احتشد عقب صلاة الجمعة أمس الآلاف من المواطنين بمسجد مصطفي محمود بالمهندسين مطالبين بالاستقرار للوطن, حاملين الأعلام واللافتات التي تؤكد حرصهم علي مصر, وأن مصر هي الهدف الوحيد لخروجهم. وذلك حرصا علي شبابها, وقد توافدت علي المظاهرة جموع من مختلف فئات الشعب من الرجال والنساء والأطفال, بالإضافة إلي مجموعة من لاعبي الكرة, وعبروا عن حرصهم علي مصر قبل كل شيء, وأن ما تحقق في الأيام الماضية هو نواة حقيقية لما سوف تشهده مصر خلال الأيام المقبلة, حيث أصبحت نقلة تاريخية في حياة مصر والمصريين. وكانت الأعداد قد توافدت منذ الصباح وتجمعوا في المسجد وفي الميدان والحدائق المقابلة لمسجد مصطفي محمود حاملين أعلام مصر, وبدأت خطبة الجمعة وقام خطيب المسجد بإلقاء خطبة الجمعة التي حث فيها جميع المصلين علي الوحدة والتمسك بالدين, معلنا أن قوة المصريين في وحدتهم, مؤكدا أن ما حققه الشباب خلال الأيام الماضية يؤكد أن شباب مصر مازالوا بخير, وأنهم فعلوا ما عجز الكثيرون عن فعله خلال العقود الماضية, منوها بأن الشباب هم عصب الأمة في كل العصور, وإن كان البعض قد شك في قدرتهم خلال السنوات الماضية, إلا أنهم بما فعلوه من مظاهرات سلمية حضارية أثبتت للجميع أنهم أقوياء ويستطيعون فعل الكثير, وقد ناشد خطيب المسجد جموع المصلين الموجودين بنبذ الفرقة والتمسك بالوحدة لنستطيع عبور هذه المحنة, وطالب الخطيب بأن يحرص الموجودون في تلك المظاهرات, سواء الموجودة في ميدان مصطفي محمود أو ميدان التحرير بعدم ارتكاب أي أحداث تعكر صفو ما فعلوه حتي يستطيعوا عبور الأزمة, منوها بأن جميع الأديان تحثنا علي التمسك بالوحدة. وعقب أداة الصلاة خرجت جموع المتظاهرين من المسجد بالآلاف وهم يحملون أعلام مصر مرددين العبارات التي تحث علي الاستقرار, وذلك حرصا علي استقرار الوطن خلال تلك الأيام العصيبة, وقد انضمت إلي المتظاهرين مجموعات حضرت من مناطق إمبابة والعجوزة والدقي والهرم وبولاق الدكرور يحملون لافتات تقول: لا للتخريب.. ونعم للاستقرار حرصا علي شيء واحد هو الوطن وليس أشخاصا. وهنا أحضر بعض المتظاهرين مكبرات الصوت وبدأوا يجوبون الميدان, وقامت مجموعة من السيارات الحاملة لأعلام مصر باستخدام آلات التنبيه, وهو ما يعلن عن تأييدهم للاستقرار. الجزيرة فين وقد زادت أعداد المتظاهرين بميدان مصطفي محمود بعد أن ظلت المجموعات تنضم إليهم من جميع المناطق, وهنا ظل المتظاهرون يرددون عبارة الجزيرة فين الشعب المصري أهو, مطالبين قناة الجزيرة بألا تركز فقط علي المعارضين, وأن تلزم الحياد وتنقل المشهدين, فهذا هو الإعلام الحقيقي, مؤكدين أنهم حينما يخرجون في هذه التظاهرات ليس همهم سوي الحفاظ علي الوطن. لم نذهب إلي ميدان التحرير وقد أكد المتظاهرون بميدان مصطفي محمود أن معظمهم هم الذين كانوا موجودين يوم الأربعاء الماضي عقب خطاب الرئيس مبارك الذي أكد فيه أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة, وأكد تعديل المادتين67 و77 من الدستور وأعلن أنه عاش في مصر وسيموت في مصر, هنا تحركت مشاعرهم وفاء لهذا الرجل الذي أعطي لمصر الكثير مؤكدين أن الذين وثق بهم هم الذين أساءوا إليه, وأنهم بعد ذلك خلال مظاهرة الأربعاء أكدوا أنهم حضروا يوم الجمعة حرصا علي الاستقرار, مشيرين إلي أنهم لم يتوجهوا إلي ميدان التحرير يوم الأربعاء الماضي حيث إن تظاهرهم ظل أمام مسجد مصطفي محمود فقط, وأن من قاموا بالاشتباكات ليسوا من بينهم لأنهم من البداية وهم ينادون بعدم التخريب, وخلال هذه المظاهرة ظهر رجال الشرطة بأعداد كبيرة انتشرت في الميدان لتأمين المتظاهرين حتي لا تحدث اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين, خاصة أن مسجد مصطفي محمود في يوم الجمعة الماضي خرجت منه مظاهرة حاشدة تطالب بالتغيير, لكن شباب مصر الواعي في هذه المظاهرة كان لا يريد شيئا سوي استقرار مصر, وهنا ظهر دور رجال الشرطة خلال تلك التظاهرة بالوقوف علي الميدان من جميع اتجاهاته لتأمين المتظاهرين, وهنا بدأ الحديث الودي بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين كانوا يحثونهم علي تلك العودة, مطالبين بأن تزداد أعدادهم حتي يشعروا بالأمن والأمان, فهم في النهاية يحافظون علي الممتلكات العامة والخاصة, وينظمون المرور, وإن كان هذا هو دورهم, لكن المتظاهرين يطلبون زيادة أعداد الشرطة في الشوارع حتي يعود الأمن والأمان الذي افتقدوه خلال الأيام الماضية, وإن كانت اللجان الشعبية هي التي تقوم بدورها علي أكمل وجه بتأمين المنازل والمحال ليلا ونهارا في جميع شوارع وميادين مصر المختلفة. علم مصر وخلال تلك المظاهرة كان شيئ واحد هو الذي يجمع بين جميع المتظاهرين وهو علم مصر الذي كان القاسم المشترك بينهم جميعا, فكل المجموعات التي حضرت من كل الاتجاهات كانت تحمل علم مصر, حيث إنه المدلول القوي لوحدة هذا الشعب العظيم التفافهم حول العلم, وهو شعار الدولة, فقبل أي لافتات أو صور حرصوا علي وجود ذلك العلم, وهو الذي يؤكد أنهم جميعا مصريون, وأنهم سوف يعيشون ويموتون متوحدين, مؤكدين أن هناك أيادي خفية تعبث بهذا الوطن استغلوا مظاهرات التحرير السلمية في تخريب الوطن, وليس أدل علي ذلك من العناصر التي تلقي أجهزة الأمن القبض عليهم كل يوم من الجنسيات المختلفة حضروا لتخريب مصر, أما شباب مصر الحقيقي الموجود في ميدان التحرير أو ميدان مصطفي محمود فمظاهراتهم سلمية.