اليوم .. مستقبل وطن ينظم اجتماعًا تنسيقيًا استعدادًا لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    خطوات وإجراءات وأوراق توصيل الغاز الطبيعى للمنازل    بعد الارتفاع الأخير.. ننشر أسعار الذهب اليوم وجرام 21 يسجل 4670 جنيهًا    محافظ الجيزة يشدد على سرعة البت في شكاوى المواطنين وتحقيق الاستجابة الفورية    وزراء الزراعة والري والتموين يبحثون سبل رفع إنتاجية قصب وبنجر السكر    إسرائيل تكثّف عملياتها بغزة استعدادًا لمرحلة حاسمة قبيل صفقة التبادل    أسبانيا: مصرع شخصين جراء حريق غابات كبير في كاتالونيا    رئيس وزراء البرتغال ناعيًا جوتا: يوم حزين لرحيل من رفع اسم البلاد عاليًا    ماذا ينتظر الهلال حال الفوز على فلومينينسي في كأس العالم للأندية؟    الداخلية تضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة وتنفيذ مئات الأحكام في أسوان ودمياط    حادث غرق حفار «إد مارين 12»... جهود للبحث عن المفقودين والتحقيقات مستمرة    عمرو دياب يطرح ألبومه الجديد "ابتدينا" من 15 أغنية وبمشاركة أولاده    برئاسة مصطفى كامل.. نقابة الموسيقيين تعلن إقامة عزاء ل أحمد عامر    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    توصيات هامة من الصحة لتقليل زمن انتظار المواطنين بمستشفى حلوان العام    أسوان سادس محافظات المرحلة الأولى تنفيذًا لمنظومة التأمين الصحي الشامل    الصحة: تقديم الدعم النفسي ل 146 من أسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي    "بعد تشكيله الجديد" محافظ أسيوط يترأس أولى جلسات المجلس الإقليمي للصحة بالمحافظة    الكأس الذهبية - تأهل أمريكا والمكسيك في نهائي مكرر للمرة الثامنة    الرياضية: تعاقد حمد الله مع الهلال 6 أشهر.. والاتفاق على خوض كأس العالم فقط    إصابة 18 شخصا فى حادث تصادم سيارتين على صحراوى البحيرة    أسعار اللحوم بأسواق محافظة مطروح اليوم الخميس 3-7-2025    بولتيكو: قرار البنتاجون وقف شحنات أسلحة لأوكرانيا يثير القلق فى أمريكا    هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين    بن جفير: لن أسمح بتمرير صفقة فى غزة وآمل أن ينضم إلى سموتريتش    وزير الخارجية يستعرض مع نظيره السعودى تطورات الأوضاع فى غزة    حكم صيام يوم عاشوراء وإفراده بالصيام.. دار الإفتاء تجيب    وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو    منظمة التحرير: تصريحات إسرائيل الداعية لضم الضفة وفرض السيادة تصعيدا خطيرا    "محلية النواب" تتفقد شبكة الطوارئ والسلامة والمركز التكنولوجى بجنوب سيناء    طلبة الثانوية الأزهرية بالأقصر يؤدون امتحان الأدب والنصوص والمطالعة للأدبى    إصابة طالبة بتشنجات في امتحانات الثانوية العامة بالفيوم    عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر    فرص عمل فى محطات المترو برواتب تصل إلى 10 آلاف جنيه    كشف ملابسات ما تم تداولته مواقع إخبارية بشأن واقعة قيام قائد سيارة نقل بالاصطدام بسيارات في المعادي    عزاء خاص للمطرب الشعبي أحمد عامر تتكفله نقابة الموسيقيين    ب572 ألف جنيه.. المشروع X يتراجع للمركز الثاني في منافسات شباك التذاكر    توقعات بإعلان توفير 115 ألف وظيفة جديدة في أمريكا خلال يونيو الماضي    «فاقد الشغف ولا يستحق الاستمرار مع الفريق».. أيمن يونس يفتح النار على نجم الزمالك    وفاة 4 أشخاص وفقدان 38 آخرين إثر غرق عبارة في إندونيسيا    تسريب امتحان الكيمياء للثانوية العامة 2025.. والتعليم ترد    السعودية تدشّن أول سرية من منظومة "ثاد"    9 جنيهات لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    الأهلي يعلن ضم محمد شريف لمدة 5 سنوات    30 دقيقة تأخرًا في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 3 يوليو 2025    جثث الأطفال تفحمت.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال ب غزة (فيديو)    تغييرات جذرية في "وتر حساس 2".. غادة عادل بديلة لصبا مبارك وغياب أحمد جمال سعيد وجنا الأشقر    سيراميكا يواصل مفاوضاته مع الأهلي لاستعارة رضا سليم    أول تحرك من النيابة بشأن واقعة مقتل 3 أطفال على يد والدهم في المنيا    40 حكما يجتازون اختبارات الانضمام لدورة الحصول على رخصة "VAR"    مي عمر أنيقة ونسرين طافش بفستان قصير على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    البلشي: لست مسؤولًا عن تظاهرات أحمد دومة على سلم نقابة الصحفيين    تريلا تدهس 7 سيارات أعلى الطريق الدائري بالمعادي.. صور    عصام السباعي يكتب: مفاتيح المستقبل    هل الجنة والنار موجودتان الآن؟.. أمين الفتوى يجيب    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    تعرَّف علي قيمة بدل المعلم والاعتماد ب مشروع تعديل قانون التعليم (الفئات المستحقة)    «الإفتاء» توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هوامش علي دفتر الثورة
نشر في الأهرام اليومي يوم 13 - 02 - 2011

لاشك عندي أن ما بدأ يوم‏25‏ يناير‏2011‏ في مصر هو ثورة وليس مجرد مظاهرات أو احتجاجات‏.‏ ثورة شعبية رائعة‏.‏ لاشك عندي أن ثورة‏25 يناير في مصر هي أروع الثورات المصرية‏.‏ فبينما كان لثورة‏1919‏ ولحركة الجيش يوم 23 يوليو‏1952‏ قيادة‏,‏ انفردت ثورة‏25‏ يناير بأنها ثورة عظيمة. حركها شباب مصر ولم يحركها شخص بالتحديد‏.‏
لاشك عندي أنها إهانة لهذه الثورة الرائعة النبيلة أن يجعلها البعض ثمرة للفقر ومعاناة الملايين من أبناء وبنات مصر‏.‏ فهي أرفع وأنبل وأعلي من أن تكون ثورة خبز‏.‏ فقد كان المصريون علي نفس المستويات الاقتصادية والاجتماعية خلال الفترات الرئاسية الثلاث الأولي للرئيس مبارك‏.‏ أما الجديد الذي شاع وذاع خلال فترتي الرئاسة الرابعة والخامسة‏(2011/1999)‏ فهو ذلك الحلف الكريه بين السلطة والثروة‏.‏ هذا الحلف هو الذي كون موجة الغضب والتي وصلت لذروتها في سنة 2010 عندما زور رموز حلف السلطة والثروة انتخابات مجلسي البرلمان واختلسوا أكثر من‏%90 من مقاعد البرلمان لحزب لم تكن له في الحقيقة أية شعبية‏.‏
كان أداء الإعلام الرسمي عند بداية ثورة الشباب يوم‏ 25 يناير أداء مخزيا لأبعد الحدود‏.‏
كان أداء معظم رجال الأعمال وتصريحاتهم منذ بداية الثورة أداء فاضحا لأدوارهم وانتماءاتهم المؤسسة علي أسس غير شريفة‏(‏ ولا قانونية‏)‏ بالمرة‏.‏
كان أداء وزارة الداخلية المصرية منذ الدقيقة الأولي للثورة يوم‏25‏ يناير أداءا اجراميا يستوجب محاكمة عاجلة لكافة قيادات الداخلية الذين تعاملوا مع الثورة ومع أمن مصر بمثل تلك الطريقة التي ترقي لأفق خيانة الأمانة وخيانة المهمة وخيانة الوطن‏.‏
كان تنظيم الحزب الوطني وعدد من رجال الأعمال لعملية اقتحام ميدان التحرير بعد ثلاثة أيام من بداية الثورة عن طريق مجموعة من أعوان الأمن من المخبرين ومعهم عدد من أصحاب السوابق وآخرون ممن حشدتهم شرطة السياحة من أهل منطقة الأهرام حضروا لميدان التحرير علي صهوة خيولهم وجمالهم في عمل أرعن مثل عقلية الحزب الوطني وعدد من أعوانه من التجار ورجال الأعمال وهي عقلية اجرامية في الأساس‏.‏ وما أكثر المصريين الذين أبكاهم منظر راكبي الخيول والجمال وهم يحاولون اختراق صفوف جحافل الثوار في ميدان التحرير‏.‏ فهو منظر جسد الحقيقة‏:‏ التقدم ممثلا في الثوار وأدواتهم من الكمبيوتر والإنترنت والفيسبوك والتويتر‏,‏ ومؤيدي النظام من المتشردين الذين جاءوا علي صهوة الخيول والجمال بتمويل من الحزب وأعوانه من التجار‏.‏
كانت الثورة فرصة رائعة لاثبات كذبة كبري رددها الكثيرون من رموز الحقبة حول أن الإخوان المسلمين هم البديل الوحيد للأمر الواقع‏.‏ فالإخوان حقيقة من حقائق واقعنا‏.‏ ولكنهم مجرد فصيل من فصائل المجتمع‏.‏ بل فصيل لن يحصل في أي انتخابات حرة لا يديرها الحزب الوطني علي أكثر من‏ %20 من مقاعد البرلمان‏.‏ الإخوان يأخذون ضعف حجمهم الحقيقي عندما تكون المقارنة‏(‏ والمفاضلة‏)‏ بينهم وبين الحزب الوطني‏.‏ ومعلوم أن نظما عديدة في المنطقة تعيشت وتتعيش علي هذه الكذبة‏(‏ كذبة أن نظما معينة هي البديل الوحيد لدولة الخلافة الإسلامية التي ستقيمها حكومة الإخوان المسلمين‏).‏
‏*‏ كانت ثورة‏ 25 يناير مفاجأة كبري لكل دارسي الشرق الأوسط‏.‏ فقد كان هؤلاء‏(‏ بلا استثناء‏)‏ يرددون أن الثورة في مصر وغيرها من المجتمعات العربية ستأتي إما من‏(‏ العشوائيات‏)‏ أو من‏(‏ المسجد‏)‏ أي أنها ستكون ثورة المحرومين أو ثورة الإسلاميين‏.‏ وإذا بالثورة تأت من أبناء وبنات الطبقة الوسطي من خريجي الجامعات ومستعملي أحدث منتجات ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات‏..‏ وهؤلاء هم الذين مكنتهم تكنولوجيا العصر من أن يدركوا أمرين‏:‏ حقوقهم كمواطنين وواجبات الحكومات‏.‏ كما جعلتهم التكنولوجيا يدركون الفوارق الكبيرة بين‏(‏ الحكومات الحاكمة‏)‏ و‏(‏الحكومات الخادمة‏)‏
كانت الثورة فرصة رائعة لأن يعبر الشعب عن رفضه أن تشارك أسر الحكام في حكم الشعوب‏.‏ وعندما كنت أسير وسط ميدان التحرير كنت ألمس نشوة الشباب‏(‏ ونشوتي‏)‏ بأغنيات الشباب المجسدة لرفض الشعب لفكرة الحكم الأسري‏.‏
‏*‏ كانت الثورة فرصة رائعة لأن يظهر للعالم أن الكثيرين من أفضل أبناء وبنات مصر هم مع الحرية ومع الثورة‏.‏ وأذكر أنني دمعت عيناي عندما وجدت نفسي وأنا في قلب ميدان التحرير ذات يوم من أيام الثورة وجها لوجه مع شخصيات مصرية عالمية مثل الدكتور ممدوح حمزة والدكتور محمد غنيم مؤسس مركز الكلي بالمنصورة‏,‏ وأستاذ الطب المعروف الدكتور محمد أبوالغار‏..‏ وعشرات غيرهم‏.‏
عندما هجمت سيارات الأمن علي المواطنين‏(‏ في الأيام الأولي للثورة‏)‏ لدهسهم فوق جسر‏(‏ كوبري‏)‏ قصر النيل‏,‏ فقد اذهلني‏(‏ قليلا‏)‏ اجرام رجال الأمن وهم يحاولون صدم أكبر عدد من أبناء وبنات مصر بسياراتهم الضخمة‏,‏ وأذهلتني‏(‏ كثيرا‏)‏ شجاعة أبناء وبنات مصر الذين حاصروا السيارات التي قتلت بعضا منهم ولم يكن قرارهم هو الفرار والنجاة بأنفسهم‏.‏ هذه الروح المقدامة روح مصرية أصيلة حاول القهر السياسي والافقار الاقتصادي اجتثاثها من جذورها ولكن ثورة‏52‏ يناير اعادت لهذه الروح شبابها ونضارتها‏.‏
أخيرا‏,‏ فانني أقول لكل من يحاول قص أظافر هذه الثورة وتحجيمها والالتفاف حولها أو اقتناصها انكم ستفشلون لا محالة وستدخل أسماؤكم أسود صفحات التاريخ مع أعضاء الطغمة التي كونها وأحد أسوأ ما جري في تاريخنا المعاصر‏,‏ وأعني حلف السلطة والثروة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.