لا أدري إن كانت رسالتي ستري النور أم لا.. لكني أريد أن أقول لكم إنني أحد شباب جمعة الغضب الذين فجروا ما بداخلهم من بركان بعد تدخل الشرطة وقوات الأمن المركزي لتفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والمياه والعنف. واحسست مع مجموعة من زملائي في المظاهرة بالضيق والضجر خصوصا بعد قطع الإنترنت والتليفون المحمول. وقضينا اليوم كله في التعبير عن مطالبنا, وعدت إلي منزلنا كما عاد زملائي إلي منازلهم, وأحسسنا بالراحة التامة لأننا عبرنا عن مطالبنا وفوجئت بما حدث من تحطيم للمحال وحرق أقسام الشرطة, وإخراج المسجونين, واتصلت بزملائي وتناقشنا فيما حدث في أثناء مظاهرتنا. وتأكدنا من ان هناك مؤامرة تحاك ضد مصر, وأن البعض استغل انتفاضتنا في اغراض خاصة, واجتذاب لجماعات بعينها.. نعم.. تأكدنا من ذلك, وتكفينا المشاهد الحزينة في كل مكان عن الخراب, فلقد سرت في العديد من المناطق بالقاهرة دون أن أشعر بما حولي.. الحرق مستمر.. السيدات يصرخن.. السرقات انتشرت في كل مكان, وماهي إلا ساعات حتي وجدت شبابا يملأون الشوارع.. هم أفضل منا بكثير حيث كونوا لجانا شعبية لتفتيش المارة والسيارات للبحث عن السجناء الهاربين, واللصوص الذين انتشروا في كل المحافظات. لقد ادركت ان هناك من استغلنا لمصلحة اهدافه, وليس ادل علي ذلك من الأنباء التي تتوالي عن ضبط عناصر من الخارج, والأبواق الإعلامية التي طفح حقدها علي مصر, ولم أندهش كثيرا أن أجد أن هذه القنوات تصب لعناتها علي النظام من خلال المأجورين. وما أقوله لا يخفي علي أحد, فأي شاب يستطيع أن يفهم أهداف هذه القنوات بمنتهي السهولة, وبعضها للأسف قنوات فضائية محلية.. حيث تسيطر الأهداف الخاصة لكل منها علي اعتبارات المصلحة العامة. والله ياسيدي ما يحدث الآن مؤامرة كبري علي مصر, ولم نكن نريد ذلك أبدا.. وأريد أن تنشر رسالتنا وتحذر شبابنا من الانسياق وراء الجهات التي تحاول استغلال براءتنا في تحقيق اهدافها السوداء, وكل ذلك ينعكس علينا جميعا دون أن تشعر. إن بكاء أبي وأمي المستمرين يقتلني, وقد كتبت إليك رسالتي, وكلي أمل أن تصل إلي جموع الشباب. { كلماتك مباشرة واضحة, وفيها الكثير من العبر والدروس مماحدث, فلقد استغلت بعض الجماعات انتفاضتكم السلمية فحولتها إلي تخريب وتدمير لإحداث الفوضي في مصر وإخراج معتقليها من السجون, وراحت تدمر كل شيء غير عابئة بالعواقب الوخيمة لما تفعله. وقد حانت اللحظة الحاسمة التي يجب أن نفرق فيها بين من يتظاهرون سلميا للمطالبة بحقوق مشروعة لهم, وبين المخربين الذين يحملون أهدافا خاصة. ولا ادري ماذا يريد هؤلاء بعد الاستجابة لكل مطالبهم, فما تحقق ماكان لهم أن يحلموا به, وعليهم أن يستثمروا الفرصة ويستمعوا إلي صوت الحكمة لكي يجنبوا أبناء مصر المزيد من الخسائر والخراب. اقول.. ماذا يريدون؟.. هل يهدفون إلي إدخال مصر في فوضي لايمكن السيطرة عليها؟.. إذا كانوا يبغون ذلك فلن يسمح لهم المصريون بذلك.. ويجب التصدي لهم. كفانا متاجرة بالشعارات.. ودعوا الفرصة كاملة للإصلاح, فلقد بدأت الخطوة الأولي, والمشوار مهما كان طويلا يبدأ بخطوة واحدة. أيها الشاب العاقل.. معظم شباب مصر مثلك خرجوا للتعبير عن آرائهم وعادوا إلي مواقع عملهم بعد أن غيروا وجه مصر بالكامل.. والمهم الآن هو أن يدرك هؤلاء أن فرصتهم ثمينة للانخراط في المجتمع فلا يضيعوها.. جنب الله مصر المخاطر وحفظها من المتربصين بها.. إنه علي كل شيء قدير.