أن يولي من يصلح واحتسب ابنه شهيدا من الأبرار. وعلق قائلا: إن ماحدث نتيجة لظروف تكاتفت في وجه الشباب منعتهم من العمل وانعدمت فرص الزواج فكان ماحدث طبيعيا كما أن ابني لم يكن يعمل بعد أن قام بجولات كثيرة علي أعمال كثيرة ولم يكن قرار وزير المالية الأخير بصرف0051 جنيه معاشا لأسرة كل متوفي مرضيا له حيث أن دماء الأبناء لا تقدر بثمن. لم يكفهم مافعلوه في حق هذه السيدة التي لا ذنب لها بمشاركة في المظاهرات بل أجبروني علي عدم تعليق لافتة بها اسمها هكذا بدأ أشرف عبدالعزيز سائق في إحدي الشركات حديثه عن زوجته الشهيدة مهيرة خليل زكي 04 سنة التي توفيت وهي في مسكنها أمام قسم بولاق الدكرور حيث كانت الأسرة في الطابق السفلي وعند سماع الأحداث توجهنا لشقتنا وخرجت الفقيدة بعد أن تم القاء القنابل المسيلة للدموع داخل الشقة فتوجهت للخارج لمعرفة ما يحدث فرأت أحد الشباب يقتل أمام عينيها, فصرخت لكي ينقذه الناس إلا أنها لحقت بها رصاصة موجهة من أعلي قسم بولاق الدكرور لتستقر في صدرها وتحولت حياتنا لجحيم أنا وأولادها الأربعة. ويطالب زوجها بالقصاص العادل خاصة وأن هناك من عرض عليه أموالا كثيرة من ضباط القسم لكي لا يتحدث في الموضوع ورضي بما حدث إلا أنه رفض كل محاولاتهم وكله أمل أن تكون الحياة أكثر كرامة لنا, وأضاف أنه تقدم ببلاغ رقم831 إلي النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود الذي أحال القضية لمحكمة الجيزة الكلية وطالب المسئولين بأن يتركوه يعيش هادئا مع أولاده بعيدا عن أعين المخبرين الذين يتبعون خطواته بشكل دائم. لم يكن لأسرته سواه, يكد من أجل توفير لقمة العيش لهم, إلا أن القدر شاء أن يفقد حياته خلال عمله علي التوك توك الخاص به وهو الشهيد مجدي محمد حسن 92 سنة ويصف هشام علي ابن خالته ما حدث بقوله: كان الفقيد يعمل سائقا لتوك توك لكي يقوم بتلبية مطالب أسرته خاصة أن والده مسن وكان مجدي عائلا لأسرته المكونة من والدين وأخ أصغر لم يبلغ سن الرشد بعد وفاة صغيرة, وفي ليلة يوم الجمعة كان يساعد أحد الركاب في النزول فأصيب بطلقتين احداهما في الفخذ والأخري في قصبة القدم, مما أدي إلي فصل الرجل بأكملها وتوفي في الحال وذلك عن طريق أفراد المباحث عمرو فاروق وأحمد بكري وعبده عمران ورئيس العصابة كما يسميه هاني شعراوي, وأضاف أننا رضينا بقضاء الله وقدره. ويضيف: هؤلاء الأمناء كانوا يتعاملون مع الناس كما لو كانوا من كوكب آخر يجب أن ينفذ كلامهم حرفيا, وفرضوا اتاوات علي بعض المقاهي, وتساءل عن سبب قتل من في القسم لهؤلاء الشباب وطالب بتطبيق العدل حتي يعيش أبناء المنطقة في سلام, وناشد وزير الداخلية بضرورة تغيير أساليب تعامل الداخلية مع المواطنين والقضاء علي الرشاوي وسرد العديد من الحالات التي كانوا يقومون بها في التعامل مع أهالي المنطقة واختتم حديثه قائلا: عوضنا علي الله لا نرغب إلا في العدل. وأضاف منفعلا: عند استلام جثمان الشهيد كنا ندور في حلقة مفرغة وظللنا أكثر من ست ساعات حتي نري كل الضحايا وكان فيهم2 مجهولين وكتبوا في التقارير أنهم حاولوا تخريب البلاد وقلب نظام الحكم, ولكي نستلمهم كتبنا إقرارا علي أنفسنا واندهش من المبررات الواهية التي ساقها بعض الأطباء ضعاف النفوس وتناسيهم الأدوار التي قام بها أباطرة الفساد الذين يسقطون يوما بعد آخر. ومن ناحية أخري يقول مختار علي عبدالحافظ سواق ما نرجوه هو المعاملة الحسنة من ضباط الشرطة, ويشكو كثيرا من هاني شعراوي رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور الذي دمر كرامة المواطنين في دائرة القسم, ولفق آلاف التهم للأبرياء طيلة سنوات عمله واعتدي علي حرمات الناس, وأطلق أمناء الشرطة والبلطجية علي الآمنين لتقاضي الاتاوات منهم, ولم تمنعه وزارة الداخلية من ارتكاب ابشع الجرائم في حق الناس, وكل ما نرجوه الآن هو إحالته للتحقيق والتفتيش في مصادر ثروته. محمد الرملي 23 سنة يعمل طباخا كان أحد المشاركين الذين بلغ عددهم051 فردا في المظاهرات التي نددت بالنظام السابق في منطقة أبوقتادة يقول: إنه كان مع زملائه في مكان لا يقترب كثيرا من قسم بولاق الدكرور, وشاهد رئيس المباحث يقوم بتوجيه المرشدين لكي يواجهونا بالأسلحة البيضاء والعصي, كما اطلق رجال مباحث القسم قنابل مسيلة للدموع وطلق ناري مما أثار حفيظتنا وقذفناهم بالحجارة, وتساقط العديد من الشباب يوم52 يناير, وأصبت بقطع ثلاثة أوتار في يدي اليمني, ولم أجد أي مستشفي يعالجني في ذلك الوقت لعدم وجود الخيط الطبي الذي يعالج حالة, وأضاف أنه شعر بالانتصار لنفسه وأبناء جيله عقب سقوط النظام الفاسد وأبدي استعداده للمشاركة في أي اعمال ايجابية ترفع من اقتصاد الوطن, ويأمل الرملي أن تختفي الرشوة والفساد حتي تسير الحياة بشكل طبيعي ويشعر كل مواطن بقيمته. ويلتقط الحديث خالد إبراهيم 30سنة يعمل سائق بوصفه ما حدث قائلا: أثناء إصلاحي للسيارة التي أعمل عليها هرعت إلي انقاذ احد المصابين, ولكن دخان القنابل المسيلة للدموع كان كثيفا وقام أفراد القسم بنقل جثة أحد المتوفين بعيدا عن أعين المتظاهرين مما جعل الأهالي يشتعلون غضبا ويثورون علي القسم وتم توجيه طلقات نارية غزيرة من ضباط المباحث علي الأهالي خاصة بعد وفاة شاب آخر. وشاء الله ان أصاب بطلق أسفل الرئة استقر في الظهر مما أضطرني لإجراء عملية جراحية بها03 غرزة طبية, ومما زادني سخطا أن التقرير الطبي الخاص بي تم اصداره بشكل عشوائي لا يوضح اصابتي بطلق ناري وذلك في مستشفي قصر العيني التي تعاني إهمالا جسيما في القسم المجاني وشاهدت معاملة سيئة تجاه مرضي آخرين, وتم نقلي للمنيل الجامعي ودفعت فاتورة العملية التي تخطت8 آلاف جنيه وسوف استلم التقرير السليم غدا بكل ما حدث لي, وأضاف أنه يرغب في رؤية إصلاح حقيقي علي جميع المستويات