رقتها.. عفويتها.. وابتسامتها.. كانت الأسباب الرئيسية في لفت الأنظار إليها في بداية البرنامج.. ومع هذا أعتقد البعض إن استمرارها من رابع المستحيلات خاصة في وجود مذيعتين منافستين لا يستهان بهما.. ولكن سرعان ما اختلفت الأمور.. و تركت المذيعتان البرنامج دون أسباب واضحة.. وأكملت هي مع زميلها "شريف عامر" عامها الثاني ويزيد ببضعة أشهر دون منافسة نسائية.. حلقة وراء الأخرى بدأت أقدامها تثبت.. وعرفها الجمهور كمقدمة برامج من النوع الثقيل.. فلم يعد جمالها وحده هو سر الجاذبية وإنما طريقتها وأسلوبها وقدرتها على إدارة الحوار بنكهة ومذاق خاص.. مع مقدمة برنامج "الحياة اليوم" المتألقة "لبنى عسل" كان هذا اللقاء الأول بعد تجديد البرنامج شكلاً ومضمونًا.. واختيار وزير الإعلام لها ضمن أفضل 12 مذيعًا ومذيعة في القنوات المصرية حكومية وخاصة.. وإليكم التفاصيل..
*حمل برنامج "الحياة اليوم" بالأيام القليلة الماضية تغييرًا شاملاً.. حدثينا عنه؟ **بالفعل.. فقد انتقلنا لأستوديو أكبر بديكور مختلف، ويتوافر فيه تقنيات تكنولوجية عالية تساعدنا في تطوير المضمون، تحت شعار "أن تعرف أولاً" معتمدين على زيادة الجرعة الإخبارية والتقريرية من مصر وخارجها بإيقاع أسرع عما قبل، بجوار تخصيص فقرات لمناقشة القضايا الاجتماعية، والطبية، وما يحدث على المواقع الإنترنت، والجديد في الأخبار الثقافية والكتب الصادرة. *هل كان الخوف من النمطية والتشابه مع البرامج المماثلة وراء التغيير؟ **لا.. فهو يعد التغيير الأول منذ بدأنا البرنامج، وأردنا من خلاله الاستفادة من نقاط القوة التي تميزنا في أسلوب معالجة الأخبار، لإيماننا بأننا كالوسيط ما بين الجمهور والمصدر المسئول دون أن يكون بيننا من يصطنع الزعامة مع عدم انحيازنا لطرف على حساب طرف آخر. *قد يرى بعضهم أن تقديم البرنامج على مدار الأسبوع يخلق نوعًا من الملل عند المتلقي..فما ردك؟ **نحن نذيع في قناة حصلت خلال ال 12 شهر الماضية على المركز الأول في أغلب إحصائيات الشركات المتخصصة في قياس نسب المشاهدة الأعلى بين الفضائيات، ومن ناحية أخرى الأخبار والموضوعات الرئيسية التي نقدمها تكسر الملل لطبيعتها المتجددة والمتنوعة، إلى جانب أن البرنامج قائم على أثنين من المذيعين يقدمانه سويًا مدة ثلاثة أيام ويومان منفصلان لكل منهما للبعد عن الرتابة. *نلاحظ وجود اختلافات فكرية بينك وبين زميلك "شريف عامر".. كيف ترين تأثيرها؟ **أعتقد أن ذلك في صالح المشاهد لما فيه من تنوع آراء يضفي مزيدًا من الفاعلية والتلقائية على المادة المقدمة.. لأنه من المستحيل أن نكون نسخة طبق الأصل من بعضنا البعض. *رغم ترك زميلتين للبرنامج في بداياته ألا أنه لازال البعض يقارن بينك وبينهما وبخاصة "دينا سالم" معتبرينها الأفضل؟ **في الحقيقة سؤالك محرج.. ولكنها وجهة نظر لها احترامها.. وما أستطيع قوله: أنني كنت أتمنى استمرارهما معنا في تقديمه. *في بدايتك اعتبرك بعضهم مجرد وجه جميل لن يستمر طويلاً؟ **اسمع.. منذ تخرجي في كلية الإعلام، وأنا أسعى لاكتساب الخبرات المختلفة.. حيث التحقت بالعمل الصحافي في قسم التحقيقات بصحيفة "الأخبار"، وبجانبها كنت في "ماسبيرو" أقوم بإعداد تقارير لبرامج مختلفة تناقش أحوال وقضايا المجتمع.. ولم يكن ضمن طموحاتي الالتحاق بالعمل كمذيعة بأي شكل من الأشكال، وأعتقد بعد هذه السنوات أنني _ولله الحمد_ حققت شيئًا والحكم في النهاية للمشاهد. *ومن كان وراء تحولك للعمل التليفزيوني؟ **الصدفة البحتة هي السبب الوحيد.. حيث فوجئت بترشيحي لاختبار المذيعات بالتلفزيون الحكومي.. فتقدمت وحققت نجاحًا يحسب لي وأصبحت مقدمة برامج بالتلفزيون المصري ومنه انتقلت إلى قناتي "المحور" و"دبي" إلى أن وصلت لقناة "الحياة". *وكيف ترين اليوم الفارق ما بين بدايتك وما حققته؟ **تعلمت في البدايات كيفية التحدث في كل الأمور، وكأنها _دون أن أقصد_ بروفة لبرنامج "الحياة اليوم"، الذي اعتبره أكبر طموح لأي مذيع لما فيه من فرصة لتناول موضوعات مختلفة من سياسية إلى اجتماعية مرورا بالفنية والرياضية وحتى العلمية. *ومتى تفكرين في الرحيل؟ **ولماذا أفكر فيه؟!.. فأنا أجد كل التقدير والمساندة من المسئولين.. فهذا بعيد تمامًا عن خيالي. *لو فوجئتِ _ونحن جالسين سويًا الآن_ بقرار استبعادك على أساس أنك ستقدمين برنامجًا بديلاً بالقناة.. ماذا ستفعلين؟ **تشرد للحظات كأنها تسترجع صورًا بخيالها، تقول: حقيقة.. أشعر أنني بين أسرتي التي أحبها بشكل يصعب عليّ فراقها.. فأنا أجلس مع فريق العمل أكثر مما أجلس مع أهلي.. ولك أن تتخيل إحساسي.. فمشاعري تتغلب على عقلي في هذه المسائلحتى لو كان المقابل أنني سأقدم برنامجًا وحدي. *كيف ترين اختيارك من قبل وزير الإعلام في وقفة "مصريون"؟ **أن أكون ضمن 12 مذيعًا ومذيعة من أفضل مقدمي برامج ال "Talk show" شيء يشرفني ويسعدني، بخاصة عندما تتعلق تلك الوقفة بإحداث تغيير لأي مشاعر احتقان والتأكيد على وحدة المصريين. *المذيعات اللاتي تواجدن معك في الوقفة من حيث الأكثر احترافية.. كيف ترتبينهن؟ **تصمت للحظات من الوقت، ثم ترد قائلة: لا يصلح أن أكون منافسة وحكمًا في نفس الوقت. *قلت: من أين تستمدين ثقتك بنفسك؟ **قالت: وهل هناك أفضل من القرب من المولى عز وجل؟!.. فدائما قبل دخولي للأستوديو أدعو بالآية الكريمة: "رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي" *ما مدلول "البروبجندا" في قاموسك؟ **لا استخدمها وغير مقتنعة بها.. لأن الناس في رأيي تستقبل المذيع دون وسيط، والإعلامي الناجح لا يحتاج لعمل مثل تلك الأشياء، خاصة أن نوعية الجمهور اختلفت، وأصبحت تمتلك القدرة على التمييز بين الغث والثمين. *هل هناك قراءات معينة تعتمدين عليها في الارتقاء بثقافتك؟ **لدي روتين دائم يتمثل في متابعة التفاصيل اليومية عبر قراءة الصحف بمختلف توجهاتها سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة بجانب ما يذاع على القنوات الإخبارية العالمية وكذلك المنشور في منتديات الإنترنت باعتباره مجتمعًا جديدًا علينا الاعتراف به. *ما الاختلاف الذي تلحظينه في تناول أحداثنا المحلية بين التغطية الإخبارية العالمية والمصرية؟ هناك رؤى مختلفة في طريقة توصيلهم لما يدور بيننا.. فستجدهم في حادث الإسكندرية على سبيل المثال يهولون الأمور ويتحدثون أن الأقباط مضطهدين، ويطالبون بفرض عقوبات على مصر بشكل مستفز وغير مقبول، كأنهم يصطادون في الماء العكر، متناسين أن علينا حل مشكلاتنا بأنفسنا. *وكيف ترين _من منظورك_ تلك المشكلة على الصعيد المصري؟ **هناك بعض المشاكل التي يشعر بها الأقباط، ولا يمكن إنكارها مثل مشروع القانون الموحد لبناء دور العبادة، الذي اعتبره مطلبًا شرعيًا، لكن تلك المسائل في العموم يمكن حلها لو توافرت إرادة مجتمعية وسياسية، بينما الزعم أن الأقباط يعيشون أسوأ مراحل حياتهم غير صحيح ومرفوض. *هل كنت تنظرين للحياة _بعامة_ قبل برنامج "الحياة اليوم" مثلما تقدميها الآن؟ **بابتسامه سارحة، تقول: ياه.. كانت مختلفة تمامًا.. وذلك ليس معناه أنني لم أكن على دراية بوجود مشاكل، وإنما عملي في البرنامج بما يحيطه من أخبار وقضايا نعرضها ونناقشها يوميًا أصابني بالإحباط _والله العظيم_.. فأحيانًا بعدما ننتهي من البرنامج تظل المشاكل التي نناقشها تستحوذ على تفكيري، وأجد صعوبة في إبعادها عن فكري. *وما أبرز المشاكل التي أثرت فيكِ بشكل كبير؟ **رؤية أشخاص غير قادرين على التداوي يفشلون في الحصول على علاج على نفقة الدولة في الوقت الذي أجد فيه كبار المسئولين يعالجون على نفقة الدولة بكل سهولة ويسر!!. *كلامك يذكرني بحديث "محمود سعد" منذ أيام حول أن البلد في حالة مخاض لشيء مجهول في ظل وجود "لخبطة" سياسية ومواطنين مجهدين اقتصاديًا واجتماعيًا، متطرقًا إلى أن الشاشات كلها تقلصت مساحة الحرية فيها عما سبق؟