ماذا نحن فاعلون ؟ ماذا نحن فاعلون؟ سؤال لابد أن نطرحه علي أنفسنا في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها الوطن حيث تتهدده مخاطر شتي أهمها غياب الامن والاستقرار وبروز شبح الفوضي في سابقة لم تعرفها مصر علي طول تاريخها الحديث! أن الخطر كل الخطر أن تختلط الاوراق ويضيع الخط الفاصل بين حق الاحتجاج المشروع وبين الذهاب إلي المجهول حيث ينتشر الجراد الذي يريد أن يلتهم الخضرة من فروعها وأوراقها... ومن ثم لاتملك الطيور الآمنة في أعشاشها سوي الإعراب عن خوفها وفزعها! أن أحدا لايمكن أن يجادل في المطالب المشروعة التي خرج بها الالوف من شباب مصر الغاضبين في مختلف المحافظات, ولكن الخطر كل الخطر أن تخلو الساحة لذئاب السلب والنهب وزواحف الوصولية والانتهازية! ان ما قبل25 يناير شئ ومابعده شئ آخر, ومن لايري ذلك يكون مخطئا... وكل ما ينادي به شباب مصر ينبغي الاستماع له والتجاوب معه فليس الدستور قرآنا لايجوز الاقتراب منه وليست السياسات الاقتصادية الرعناء الخالية من المضامين الاجتماعية بقرة مقدسة لايجوز ذبحها! لابد من قراءة صراخ الغضب بعقول واعية وقلوب مفتوحة وإرادة صادقة توفر القدرة علي حسن الاختيار وسلامة المبادرة و شجاعة الفعل حتي يمكن إزالة كل أسباب القنوط والتشاءوم التي تعكر صفو الحاضر وتغلق أبواب الأمل في المستقبل! وفي اعتقادي أن مصر التي نجحت في تحويل طاقة الغضب لدي شباب مصر عقب هزيمة5 يونية1967 يمكنها بكل أدوات العقل والحكمة ومن خلال حوار وطني جامع أن تعبر هذا المأزق فوق جسور قوية ومتينة مثل جسور العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر عام1973 حيث كان شباب الغضب بعد يونيه1967 هم أعمدة الجسور في الثانية من ظهر6اكتوبر1973.
خير الكلام: بالحب تبقي مصرنا أغرودة الدنيا وملحمة الدهور! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله