سيطرت التطورات في الشارع المصري علي الاهتمام الدولي لليوم الخامس علي التوالي فقد جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس دعوته للنظام المصري عدم اللجوء للعنف وضبط النفس, إلي جانب دعم انتقال منظم لحكومة تستجيب لتطلعات الشعب المصري. كما بحث تطورات الأحداث الأخيرة في مصر وانعكاساتها علي المنطقة مع قادة أوروبيين وشرق أوسطيين, وطلب الاستماع إلي تقييمهم للموقف في هذا الصدد. وأوضح بيان أصدره البيت الأبيض أن أوباما اتصل بزعماء بريطانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية وإسرائيل, بينما عقدت خلية الأزمة التي شكلها الرئيس أوباما اجتماعا جديدا لمتابعة الموقف في مصر وتقديم تقييماتها للرئيس الأمريكي. ومن جانبها, أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بدء سحب دبلوماسييها غير الأساسيين من السفارة الأمريكيةبالقاهرة وقنصلياتها في مصر اعتبارا من أمس الاثنين, حيث سيتم إرسال طائرتين إلي القاهرة لنقل هؤلاء إلي أوروبا, إضافة إلي عائلات الموظفين والأمريكيين المدنيين الراغبين في السفر من مصر. كما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية مجددا علي دعوة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون- في عدة مقابلات تليفزيونية مع محطات أمريكية- للرئيس حسني مبارك ونائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الحكومة المكلف أحمد شفيق بفتح حوار مع المتظاهرين والمجتمع المدني لتلبية مطالب الشعب من حرية وديمقراطية وإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. يأتي ذلك في الوقت الذي أشاد فيه وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بمهنية القوات المسلحة المصرية نتيجة لعدم استخدامها العنف ضد المتظاهرين منذ نزولها إلي الشارع. وذلك خلال اتصال هاتفي بين جيتس ونظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي. وذلك في أعقاب اتصال هاتفي بين الأدميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مع نظيره المصري سامي عنان. وأشار جون كيربي المتحدث باسم باسم وزارة الدفاع الأمريكية إلي أن الوزيرين أكدا حرصهما علي استمرار التعاون والاتصال فيما بينهما, حيث أعرب الوزير المصري عن تقديره لمهنية الجيش المصري.وفي لندن, حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من قمع المظاهرات المناهضة للنظام في مصر, وأكد كاميرون- في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي- أنه لا يحق لأي شخص سواء أكان هو شخصيا أم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحديد أو اختيار الشخص الذي يتولي قيادة أي دولة. وأشار إلي أن اختيار قمع المظاهرات المصرية ستكون له عواقب مفجعة علي مصر والعالم أجمع. كما صدر بيان فرنسي بريطاني ألماني مشترك يؤكد شرعية مطالب الشعب المصري الذي يدعو لمستقبل أفضل. وأشار البيان إلي أن الرئيس مبارك لعب دورا معتدلا في المنطقة علي مدي السنوات الماضية, وأن الدول الثلاث تريد منه انتهاج نفس الأسلوب المعتدل في معالجة الموقف في بلده. وفي كاراكاس, اتهم الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الولاياتالمتحدة بلعب دور مشين في الازمة المصرية وبالنفاق للزعامات القوية في مختلف أنحاء العالم بدعمهم ثم التخلي عنهم. ويقدم الاشتراكي شافيز نفسه بشكل عام كمؤيد للعرب ومعارض لاسرائيل والولاياتالمتحدة. لكنه تجنب في تعقيبات مقتضبة بثها التليفزيون الرسمي الخوض في تعليقات معينة بشأن مصر أكثر مما قاله مضيفا إنه يتعين احترام السيادة الوطنية فحسب. وسخر شافيز مما سماه السياسة الخارجية الامريكية المتقلبة كالحرباء. وفي مدريد, أعلنت الحكومة الاسبانية أنها تتابع تطورات الأحداث في مصر. ونقلت شبكة سي إن إن الاخبارية الأمريكية عن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو قوله: اننا نريد لدول منطقة البحر المتوسط ولأصدقائنا هناك ما نريده لأنفسنا, وهو أن يكون هناك اصلاح ديمقراطي وحرية وتقدم وعدالة. وقال ثاباتيرو اننا ندعو الي اجراء تغيير بطريقة سلمية. وفي القدس, اخطرت اسرائيل الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية في رسالة سرية نقلتها صحيفة هاآرتس الاسرائيلية امس بضرورة مساندة نظام الرئيس حسني مبارك وذلك لدعم استقرار المنطقة في ظل موجة الاحتجاجات التي تعصف بمصر. واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤلين إسرائيليين إنه من مصلحة الغرب ومنطقة الشرق الاوسط دعم النظام المصري الحاكم الحالي ووقف الانتقادات الشعبية ضد الرئيس مبارك. وفي السياق ذاته نقلت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية مضمون نفس الرسالة السرية, مشيرة إلي ان هذه الرسالة تعد رسالة نقد للولايات المتحدة والدول الاوروبية الذين تخلوا عن نظام مبارك. وقد وجهت وزارة الخارجية الاسرائيلية تعليمات تطالب عشرات السفارات المهمة في العالم, ومنها الولاياتالمتحدة وكندا وروسيا والصين وعدد من الدول الأوروبية باهمية استقرار الوضع السياسي في مصر. وفي غضون ذالك اعطي بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء اسرائيل. من جانبه, اعلن شاؤول موفاز رئيس لجنة الدفاع والخارجية في الكنيست انه يجب علي اسرائيل عدم التدخل في الشئون الداخلية المصرية.