كتب : جميل عفيفي اليوم. يجب علي كل مصري أن يقف رافعا رأسه لما فعله شباب مصر من تغيير نظام بالكامل, كما يجب أن نرفع الرأس, لأن مصر بها أعظم جيوش الأرض علي مر التاريخ, هذا الجيش سيقف التاريخ أمامه طويلا بما حققه من إنجازات عظيمة لمصر في أحلك الظروف, هذا الجيش الذي عبر بثورة الشباب الي بر الأمان دون أن تنطلق رصاصة واحدة.. جيش وطني. جيش شريف. إن ما حدث من الجيش المصري خلال ثورة25 يناير لا يقل بأي حال من الأحوال عن موقفه في حرب أكتوبر المجيدة عام1973, ففي الحرب إستطاع الجيش أن يعبر بمصر إلي نصر عسكري انتظرناه طويلا, وأعاد للدولة حريتها وكرامتها بعد ان تجاوز الأخطاء السياسية للقادة السياسيين وقتها, وفي ثورة25 يناير استطاع الجيش المصري أن يعبر بالشعب وبمصر أيضا إلي بر الأمان بعد حمايته شباب الثورة ومطالبهم وشرعيتهم. إن القوات المسلحة المصرية تثبت يوما بعد يوم أنها تحمي الوطن والمواطنين, وأنها من الشعب تحمي شرعيته ومطالبه وتحمي مقدساته ولم تكن في يوم من الأيام لتحمي فردا أو نظاما لا يقبله شعب مصر العظيم. إن الدور الذي لعبته القوات المسلحة أثبت للعالم أجمع أن الجيش المصري من أعظم وأقوي وأرقي الجيوش علي مستوي العالم, فقد تعامل مع شعبه بحب ورقي لم تشهده شعوب العالم علي مر التاريخ, وستظل صورته مشرفة ومشرقة علي مر العصور. إن التاريخ العسكري الذي توقف كثيرا أمام معجزة حرب أكتوبر المجيدة, فإنه سيتوقف هذه المرة أكثر بكثير أمام الدور العظيم الذي لعبه الجيش المصري في إدارة أكبر أزمة داخلية يوضع فيها وأدارها بنجاح وشرف. إن التحية العسكرية التي قدمتها القوات المسلحة لأرواح شهداء ثورة25 يناير تعد أكبر دليل علي التصاق القوات المسلحة بالشعب والاعتراف بالشرعية التي يطلبها الشعب والتي دافع عنها الجيش, هذه التحية التي أبكت الملايين, وفي الوقت نفسه أعطت احترام العالم أجمع لمصر وشعبها وجيشها العظيم. إن قادة القوات المسلحة أداروا هذه الأزمة العظمي التي مرت بها البلاد بمنتهي الحكمة والحنكة والتصقوا بشعبهم العظيم وهم بالفعل قادرون علي العبور بمصر وشعبها إلي بر الأمان. لقد وعدت القوات المسلحة دائما, بأنها الحصن الحصين لمصر وشعبها, وأنها ستبذل النفس والنفيس من أجل استقرار مصر, واليوم أوفت بكل شيء, حفظت الأمن والنظام وشرعية الشعب, فتحية من القلب لكل جندي مصري ولكل قائد في جيش مصر ولكل من إلتصق بهذه المؤسسة العظيمة.